اسرائيل قد تنسحب من غزة قبل نهاية العام: عرفات يلتقي دحلان سعيا لانهاء الفوضى وحماس تدعو لميثاق وطني لمنع الاقتتال

تاريخ النشر: 19 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان في مسعى لانهاء حالة الفوضى في قطاع غزة قبيل انسحاب اسرائيلي محتمل اعلنت اسرائيل انه قد ينفذ دفعة واحدة وقبل نهاية العام، فيما دعت حماس الى حوار وطني لمنع اندلاع اقتتال داخلي بعد هذا الانسحاب. 

ووقعت صدامات مؤخرا بين مسلحين موالين لدحلان وقوات الامن الفلسطينية، وذلك في سياق ما وصفه مسؤولون امنيون فلسطينيون بانه صراع على السلطة نشأ مع محاولة دحلان توسيع قاعدة مؤيديه في القطاع. 

ونقلت صحيفة "هارتس" عن مسؤول امني فلسطيني كبير قوله ان وزيرين فلسطينيين ضغطا على عرفات من اجل الاجتماع مع دحلان، مؤكدين للرئيس الفلسطيني الحاجة الماسة لانهاء الفوضى في غزة قبيل انسحاب اسرائيلي محتمل من القطاع. 

وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه "مشاكل مثل هذه تظهر للعالم اننا غير جادون وسنقاتل بعضنا اذا غادر (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون غزة". 

وكان شارون اعلن مؤخرا انه يريد تفكيك 17 مستوطنة يهودية من اصل 21 في قطاع غزة نظرا لعدم التوصل الى تقدم في تطبيق خطة "خارطة الطريق"، مثيرا بذلك مخاوف لدى السلطة من محاولة حماس وحركات فلسطينية اخرى ملء الفراغ الذي سينجم عن انسحاب اسرائيل من القطاع. 

والقوات الاسرائيلية لا تتواجد في شوارع مدن غزة، غير ان عمليات الاغتيال التي تقوم بها باستخدام المروحيات، اجبرت معظم المسلحين التابعين للحركات الفلسطينية على تجنب الظهور علنا. 

وسيتيح انسحاب اسرائيل مزيدا من حرية الحركة لهؤلاء المسلحين. 

وبرز التوتر بين الحركات الفلسطينية بشكل واضح قبل اسبوعين عندما اعتدى مسلحون تابعون لدحلان بالضرب على قائد الشرطة الفلسطينية. وقتل فلسطيني وجرح عشرة اخرون في اشتباك اندلع عقب هذه الحادثة. 

ودحلان الذي عمل قائدا لقوات الامن الفلسطينية في عهد رئيس الوزراء السابق محمود عباس، كان جرى استبعاده من حكومة احمد قريع بسبب اعتراضات عرفات. 

وقبل وصوله الى رام الله قادما من غزة، حرص دحلان على الاجتماع مع عباس قبل التوجه للقاء عرفات على غداء عمل. 

ووفقا للمسؤول الامني الفلسطيني الذي كان يتحدث الى "هارتس"، فان لقاء عرفات مع دحلان ربما يسهم في تخفيف حدة التوتر في غزة، لكنه لن يتمخض عن عودة الاخير الى تولي منصب عام. 

ونقل المسؤول الامني عن عرفات قوله عقب الاجتماع ان "اللقاء كان فقط لاظهار ان الولد الضال عاد الى المنزل". 

اسرائيل قد تنسحب هذا العام 

نقلت اذاعة الجيش عن مسؤول امني اسرائيلي قوله الخميس ان خطة اخلاء المستوطنات من قطاع غزة، وفي حال اقرارها، يمكن ان تنفذ دفعة واحدة وقبل نهاية العام الحالي 2004. 

ووفقا لهذا المسؤول، فان السيناريو الذي يشكل كابوسا لاسرائيل، هو ان تسيطر حركة حماس على المساكن في المستوطنات والمواقع العسكرية، في خطوة مماثلة لما فعله حزب الله في جنوب لبنان عقب انسحاب اسرائيل منه عام 2000. 

وكانت حماس اعلنت انها ستدخل الى المناطق التي سيتم اخلاؤها وستمنح مساكن المستوطنات للعائلات التي دمرت اسرائيل منازلها. 

وقال المسؤول الامني الاسرائيلي "سنفعل كل ما في وسعنا لمنع ذلك". 

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي اعلن في وقت سابق الخميس ان اسرائيل ستبدأ الانسحاب من غزة في نهاية العام الحالي او بداية العام المقبل، وان ذلك لا يشمل المستوطنين فقط، وانما الجنود ايضا. 

لكن صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلت عنه قوله ان اسرائيل ستسيطر بعد هذا الانسحاب على سماء ومياه وحدود القطاع. 

حماس تدعو الى ميثاق وطني شامل 

وقد دعا اسماعيل هنية القيادي البارز في حركة حماس الخميس الى حوار وطني فلسطيني بهدف التوصل الى ميثاق وطني شامل مؤكدا انه لن يكون هناك اي اقتتال داخلي، حال انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة كما تروج له اسرائيل. 

وقال اسماعيل هنية "نحن نؤكد ان حركة حماس تدعو الى حوار وطني شامل بهدف التوصل الى ميثاق وطني تشارك فيه الفصائل والسلطة يضع الاسس والخطوط العامة والضوابط التي تحكم العلاقات الفلسطينية الفلسطينية بما فيه امكانية البحث في تشكيل قيادة وطنية مشتركة". 

وحذر هنية من الوقوع في فخ الدعاية والتحريض الاسرائيلي عن قوة حماس وقال "ان التخويف والتحريض الصهيوني المتواصل عن قوة حماس والحديث عن استلامها للامور في غزة وتهميش دور السلطة يهدف الى خلق حالة من الفوضى والفتن الداخلية وتخويف السلطة بهدف جرها للتعامل مع مشروع شارون". 

واعتبر هنية ان "تفكيك المستوطنات والانسحاب الاسرائيلي هو بمثابة انجاز للشعب الفلسطيني ولكل فصائل المقاومة وفئاته وشرائحة المختلفة". 

وشدد هنية على انه" لا يمكن الوقوع في فخ الصراع الداخلي فان وحدة الشعب الفلسطيني التي تجلت عبر هذه الانتفاضة هي الثقافة السائدة حتى بعد خروج الاحتلال من غزة وان حماس ستعمل مع الجميع من اجل ان ينعم شعبنا بما يحقق من انجازات على الارض، وحتى يستكمل مشروع تحريره لارضه واستعادة حقوقه" 

ومن جهته، اكد نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية ان السلطة الفلسطينية ترفض ان يكون هناك "ثمن" للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة مشددا على ان الفلسطينيين "لن يقعوا في فتنة" حال انسحاب اسرائيل من غزة. 

وفي مؤتمر صحفي عقده في مقر الهيئة العام للاستعلامات قال شعث "نرفض كل الاثمان للانسحاب الاسرائيلي من غزة" واضاف "نرحب بالانسحاب الاسرائيلي من غزة ومن المستوطنات في غزة ولكن من دون اثمان، فلينسحبوا من غزة". 

وراى شعث انه اذا تم الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة وتم رفع الحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات "عندها تنتهي المشكلة". 

واتهم شعث اسرائيل بانها "تريد ان تفجر غزة كثمن للانسحاب" مشددا على انه "لن تقع اي فتنة داخلية" حال انسحاب اسرائيل من غزة. 

وعلى اية حال، فقد تواصل العنف في القطاع الخميس، حيث هاجم مسلحون مكتب النائب في المجلس التشريعي ابراهيم ابو النجا في خانيونس جنوب غزة. ويعد ابو النجا مقربا من عرفات. 

وقال ابو النجا الذي كان في مكتبه ساعة الهجوم، ان المسلحين فتحوا النار في غرفة الانتظار وحطموا الاثاث. لكنه رفض الخوض في تفاصيل حول هوية المهاجمين.—(البوابة)—(مصادر متعددة)