عادت القوات الروسية المرابطة على الحدود مع اوكرانيا الى قواعدها بالتزامن مع اعلان الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن موعد غزو روسيا لبلاده، وما تزال الاوضاع متوترة في اجواء المنطقة من دون الوصول الى مخرج فيما تحدثت مراقبون عن اتفاق روسي اوكراني قديم برعاية دول اوربية قد تنقذ الموقف.
اتفاقات مينسك
في فبراير 2015 في عاصمة بيلاروس مينسك وقع ممثلون عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنطقتين الانفصاليتين (دونيتسك ولوهانسك في المنطقة المعروفة باسم دونباس) اتفاقا من 13 نقطة تم التوصل إليه ، بعد اجتماع زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا.
ونص الاتفاق على أن تمنح أوكرانيا المنطقتين استقلالية كبيرة مقابل استعادة السيطرة على حدودها مع روسيا.
ومنذ 2014 تشهد دونباس، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا، حربا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص.
كان من المفترض أن تنهي اتفاقات مينسك للسلام الصراع في شرق أوكرانيا الذي اندلع عندما حمل الانفصاليون المدعومون من روسيا السلاح. لكنها لم توقف القتال ولم تحل الأزمة.
وبعد هدنة تم التوصل إليها في النصف الثاني من 2020، تجددت الاشتباكات المتقطعة بين قوات كييف والانفصاليين المتهمة روسيا بدعمهم عسكريا وماليا، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وسيمثل القرار المرتقب للبرلمان الروسي، الثلاثاء، بشأن الاعتراف باستقلال المنطقتين اللتين تدعمهما موسكو خطوة مهمة من شأنها أن تقضي بشكل فعال على عملية مينسك للسلام في شرق أوكرانيا التي تقول روسيا إنها ملتزمة بها.
وشهد عام 2019 آخر محادثات بين قادة أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا بشأن العملية.
وكانت الرئاسة الفرنسية قالت إن ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا أبدوا دعمهم المشترك لتطبيق اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار.
وقال مصدر بالحكومة الألمانية، في إفادة للصحفيين، الأحد الماضي، إن شولتس يأمل في أن يناقش مع الرئيسين الأوكراني فولوديمي زيلينسكي والروسي بوتين السبل الممكنة لإحراز تقدم في تطبيق اتفاقات مينسك للسلام التي تهدف إلى إنهاء صراع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
موقف روسيا واوكرانيا
ويقول زيلينسكي إن أوكرانيا تتخذ نهجا مسؤولا تجاه اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار بشأن إنهاء الحرب في شرق أوكرانيا، لكنها تختلف مع روسيا حول كيفية تنفيذ الاتفاق.
تقول صحيفة واشنطن بوست إن الأوكرانيين يكرهون اتفاقات مينسك "لدرجة أن مسؤولي كييف حذروا مؤخرا من أن تنفيذها وفقا للشروط الروسية قد يؤدي إلى أعمال شغب وفوضى". وترى الصحيفة أن مثل "هذا النوع من عدم الاستقرار قد يمنح روسيا لحظة مثالية إما لإسقاط الحكومة ذات الميول الغربية أو للغزو".
يخشى العديد من الأوكرانيين من أن اتفاقية مينسك ستمكن موسكو من إعادة تأكيد هيمنتها على أوكرانيا، بإجبار كييف على منح المنطقتين الانفصاليتين وضعا خاصا، بما في ذلك الميليشيات الانفصالية الخاصة بهما.
وفي المقابل تصر روسيا على منح المناطق الانفصالية الحكم الذاتي، ومن ثم يمكن إجراء الانتخابات. وعندها فقط ستستعيد أوكرانيا سيطرتها على حدودها مع روسيا.
ويتهم المسؤولون الروس أوكرانيا برفض الوفاء بالتزاماتها، ويطالبون كييف بالتفاوض مباشرة مع الانفصاليين.
وفي ديسمبر الماضي، عين حزب روسيا المتحدة المهيمن الزعيمين الانفصاليين كعضوين في الحزب.
هل ينجح اتفاق مينسك في سحب فتيل الحرب؟
بينما يحذر المسؤولون الأميركيون من أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا في أي وقت، تتعرض كييف لضغوط لتمرير اتفاق السلام "غير المرحب به" بدلا من المخاطرة بفقدان المزيد من الأراضي والأرواح، حسبما تقول واشنطن بوست.
يقول المسؤولون الأوروبيون إن الأمر سيستغرق وقتا وعملا شاقا.
وحتى الآن، ليس هناك ما يشير إلى إمكانية إحياء الاتفاق. ولم تتفق المحادثات الماراثونية الأخيرة في باريس وبرلين على طريقة للمضي قدما.
فأوكرانيا لا تزال غير مستعدة لقبول شروط روسيا. وقال أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، لوكالة أسوشيتدبرس، إن الوفاء باتفاقيات مينسك سيعني "تدمير" أوكرانيا.
وفي مقال حديث لبوليتيكو، كتب أولكسندر دانيليوك، الرئيس السابق لمجلس الأمن والدفاع، قائلا: "ما يعرفه بوتين (ولم يفهمه الغرب بعد) هو أن أي تحرك من جانب أوكرانيا للاعتراف رسميا بنوع من الاستقلال لدونباس سيثير احتجاجات جماهيرية في جميع أنحاء أوكرانيا".
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، الخميس المقبل، في اجتماع يعقد بانتظام بشأن اتفاقات مينسك التي أقرها المجلس في 2015.
تفاصيل بنود اتفاقية مينسك
وتم تنسيق الوثيقة التي تحمل اسم "مجموعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك" في قمة عقدها في العاصمة البيلاروسية في 11-12 فبراير 2015 زعماء دول "رباعية النورماندي" (روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا)، ووقعت عليها أيضا مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع في شرق أوكرانيا (وهي تضم ممثلين عن حكومة أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا في جنوب شرق أوكرانيا).
وفي 17 فبراير 2015، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدعم هذا الاتفاق.
فيما ما يلي نص وثيقة "الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك":
1- التنفيذ الصارم للوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا ابتداء من الساعة 00:00 (بتوقيت كييف) في 15 من فبراير/ شباط عام 2015 .
2- قيام كلا الجانبين بسحب جميع الأسلحة الثقيلة على مسافات متساوية من بعضهم البعض من أجل إنشاء منطقة آمنة بعرض 50 كم على الأقل للمنظومة المدفعية من عيار 100مم وأكثر والمنطقة الآمنة بعرض 70 كم لنظام قاذفة الصواريخ المتعددة وعرض 140 كم لأنظمة راجمات الصواريخ "تورنادو-إس" و"أوراغان" و"سمرتش" وأنظمة الصواريخ التكتيكية "توشكا" ("توتشكا-أو").
- بالنسبة للقوات الأوكرانية: من خط الاتصال الفعلي؛
- بالنسبة للتشكيلات المسلحة لمناطق معينة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا: من خط التماس وفقًا لمذكرة مينسك المؤرخة من 19 من سبتمبر/أيلول عام 2014.
يجب أن يبدأ سحب الأسلحة الثقيلة المذكورة أعلاه في موعد لا يتجاوز اليوم الثاني بعد وقف إطلاق النار ويكتمل في غضون 14 يومًا.
ستقوم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بتسهيل هذه العملية بدعم من مجموعة الاتصال الثلاثية.
3- ضمان فعالية المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ اليوم الأول للانسحاب باستخدام جميع الوسائل التقنية اللازمة بما في ذلك الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وأنظمة الرادار وإلخ.
4- بدء الحوار في اليوم الأول بعد الانسحاب بشأن طرق إجراء الانتخابات المحلية وفقا للتشريعات الأوكرانية وقانون أوكرانيا ”بشأن النظام المؤقت للإدارة الذاتية المحلية في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك“، وكذلك بشأن النظام المستقبلي لهذه المناطق على أساس هذا القانون.
الاعتماد الفوري للقرار من قبل البرلمان الاوكراني في موعد لا يتجاوز 30 يومًا من تاريخ التوقيع على هذه الوثيقة مع الاشارة إلى المنطقة التي تخضع لنظام خاص وفقًا لقانون أوكرانيا "بشأن النظام المؤقت للإدارة الذاتية المحلية في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك" بناءً على الخط المحدد في مذكرة مينسك المؤرخة من 19 من سبتمبر/ايلول عام 2014.
5- ضمان العفو من خلال تبني قانون يحظر مقاضاة ومعاقبة الأشخاص فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا.
6- ضمان الإفراج عن جميع الرهائن والمحتجزين بشكل غير قانوني وتبادلهم على أساس مبدأ "الجميع مقابل الجميع". ويجب أن تكتمل هذه العملية حتى اليوم الخامس بعد الانسحاب كحد أقصى.
7- ضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية وتسليمها وتخزينها وتوزيعها على المحتاجين على أساس الآلية الدولية.
8- تحديد طرق الاستئناف الكامل للاتصالات الاجتماعية - الاقتصادية، بما في ذلك التحويلات الاجتماعية مثل دفع المعاشات التقاعدية والمدفوعات الأخرى (الإيرادات والدخل ودفع جميع فواتير المرافق العامة في الوقت المناسب واستئناف الضرائب ضمن الإطار القانوني لأوكرانيا ).
ومن اجل هذه الغاية ستستعيد أوكرانيا السيطرة على جزء من نظامها المصرفي في المناطق المتأثرة بالصراع وقد تنشئ آلية دولية لتسهيل مثل هذه التحويلات.
9- استعادة السيطرة الكاملة على حدود الدولة من قبل حكومة أوكرانيا في جميع أنحاء منطقة الصراع، والتي يجب أن تبدأ في اليوم الأول بعد الانتخابات المحلية وتكتمل بعد تسوية سياسية شاملة (الانتخابات المحلية في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك على أساس قانون أوكرانيا والإصلاح الدستوري) بحلول نهاية عام 2015، مع مراعاة تنفيذ الفقرة 11 - بالتشاور والاتفاق مع ممثلي مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك ضمن مجموعة الاتصال الثلاثية.
10- انسحاب جميع التشكيلات المسلحة الأجنبية والمعدات العسكرية وكذلك المرتزقة من أراضي أوكرانيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. نزع سلاح كل المجموعات غير الشرعية.
11- إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا مع دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ بحلول نهاية عام 2015، والذي يفترض أن اللامركزية عنصر أساسي (مع مراعاة خصائص مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، المتفق عليها مع ممثلي هذه المناطق)، وكذلك اعتماد تشريع دائم بشأن الوضع الخاص لمناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وفقًا للتدابير المحددة في الملاحظة1، حتى نهاية عام 2015.
12- استنادًا إلى قانون أوكرانيا "بشأن النظام المؤقت للإدارة الذاتية المحلية في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك"، ستتم مناقشة القضايا المتعلقة بالانتخابات المحلية والاتفاق عليها مع ممثلي مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك ضمن إطار مجموعة الاتصال الثلاثية. ستجرى الانتخابات وفقًا لمعايير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ذات الصلة وسيراقبها مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
13- تكثيف أنشطة مجموعة الاتصال الثلاثية، بما في ذلك من خلال إنشاء مجموعات عمل لتنفيذ الجوانب ذات الصلة من اتفاقيات مينسك. وهي سوف تعكس تشكيلة مجموعة الاتصال الثلاثية.
1 وتشمل هذه التدابير، وفقًا لقانون "بشأن الإجراء الخاص للإدارة الذاتية المحلية في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك"، ما يلي:
- الإعفاء من العقوبة والملاحقة والتمييز ضد الأشخاص المرتبطين بالأحداث التي وقعت في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك،
- الحق في تقرير المصير اللغوي
- مشاركة هيئات الإدارة الذاتية المحلية في تعيين رؤساء مكتب المدعي العام والقضاة في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك،
- إمكانية إبرام اتفاقيات من قبل هيئات السلطات التنفيذية المركزية مع السلطات المحلية ذات الصلة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك
- توفر الدولة الدعم للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لمناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك
- المساعدة من قبل السلطات المركزية في التعاون عبر الحدود لمناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك مع أقاليم الاتحاد الروسي
- إنشاء فصائل من الشرطة الشعبية بقرار من المجالس المحلية من أجل الحفاظ على النظام العام في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك
- لا يجوز إنهاء صلاحيات نواب المجالس المحلية والمسؤولين المنتخبين في انتخابات مبكرة، محددة من قبل البرلمان الأوكراني بموجب هذا القانون، قبل الأوان.
السفيرة هايدي تاليافيني
رئيس أوكرانيا الثاني ليونيد كوتشما
سفير روسيا الاتحادية لدى أوكرانيا ميخائيل زورابوف
ألكسندر زاخارتشينكو
إيغور بلوتنيتسكي

