توصل وزير الخارجية الاسرائيلي سوليفان شالوم الى اتفاق مع القيادة المصرية يقضي بتعزيز التواجد العسكري المصري على الحدود مع رفح دون الحاجة لتعديل اتفاقيات كامب ديفيد. ميدانيا، قتلت فيه قوات الاحتلال فلسطينيا في الضفة.
توصلت مصر واسرائيل الاثنين الى اتفاق على زيادة الوجود العسكري المصري على الحدود مع قطاع غزة من دون تعديل معاهدة السلام المبرمة بينهما عام 1979 وقررتا تشكيل "لجنة مشتركة" لبحث "الدور المحوري" الذي يمكن ان تقوم به مصر في قطاع غزة في حال انسحاب اسرائيل.
واعلن وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك ان مصر وإسرائيل توصلتا الى "صيغة" تسمح للقاهرة بتعزيز وجودها العسكري على الحدود مع قطاع غزة من دون تعديل معاهدة السلام.
وقال شالوم "اننا نناقش منذ عدة اشهر الوسيلة التي يمكن من خلالها تمكين مصر من زيادة قواتها على الجانب المصري من الحدود في رفح من اجل وقف تهريب الاسلحة وقد اقتربنا جدا الان من تطبيق تفاهم تم التوصل اليه يتيح لمصر بان تنشر اكثر من مائة جندى على الجانب المصري من الحدود".
وتابع "لقد توصلنا الى صيغة تتيح لكل منا زيادة القوات من دون تعديل معاهدة السلام".
وتنص معاهدة السلام التي وقعت في 26 آذار/مارس 1979 على تمركز عدد محدود من عناصر الشرطة. كما تفرض قيودا على عدد وطبيعة الاسلحة المنتشرة على الحدود.
وتسيطر اسرائيل على الحدود بين مصر وغزة.
واعلن شالوم والباز ان البلدين قررا "تشكيل لجنة ثنائية" لبحث كل النقاط المتعلقة بالدور المصري المحتمل في غزة.
وقال الوزير الاسرائيلي "اننا نعمل بشكل وثيق مع السلطات المصرية من اجل فرض الامن والنظام في غزة اثناء وبعد العملية (الخاصة بالانسحاب من غزة) واعتقد اننا نحقق تقدما كبيرا ونحن سعداء للغاية بان مصر قررت ان تلعب دورا محوريا في هذه العملية".
وكانت القاهرة كشفت الاسبوع الماضي عن مبادرة تقدمت بها للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تقضي بارسال ما بين 150 و200 خبير مصري وخاصة في مجال الامن لمساعدة السلطة الفلسطينية على حفظ الامن في غزة وتدريب وتاهيل الشرطة الفلسطينية لمدة ستة اشهر.
وتقضي المبادرة المصرية، حسب الصحافة المصرية، بان يقوم مراقبون مصريون ودوليون بعد ذلك بمراقبة الوضع الامني في غزة واي انتهاكات من قبل الطرفين.
وبهذا الصدد قال اسامة الباز ان مصر تعتبر ان الانسحاب من غزة ينبغي ان يندرج في اطار تطبيق خريطة الطريق.
واضاف ان القاهرة "لديها رؤية معينة للدور الذي ينبغي ان تقوم به لتطبيق خريطة الطريق وليست الفكرة ان نقوم بعمل لحساب اسرائيل".
واضاف "لا نريد ارسال قوات الى غزة، كل ما نريده هو معاونة السلطة الفلسطينية وهذا يتطلب ارسال بعض الافراد".
ولكن الباز اشترط لقيام مصر بدور في غزة "ليس فقط ان يقبل الطرفان" به وانما ان يكونا "متحمسين له".
واكد ان "اي صيغة لتحقيق الامن والاستقرار بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في غزة يجب اولا ان تكون مقبولة وثانيا ان تحظى ليس فقط بموافقة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وانما ان يكون هناك حماسة لديهما للدور المصري لان مصر تقوم بهذا الدور تطوعا وليست مجبرة عليه".
واعرب الباز عن امله في "ان تلتزم اسرائيل بخطة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون الاصلية" على الرغم من قرار الحكومة الاسرائيلية الاحد التى وافقت على خطة للانسحاب من غزة اعتبارا من اذار/مارس 2005 على اربع مراحل ورهنت تنفيذ كل مرحلة بقرار جديد من مجلس الوزراء الاسرائيلي.
وقال "نامل ان تتمسك اسرائيل بخطتها الاصلية (للانسحاب الكامل من غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية) لان هذه هي الخطة التي بنينا عليها امالنا وبنيت عليها امال الفلسطينيين في احراز تقدم" في عملية السلام.
واضاف الباز "لا يمكن ادخال تغييرات جديدة مع كل مرحلة وايا كان القرار الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية الليلة الماضية نامل ان تتمسك اسرائيل بتعهدها (الانسحاب الكامل من غزة) وبالتوقعات والامال التي تولدت عن خطة شارون".
وقال الباز، "لابد من الحفاظ على قوة الدفع وعدم اضاعة الوقت لان اضاعة الوقت تضعف فرص التوصل الى تسوية سلمية".
واضاف " كل يوم يمر من دون تحقيق تقدم على المسار الفلسطيني خسارة للمنطقة باسرها".
وقال ان "كل النقاط" المتعلقة بالترتيبات الامنية على الحدود وفي غزة والدور المصري المحتمل في القطاع مازالت موضوعات مطروحة للنقاش" موضحا ان لجنة مشتركة مصرية اسرائيلية للتعاون الثنائي "ستبحث القضايا المختلفة بهدف خدمة عملية السلام".
وبعد محادثاته مع الباز التقى وزير الخارجية الاسرائيلي الرئيس المصري في منزله بضاحية مصر الجديدة.
ميدانيا، قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فلسطينيا في الضفة الغربية بعدما كانت قتلت فلسطينيا معاقا في غزة.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان عمر عبد الجبار فرخ 19 عاما من قرية فرعون جنوب طولكرم قتل جراء إطلاق جنود الاحتلال النار عليه في أحد شوارع البلدة.
ونسبت الوكالة لشهود عيان قولهم أن قوة عسكرية تضم ثلاث سيارات جيب داهمت البلدة وأطلق أفرادها النار باتجاه الشاب الذي يعاني من إعاقة عقلية حيث أصيب بعدة رصاصات في الصدر ونقل إلى "مستشفى الشهيد ثابت ثابت" في طولكرم حيث توفي هناك.
وفي وقت سابق أفادت مصادر فلسطينية ان جنودا إسرائيليين قتلوا بالرصاص فتى 17 عاما بالقرب من مستوطنة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة خلال الليل.
وعثر على جثته صباح اليوم بالقرب من مستوطنة النبي دقاليم. وبدا انه أصيب بالرصاص بينما كان يحاول التسلل للمستوطنة—(البوابة)—(مصادر متعددة)