اتفاق بين الأكراد ودمشق يتيح نشر الجيش السوري على الحدود "لصد العدوان التركي"

تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2019 - 04:37 GMT
ارشيف

أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأحد التوصل إلى اتفاق مع دمشق ينص على انتشار الجيش السوري على طول الحدود مع تركيا للتصدي لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها المستمر منذ خمسة أيام ضد مناطق سيطرتها.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان على صفحتها على فيسبوك إنها  ومن أجل صد الاعتداء فقد تم الاتفاق مع النظام السوري، كي يدخل جيش النظام وينتشر على طول الحدود السورية التركية” لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورون”.

وأضافت “هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين” في شمال غرب حلب.

ولم توضح الإدارة الذاتية بقية تفاصيل الاتفاق، إلا أن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قال لفرانس برس إن الاتفاق “يتضمن في مرحلة ثانية عودة مؤسسات الدولة، على أن تتحول الإدارة الذاتية الكردية إلى إدارات محلية تدير شؤون المنطقة، بحسب الوعود الروسية”.

وأوضح أن الاتفاق يتضمن أيضاً أن “تشارك قوات سوريا الديموقراطية في معارك قوات النظام ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في إدلب”، مشيراً إلى أن قوات سوريا الديموقراطية تلقت “وعوداً بدعمها لاستعادة عفرين وإعادة سكانها إليها”.

وبدأت تركيا وفصائل سورية موالية لها الأربعاء هجوماً ضد المقاتلين الأكراد، شركاء الولايات المتحدة في محاربة تنظيم “الدولة” والذين يسيطرون على نحو 30 في المئة من مساحة سوريا.

وبدأ الهجوم بعد يومين من سحب واشنطن مجموعة محدودة من جنودها من نقاط حدودية في شمال شرق سوريا في خطوة بدت بمثابة ضوء أخضر أمريكي، وهو ما اعتبرته قوات سوريا الديموقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، “طعنة من الخلف”.

وبعد خمسة أيام من المعارك التي رافقها قصف مدفعي وجوي كثيف، باتت القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على نحو مئة كيلومتر على طول الحدود بين مدينة تل أبيض (شمال الرقة) وبلدة رأس العين (شمال الحسكة)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي مواجهة الهجوم التركي، دعت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء روسيا للقيام بدور “الضامن” في “الحوار” مع دمشق.
ولم تحرز مفاوضات سابقة اجراها النظام السوري مع الأكراد حول مصير مناطقهم أي تقدّم، مع إصرار دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011، وتمسّك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتها المدنية والعسكرية التي بنوها في بداية سنوات النزاع.

وفي بداية العام 2019، وفي مواجهة تهديدات تركية أيضاً، انتشرت قوات النظام في منطقة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد دعوة من الأكراد. وفي مواجهة هجوم تركي، انتهى بالسيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في العام 2018، دعا الأكراد أيضاً دمشق للتدخل. إلا أن الأخيرة لم تنشر حينذاك وحدات من جيشها.

وقالت وسائل إعلام سورية رسمية الأحد إن الجيش السوري بدأ في تحريك قواته إلى جبهات القتال في شمال شرق البلاد ”لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية“.

ولم تحدد وسائل الإعلام الرسمية مواقع انتشار القوات السورية في شمال البلاد حيث انتزعت قوات تركية بدعم من مقاتلي المعارضة السورية السيطرة على منطقة حدودية من قبضة الأكراد.

وقالت تقارير في وقت سابق الاحد، ان الجيش السوري سينتشر في غضون 48 ساعة في مدينتي كوباني (عين العرب) ومنبج الواقعتين ضمن المساحة المستهدفة حاليا في الهجوم الذي تشنه تركيا، وذلك بموجب اتفاق توصل اليه الاكراد مع روسيا.

واوردت قناة الميادين اللبنانية نبأ الانتشار المزمع للجيش السوري في المدينتين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره توصل قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكردية نواتها) إلى اتفاق مع روسيا على "تسليم" المدينتين لقوات النظام السوري.

وقال المرصد عبر فيسبوك إن لديه "معلومات مؤكدة" عن "اتفاق بين قسد وروسيا لتسليم عين العرب (كوباني) ومنبج للنظام والسماح لهم بالدخول إليهما".

وايضا أكد نشطاء أن وحدات من الجيش السوري والروسي تتحرك حالياً باتجاه المدينتين.

وكان وزير الدفاع الدفاع الأمريكي مارك اسبر قد أكد اليوم، أن الولايات المتحدة تعتقد أن الكورد على وشك أن «يبرموا اتفاقا» مع جيش النظام السوري وروسيا كي يتمكنوا من صد الهجوم التركي والجماعات السورية المتحالفة مع الجيش التركي.

يأتي هذا بعد تأكيدات بانسحاب القوات الأمريكية من قاعدة مشته نور في كوباني، اليوم، بعد تجدد القصف على مركز المدينة ما أوقع جرحى.

وأعلنت تركيا مساء اليوم فرض سيطرتها على مدينة كري سبي (تل أبيض) في إطار عملية ‹نبع السلام› الذي تشنه في غربي كوردستان، إلى جانب سيطرة قواتها على مدينة سري كانية (رأس العين)، الأمر الذي تنفيه قوات سوريا الديمقراطية، حتى الآن.