خبر عاجل

إسرائيل ماضية في عدوانها على رفح: سبعة شهداء جدد وهدم المزيد من المنازل

تاريخ النشر: 20 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

وسعت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في منطقة رفح رغم الإدانة الدولية، وقتلت سبعة فلسطينيين في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس في حين اقتحمت مدينة جنين في الضفة الغربية. وهاجمت القوات الاسرائيلية تظاهرة لنشطاء غربيين. 

سبعة شهداء جدد 

يقف الفلسطيني محمود جرغون مذهولا امام منزله الذي اصيب باضرار جسيمة يحمد الله الذي سلم عائلته من موت محقق نتيجة لقصف صاروخي نفذته مروحيات هجومية اسرائيلية بعد منتصف ليل الخميس حيث قتل فلسطينيان ليرتفع عدد القتلى اليوم الخميس الى سبعة فلسطينيين.  

ويروي الرجل الخمسيني انه "شاهد المروحيات وهي تطلق صاروخين تجاه صبيين كانا هربا من قصف الدبابات" واستدرك قائلا "لم يكن الصبيان مسلحان وقد تحولت جثتاهما الى اشلاء تناثرت في المكان وتطايرت على نوافذ شبابيك المنزل".  

واخذ الرجل يهدئ من روع زوجته التي اخذت تبكي غير مصدقة ما حصل وابنائه التسعة وغالبيتهم اطفال.  

وبدأ موسى طحلة البالغ ثلاثة وخمسين عاما يروي انه حاول مع افراد عائلته الاحتماء في غرفة في المنزل لكن ابنه لم يسلم من الاصابة بشظايا صاروخ لكن حالته طفيفة.  

وبدا شكل الدمار كبيرا وواضحا في منزلي الفلسطينيين الاثنين حيث انشغل ابناءهما وعدد من الجيران في رفع الركام عن اشيائهم .  

وفي نفس المكان انشغل عدد من الجيران في البحث عن بقايا اشلاء "الشهيدين" وائل ابو جزر 18عاما ومحمود الاخرس 19 عاما وبعد ان جمعت نقلت في سيارة الى المستشفى الذي امتلأت ثلاجة الموتى به بالجثث.  

وقال الطبيب علي موسى مدير مستشفى رفح الحكومي برفح ان "سبعة شهداء على الاقل وصلوا الى المستشفى بينهم جثتا الشهيدين التي جمعت اشلاء".  

والشهداء اضافة الى الاخرس وابو جزر هم يوسف المغاري ( 21 عاما) ومحمود ديب ( 20 عاما) وحامد بهلول ( 18 عاما) وجمال العصار ( 39 عاما) ومحمد ابراهيم جبر (27 عاما) بحسب المستشفى.  

واشار الطبيب نفسه الذي يؤكد ان الطواقم الطبية لم تغادر المستشفى منذ خمسة ايام بسبب حالة الطوارئ القصوى المعلنة الى ان اكثر من خمسة عشر جريحا غالبيتهم دون الثامنة عشرة من اعمارهم اصيبوا بالرصاص.  

واوضح موسى انه تم نقل خمسة وعشرين جثة على الاقل الى ثلاجات كانت تستخدم لتخزين الخضروات والفواكه والورود "بسبب النقص الحاد لدينا".  

ولا يوجد في هذا المستشفى ذي الامكانات المتواضعة سوى خمسين سريرا وستة اماكن فقط في ثلاجة الموتى الصغيرة .  

وذكر شهود عيان ان ثلاثة من الجرحى من عائلة خفاجة اصيبوا بجروح ونقلوا الى المستشفى كما اكد الطبيب موسى "وقد هدم الجيش الاسرائيلي منزلهم على رؤوسهم".  

وتحدث عدد من السكان ان هناك جرحى لم يحدد عددهم لم تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول اليهم بسبب كثافة اطلاق النار .  

وافاد الطبيب موسى ان سيارتي اسعاف تعرضتا صباح اليوم لاطلاق النار من القوات الاسرائيلية خصوصا المتمركزة على اسطح بعض المنازل "على الرغم من الاشارات التي تميز المسعفين والاشارة الضوئية الخاصة بالاسعاف والمتعارف عليها دوليا"..  

واوضح الشهود في الحي ان الجيش الاسرائيلي هدم على الاقل خمسة عشر منزلا في احياء البرازيل والسلام والجنينة في رفح .  

وروى هشام ابو طه ان حريقا هائلا شب فجر اليوم في منزله عندما اطلقت الدبابات قذائف مدفعية تجاهه .  

وتراجعت الدبابات الاسرائيلية من الجزء الشرقي في حي السلام برفح .  

وقد توغلت الليلة الماضية اكثر من خمسين دبابة والية عسكرية في هذه الاحياء الثلاثة وسط القصف الصاروخي والمدفعي وبالنيران.  

وكان الجيش الاسرائيلي بدا عملية واسعة النطاق في رفح ليل الاثنين الثلاثاء الماضي مما ادى الى استشهاد اكثر من 41 فلسطينيا واصابة اكثر من مائة بجروح.  

وفي جنين اعلن متحدث عسكري اسرائيلي ان ضابطا اسرائيليا اصيب بجروح خطيرة قبيل فجر اليوم الخميس برصاص اطلقه جندي اسرائيلي خلال توغل للجيش الاسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية.  

وقال المتحدث الجندي اعتقد خطأ انه ارهابي (فلسطيني) واطلق النار عليه".  

ودخلت حوالي اربعين من سيارات الجيب والدبابات الاسرائيلية مساء الاربعاء مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية.  

وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين اعتقلوا حوالى اربعين فلسطينيا بينهم ثلاثة ملاحقين لتورطهم في هجمات ضد اسرائيل.  

وذكر سكان في الحي ان الجنود الاسرائيليين قاموا بتفتيش البيوت بحثا عن اسلحة ومتفجرات مما تسبب باضرار، قبل ان ينسحبوا صباح الخميس.  

 

وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية الليلة الماضية، أن عمليات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح سيتم توسيعها رغم استشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة العشرات خلال قصف التظاهرة امس. وتبني مجلس الأمن الدولي قرارا يدين هدم المنازل في رفح وقتل المدنيين في قطاع غزة. 

وافادت مصادر طبية فلسطينية ان مسلحين فلسطينيين استشهدا فجر اليوم الخميس، بعد ان اطلقت دبابات اسرائيلية قذائف باتجاههما قرب الحدود المصرية.  

وفي وقت سابق من فجر الخميس، أفادت مصادر امنية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في منطقة قريبة عندما أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخا باتجاههم. وجرح فلسطينيان اخران خلال هذا القصف. 

وقد تبنت كتائب الشهيد القسام التابعة لحركة حماس تفجير جرافة إسرائيلية في حي جنينة بعد توغل سبع دبابات من معبر صوفيا بلغم أرضي، وهو ما لم تؤكده إسرائيل بعد.  

كما أعلنت في بيان آخر مسؤوليتها عن تفجير ناقلة جند في عبوة ناسفة جانبية بالقرب من معصرة قشطة في حي جنينة. 

وأكد شهود فلسطينيون أن مروحية إسرائيلية أطلقت الليلة الماضية صاروخا على منزل في حي تل السلطان برفح أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح. 

من جهة أخرى دمر الاحتلال مبنى يضم مركزا تربويا تموله كندا في مخيم رفح، فضلا عن تدمير منزل من أربعة طوابق يعود لنافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى عدد غير محدد من المنازل دمرتها الجرافات الإسرائيلية. 

وفي شمال قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال نيرانا كثيفة في حي أبراج الندى والعطاطر القريبتين من بيت لاهيا، ما أدى إلى عدد غير معروف من الإصابات من بينهم أطفال. وجاء إطلاق النيران في أعقاب سماع دوي انفجار داخل المستوطنات (إيلي سيناي ونيسانيات ودوغيت) جراء سقوط صواريخ القسام وقذائف الهاون. 

اقتحام جنين 

وفي مدينة جنين شمال الضفة الغربية اقتحمت نحو 40 سيارة جيب ودبابة إسرائيلية مخيم المدينة للاجئين فجر اليوم الخميس. 

وقالت مصادر فلسطينية إن الجنود الإسرائيليين طوقوا منزل ناشط فلسطيني من حركة الجهاد الإسلامي، في حين حصل تبادل عشوائي لإطلاق النار، ولم تتحدث المصادر عن إصابات. 

ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين كما أوقف عشرات الفلسطينيين للتحقيق معهم خلال عملية توغل واسعة في المدينة.  

وأضافت المصادر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية في جنين تأتي في أعقاب تزايد وتيرة التحذيرات الأمنية من إمكانية انطلاق عمليات معادية لإسرائيل من منطقة جنين. كما ضبط الجنود خلال العمليات كمية كبيرة من المتفجرات.  

في المقابل، اعتقل الجيش الإسرائيلي ثلاثة نشطاء فلسطينيين في منطقتي الخليل ونابلس. 

تظاهرة ضد الجدار 

عندما يحضر نشطاء غربيون إلى الضفة الغربية للاحتجاج على الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل يرتدي بعضهم عصابات رأس مغموسة في الخل. 

ويؤكد بيتر وهو ناشط أوروبي أصيب مرتين برصاص إسرائيل المطاطي في مظاهرات موالية للفلسطينيين أنها تعمل أفضل من شم البصل لتخفيف آثار الغاز المسيل للدموع. 

كثيرا ما تطلق إسرائيل الرصاص والغاز المسيل للدموع على النشطاء الغربيين وتعتقلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 2000. وسقط من بينهم قتيلان. 

لكن النشطاء استمروا في التوافد ويواجهون الجرافات الإسرائيلية في بلدات بالضفة الغربية مثل بلدة بيدو التي تسوي إسرائيل أرضها استعدادا لمد الجدار العازل الذي تقول إنه سيوقف الهجمات الانتحارية ضدها. 

وترى إسرائيل ان نشطين فلسطينيين يريدون القضاء عليها وقتلوا مئات منذ بدء الانتفاضة يستغلون سذاجة النشطين الغربيين. ويقول الفلسطينيون إن النشطاء الغربيين يقدمون لهم الدعم المعنوي ويصعبون على الجنود الإسرائيليين استخدام العنف. 

وقال سامي منصور من سكان بيدو "اليهود عندما يرون ناشطا أجنبيا أمام جرافة يتعاملون بحذر...لو لم يكونوا هنا لكان العنف أشد. وربما قتلوني". 

وقالت عائشة أم منصور بينما كان نشطون أجانب وإسرائيليون يحتسون القهوة وعصير الفاكهة في شرفة منزلها "إنهم يعطوننا بارقة أمل". 

ولدى حركة التضامن الدولي الموالية للفلسطينيين نحو 30 متطوعا أجنبيا منتشرين في الضفة الغربية يركزون على الاحتجاج على الجدار الإسرائيلي. 

وقالت إسرائيل العام الماضي إنها ستصعد اعتقالاتها وترحيلها للنشطاء الاجانب الموالين للفلسطينيين وتحاول منعهم من دخول البلاد. لكن إذا سئل النشطاء في المطار فانهم ينفون أي صلة لهم بالحركة. 

ويقول النشطاء الأجانب من الحركة ومنهم يهود ومسيحيون ومسلمون من أوروبا والولايات المتحدة ومناطق أخرى إنهم ملتزمون بالاحتجاجات السلمية. 

وقف بعضهم أمام الجرافات لمنع إسرائيل من تسوية الأرض. ويحاول آخرون اقناع الجنود بالقاء السلاح ومغادرة القرى الفلسطينية. 

ويشعر الفلسطينيون أن وجود النشطاء الاجانب وأساليب الاحتجاج السلمي تعزز موقفهم وهي الاساليب التي قادت إلى تغيير مسار الجدار بعيدا عن قرية بودروس حتى لا تبتلع حقولها. 

لكن النشطاء الغربيين يشعرون بالاحباط. 

فإسرائيل مستمرة في بناء الجدار الذي يصفه الفلسطينيون بأنه اغتصاب للأرض لحرمانهم من إقامة دولة قابلة للبقاء بسبب تغلغله العميق في أراضي الضفة الغربية ليحيط بمستوطنات يهودية أقيمت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. 

وقال نيل وهو ناشط أميركي من حركة التضامن الدولي إنه يشعر أن دور الاجانب كان "محدودا إلى حد كبير" لكن من المهم الحفاظ على وجودهم. 

غير أن النشطاء والسكان أعربوا عن مخاوفهم من احتمال تراجع أثر وجود وجوه أجنبية في المظاهرات على الجنود الإسرائيليين. 

وقال محمد (85 عاما) من سكان بيدو وهو يرقب الاحتجاج الذي قال مسؤولون طبيون إن 25 فلسطينيا جرحوا فيه بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية عليهم "إنهم يشجعوننا لكن الامر ليس بأيديهم". 

وأضاف "لا يهم. إنهم يضربون الاجانب كما يضربون غيرهم". 

ويقول المحللون إن حركة التضامن الدولي التي دربت بضع عشرات من الزعماء المحليين الفلسطينيين على أساليب الاحتجاج السلمي ساعدت على حشد التأييد ببطء للاحتجاج السلمي بين الفلسطينيين العاديين. 

وقالت السياسية الفلسطينية حنان عشراوي "إنهم لم يبتكروا الفكرة. وليسوا هم من جاء بها لفلسطين. بل هي موجودة منذ زمن بعيد. إنهم فقط أظهروا بفاعلية كيف يمكن لهذه الفكرة أن تنجح". 

وأضافت عشراوي "نجحوا في التعبئة وفي تحويل الأساليب من الكفاح المسلح أو العسكري إلى كفاح سلمي يحظى بشعبية أكبر. وأثبتوا فاعلية كبيرة فيما يتعلق بذلك". 

لكن عشراوي وهي واحدة من 70 شخصية فلسطينية بارزة انضمت لدعوة عامة لضبط النفس والحث على الانتفاضة السلمية قالت إن حشد التأييد الشعبي يحتاج لوقت. 

وتقول الحركة إنها لا تملي على الفلسطينيين أساليب الاحتجاج بل تريهم أمثلة. 

فالمتطوعون لا يلقون الحجارة وتدربوا على الاحجام عن كل أشكال العنف حتى بالكلام. 

وقالت هويدا عراف من الحركة "مستوى العنف الذي يمارسه الجيش (الإسرائيلي) يصعب انتشار حركة سلمية". 

وأضافت "نقابل العديد من المشككين لكن هناك عدد كبير من الناس يقول (لا نرى سبيلا آخر)"—(البوابة)—(مصادر متعددة)