ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن اسرائيل غاضبة من قرار ألمانيا منافستها على الترشح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، عام 2019، ما سيقوض فرصها للفوز بعضوية المجلس للمرة الأولى في تاريخها.
ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين قوله بأن اسرائيل تلقت "بعدم الإرتياح" القرار الألماني القاضي بمنافسة بلجيكا واسرائيل، على فرصة الحصول على العضوية المخصصة لمجموعة "دول أوروبا الغربية ودول أخرى".
ورغم إقرار بأن ألمانيا تتعامل بحساسية مع الاحتياجات الإسرائيلية الأمنية، إلا انه اشار الى انه "لا يوجد نفس الاهتمام والحساسية ازاء معركة اسرائيل في الشرعية الدولية". وتنظر اسرائيل لمقعد مجلس الأمن باهتمام، كونه يبعث برسائل أن اسرائيل دولة اعتيادية كبقية الدول، وبخاصة في وقت تنشط فيه حركات مقاطعة اسرائيل لنزع الشرعية عنها.
وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي، الى أن الدولة العبرية ستثير هذه القضية خلال زيارة وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، المرتقبة الى اسرائيل، السبت المقبل، لكنه استبعد ان يؤدي ذلك الى أي أزمة دبلوماسية مع ألمانيا، حيث ستعمل اسرائيل على اقناع ألمانيا، بأن عضوية هذا المحفل الدولي، لعامين سيعزز من شرعية اسرائيل، التي تتعرض لهجوم.
وبدأت اسرائيل منذ مطلع العام 2005 حملة دبلوماسية للحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، للفترة ما بين 2019-2020، في حين أن ألمانيا بدأت حملتها مؤخرا، لأنه ووفقا لأنظمة الأمم المتحدة، فانه يمكن للدولة أن تعلن ترشحها للعضوية غير الدائمة فقط بعد أن تنهي فترتها السابقة في المجلس. وأُبلغت إسرائيل بالقرار الألماني على أعلى المستويات قبيل الاعلان عنه رسمياً.
ومن المعلوم أن الدول الاخرى المرشحة للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، توزع وفقا للتكتلات الإقليمية، طبقا لتصنيف الأمم المتحدة. ومنذ عام 2000، اصبحت اسرائيل عضوا في مجموعة "دول أوروبا الغربية ودول أخرى" التي تضم 28 دولة، ما فتح الباب أمامها لاحتمال الترشح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن.
وتعتبر اسرائيل واحدة من الدول القليلة التي لم تتمع قط بعضوية مجلس الأمن.
وعقب الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، أعلن وزير خارجيتها آنذاك، سلفان شالوم، بأن اسرائيل ستخوض المنافسة على عضوية مجلس الأمن عام 2019.
ويحتاج المرشح لهذه العضوية الحصول على تأييد أغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي تأييد 128 دولة، وهو ما يفرض تحديا على اسرائيل.
ويرى بعض المحللين، أن قرار ألمانيا منافسة اسرائيل على المقعد، نابع من شعورها بعدم امكانية نجاح اسرائيل، في تأمين تأييد 128 دولة لدعم ترشحها.