إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين وواشنطن تطالب شارون الالتزام بخطة الانسحاب الاصلية

تاريخ النشر: 02 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين في الضفة وغزة، بينما هدم العديد من المنازل في رفح، واقتحم مدينة نابلس في الضفة الغربية، وشن فيها حملة اعتقالات واسعة. وفي الغضون، طالبت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بتطبيق خطته الأصلية لفك الارتباط. 

واعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الاربعاء، انه أحبط، الليلة الماضية، عملية تفجيرية كبيرة بعد أن قتلت قوة عسكرية تابعة له مسلحين فلسطينيين اعتزما إطلاق صاروخ "آر. بي. جي" على حافلة ركاب مدنية كانت متوجهة إلى مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة. 

وقالت المصادر نفسها ان الجنود الإسرائيليين اكتشفوا وجود فلسطينيين مزودين بقاذفات مضادة للدبابات بينما كانا يقتربان من الطريق الذي يربط كارني المعبر الوحيد الذي يربط بين قطاع غزة واسرائيل بمستوطنة نتساريم. وقد اطلق الجنود الاسرائيليين النار باتجاههما. واوضحت المصادر الاسرائيلية ان اسلحة رشاشة وثلاث قذائف عثر عليها قرب جثتيهما. 

من جهة اخرى، هدمت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر اليوم الاربعاء، عدداً من المنازل في حي قشطة جنوب رفح. 

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان إن المنازل المهدمة تقع بالقرب من شارع أبو جميل، مشيرة الى ان عددها ما يزال غير معروف بسبب تواجد قوات الاحتلال في المنطقة. 

واضافت الوكالة ان هناك عائلة داخل منزلها وتهدد قوات الاحتلال بهدمه. 

وفي تطور اخر، اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان طفلين فلسطينيين جرحا برصاص الجيش الاسرائيلي، احدهما اصابته خطيرة، بينما كانا في مدرسة مسائية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في رفح، جنوب قطاع غزة. 

واضافت المصادر ان "الطفلين هشام الهبيل (10 سنوات) ومحمود حماد (10 سنوات) جرحا برصاصة عشوائية اطلقت من دبابة بينما كانا على مقاعد الدراسة في مدرسة العمرية الابتدائية في حي تل السلطان في مدينة رفح". واوضحت ان الهبيل جرح في رأسه بينما اصيب حماد بجروح خطيرة في رقبته نقل على اثرها الى المستشفى الاوروبي ويعالج في غرفة العناية الفائقة. 

واوضح مصدر في الاونروا طلب عدم كشف هويته ان "دبابة تتمركز تتمركز بشكل دائم قرب المدرسة". وقال ان "جنديا اطلق النار فاخترقت رصاصة نافذة الصف واصابت رأس احد التلاميذ واستقرت في رقبة زميله". 

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال متحدث عسكري اسرائيلي انه "لم يسجل اي نشاط للجيش الثلاثاء في هذا القطاع"، موضحا ان "تحقيقا فتح لمعرفة ملابسات الحادث". واخيرا، اعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان انفجارا قويا وقع مساء الثلاثاء في جنوب قطاع غزة عند الحدود مع مصر، من دون ان يتسبب باصابات. 

وقالت المتحدثة لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الانفجار الذي لم يحدد مصدره لم يوقع جرحى". 

ويسير العسكريون الاسرائيليون دوريات على طول الحدود يؤكد الجيش الاسرائيلي انها لمنع تهريب اسلحة من مصر عبر انفاق تحت الارض. 

اغلاق الطرق المؤدية الى مقر عرفات 

من جهة اخرى، اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان عشرين سيارة جيب تابعة للجيش الاسرائيلي اتخذت مواقع ليل الثلاثاء الاربعاء حول المقاطعة المقر العام للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله في الضفة الغربية، وسدت خمسة منافذ تؤدي اليها. 

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان عشرين آلية مدرعة للجيش الإسرائيلي توغلت مساء الثلاثاء في نابلس شمال الضفة الغربية، حيث اطلق الجنود الإسرائيليون رشقات تحذيرية ثم قاموا بعملية تفتيش في البلدة القديمة من المدينة. واضاف ان القوات الإسرائيلية طوقت بعد ذلك عددا كبيرا من المباني في المنطقة.  

شهيد في قباطية 

وكانت مصادر امنية فلسطينية ذكرت ان مدنيا فلسطينيا يدعى بلال ابو زيد (27 عاما) قتل بشظايا قذيفة اطلقتها مروحية هجومية اسرائيلية خلال تغطيتها عملية توغل قامت بها حوالى عشرين آلية مدرعة إسرائيلية في قباطية شمال الضفة الغربية. 

وقد جرح في عملية التوغل هذه سبعة فلسطينيين بينهم طفل يبلغ من العمر خمسة اعوام ووالدته وشاب. 

وذكر متحدث عسكري اسرائيلي ان القوات الاسرائيلية "شنت عمليات مداهمة بهدف اعتقال ناشطين يجري البحث عنهم وتصدت لفلسطينيين قاموا بمهاجمتها خصوصا عبر اطلاق النار على احدهم بينما كان يستعد لالقاء زجاجة حارقة". وقال مصدر امني فلسطيني ان مروحيتين هجوميتين شاركتا في عملية التوغل التي واجه خلالها الجنود الاسرائيليون مقاومة ضارية استخدمت فيها اسلحة رشاشة. 

وقد اعتقلت القوات الاسرائيلية ثلاثة فلسطينيين يجري البحث عنهم في قباطية بينهم جعفر ابو حنانا (35 عاما) احد القادة المحليين المهمين لكتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح، في منطقة جنين شمال الضفة الغربية. وفرض الجنود الاسرائيليون منع التجول وطوقوا مبنى في المدينة بهدف اعتقال ياسر نزال (40 عاما) قائد كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية. 

وافادت مصادر فلسطينية ان قوات الجيش الإسرائيلي اطلقت حملة اعتقالات واسعة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والتي كانت اقتحمتها الليلة الماضية معززة بعشرات الاليات العسكرية. 

وقالت المصادر أن نحو 25 الية عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة الليلة الماضية، وانتشرت في أنحائها وضواحيها، قبل ان تبدا مداهمة المنازل وتعتقل اعدادا من الفلسطينيين لم تحدد بعد.  

واضافت المصادر ان مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في المدينة. 

واشارت الى ان الجنود الإسرائيليين يوزعون منشورًا في نابلس وفي مخيم اللاجئين بلاطة يحذرون فيه المواطنين من التعاون مع كتائب شهداء الأقصى ولا سيما مع قائدها في مخيم اللاجئين في البلدة القديمة، نايف أبو شرخ.  

وجاء في المنشور أن كل من يتعاون مع أبو شرخ الذي وُصف بأنه إرهابي سيتحمل مسؤولية ذلك. وأفادت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن القوات تقوم بحملة اعتقالات. 

واشنطن تطالب بتنفيذ الخطة الأصلية  

الى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الاربعاء، ان الولايات المتحدة شددت على تمسكها بتنفيذ خطة "فك الارتباط" الاصلية التي اعدها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. 

وقالت الصحيفة ان الولايات المتحدة اكدت في بيان صدر عقب محادثات اجراها دوف فايسغلاس، مدير ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي مع مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس، أنها تؤيد خطة "فك الارتباط" الأصلية بالصيغة التي عرضها شارون على الرئيس جورج بوش قبل عدة أسابيع. 

وشدد البيان على ان هذه الخطة تعتبر وسيلة هامة لدفع العملية السلمية قدمًا. 

وكان حزب الليكود الذي يتزعمه شارون رفض في استفتاء اجري مؤخرا هذه الخطة، ما حدا برئيس الوزراء الاسرائيلي الى ادخال تعديلات عليها لجعلها اكثر قبولا من اعضاء حكومته، وهو الامر الذي لم يتسن له ايضا. 

ونشات ازمة داخل حكومة شارون اثر ذلك، وهو ما دفع الاخير الى التهديد باقالة وزائه الذين يعارضون الخطة التي تنص على انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. 

كما ارسل شارون مدير مكتبه الى واشنطن لطمأنة الجانب الاميركي القلق، على انه سيفعل كل ما هو ممكن من اجل اقرار الخطة التي دعمها الرئيس الاميركي وقدم لشارون في مقابلها ضمانات اثارت غضب الفلسطينيين. 

واستخدم شارون هذه الضمانات، والتي اسقط فيها بوش حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ما بات يعرف اليوم باسرائيل ووافق على احتفاظ اسرائيل باراض في الضفة الغربية، كوسيلة لترويج خطته داخليا. 

وبرغم هذا الدعم الا ان شارون ظل يواجه معارضة قوية، وبخاصة من قبل وزراء الليكود وهو ما خلق ازمة هدد في اثره باقالة من يرفض الخطة منهم.—(البوابة)—(مصادر متعددة)