توغلت القوات الاسرائيلي في مخيم رفح وعادت الى عمليات تدمير المنازل فيما قال رئيس وزراء اسرائيل انه سيمضي قدما في خطة الانسحاب الاحادي ورحبت حماس بالانسحاب الاسرائيلي.
توغلت فجر الاربعاء نحو 20 الية اسرائيلية من بينها جرافات داخل مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة.
وتحدث شهود عيان عن قيام القوات الاسرائيلية بهدم ثلاثة منازل بعد ان فر منها السكان تحت وابل من النيران.
وشوهد العديد من الاسر الفلسطينية في منطقة حي قشطة حيث تتواجد القوات الاسرائيلية وقد اضطر افرادها إلى مغادرة منازلهم حاملين القليل من المتاع خوفا من هدم منازلهم وهم بداخلها.
وقال ايضا شهود عيان ومصادر حدودية مصرية ان توغلا اسرائيليا جديدا بدأ لمناطق فلسطينية قرب الحدود المصرية منذ الثانية من صباح يوم الاربعاء ولا زال مستمرا وان اصوات الاليات العسكرية وطلقات الرصاص والصواريخ والانفجارات تسمع بوضوح في مناطق جنوب شرق معبر رفح الحدودي وحتى بوابة صلاح الدين.
واضافت المصادر المصرية ان جرافات اسرائيلية تقوم حاليا بعمليات تجريف في مناطق فلسطينية متاخمة على طول الشريط الحدودي مع مصر إلى جانب هدم منازل بعض الفلسطينيين.
وقال سكان مصريون على الحدود بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية انهم اصيبوا بالذعر ليل الثلاثاء لدى سماع أصوات الانفجارات والصواريخ برفح الفلسطينية التي لا تبعد أكثر من 400 متر عن رفح المصرية.
ومن ناحية اخرى اضطر نحو مائتي فلسطيني إلى قضاء ليلتهم يوم الثلاثاء في العراء بعد ان رفضت اسرائيل دخولهم الاراضي الفلسطينية بدعوى انتهاء مواعيد العمل بالمعبر.
شارون
وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاربعاء بعد أن حصل على تأييد جديد من البيت الابيض لخطة الانسحاب من غزة بالمضي قدما في الخطة بالرغم من معارضة بعض الوزراء واخلاء كل المستوطنات في القطاع بحلول نهاية عام 2005.
ويواجه شارون أزمة سياسية تهدد باسقاط حكومته. ولكي ينسحب من قطاع غزة الذي احتلته اسرائيل عام 1967 فانه في حاجة لنيل موافقة الحكومة يوم الاحد على المبادرة التي يؤيدها أغلب الاسرائيليين.
وهو يواجه وزراء معارضين بزعامة منافسه وزير المالية بنيامين نتنياهو الذي يعارض الخطة التي رفضها أعضاء حزب ليكود الحاكم خوفا من النظر اليها باعتبارها مكافأة "للارهاب الفلسطيني".
وصرح شارون للصحفيين بعد جلسة للجنة الامنية بالبرلمان "ستحصل الخطة على الموافقة يوم الاحد." وقال للاجتماع ان 21 مستوطنة في قطاع غزة وأربعة من بين نحو 120 مستوطنة بالضفة الغربية سيجري اخلاؤها بحلول نهاية عام 2005.
ولم يتمكن شارون من الحصول على أصوات كافية يوم الاحد الماضي وأرجيء الاقتراع.
وفي تعزيز لموقف شارون أعلنت الولايات المتحدة أن الرئيس الاميركي جورج بوش لن يؤيد الا خطة الانسحاب الكاملة من غزة التي اقترحها شارون لا الخطة المخففة التي قدمها بعض الوزراء كحل وسط محتمل.
وقال متحدث باسم السفارة في تل أبيب "ان هذه الخطة هي التي يؤيدها (بوش) الان وليس أي خطة أخرى" مما عزز من تحذير شارون من أن الضمانات الاميركية غير المسبوقة المتعلقة بالاحتفاظ بأرافي الضفة الغربية من الممكن أن تتعرض للخطر في حالة منع خطة الانسحاب من غزة. وقوبلت هذه الضمانات الاميركية بادانة دولية.
ومن غير المرجح أن تكون موافقة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على خطة الانسحاب من غزة في صالح شارون. ويخشى معارضو الخطة من الاسرائيليين أن تتولى حماس السيطرة على القطاع في حالة انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة.
وفي حين أن الفلسطينيين سيرحبون بالانسحاب من أي أراض يسعون لاقامة دولتهم عليها فانهم يعتقدون أن خطة شارون ما هي الا حيلة لاحكام قبضة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية.
ويقول مطلعون، وفق لرويرز، انه بالرغم من ثقة شارون التي بدت يوم الاربعاء فانه ليس هناك ضمانات بحصوله على تأييد العدد الكافي من أعضاء في الحكومة لتحقيق انتصار يوم الاحد.
واذا كان يعتقد أنه لن يحصل على أغلبية فان شارون أمامه خياران وهما عزل الوزراء المعارضين للخطة أو تعيين وزراء جدد يؤيدونها.
وأيا كانت نتيجة الاقتراع فانها قد تؤدي إلى انهيار الحكومة بما أن الحلفاء المنتمين إلى أقصى اليمين هددوا بالانسحاب في حالة الموافقة على الخطة.
ومما قد يزيد من المخاطر قبل الاقتراع لمح بعض المسؤولين باحتمال اجراء انتخابات جديدة خلال الشهور القليلة القادمة ولكن أحد المقربين من شارون قال ان مثل هذا الخيار لا يجري بحثه بشكل جدي.
قال ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي للجنة برلمانية يوم الاربعاء انه يتوقع ان توافق الحكومة على خطته للانسحاب من غزة خلال الاقتراع المصيري الذي تجريه على الخطة يوم الاحد القادم.
ورحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بخطة اسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة عقب محادثات مع حزب الله في لبنان.
وتتهم اسرائيل حزب الله بالتعاون مع جماعات قتلت مئات من الاسرائيليين على مدى ثلاثة أعوام ونصف العام. وتنفي حماس وحزب الله وجود تعاون بينهما في شن الهجمات .
وجاء في بيان أصدرته حماس في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء أن وفدا منها ضم محمد نزال عضو المكتب وأسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان التقى بزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان لمناقشة خطة شارون لسحب القوات والمستوطنين من غزة.
وقال البيان "ان الشعب الفلسطيني يبتهج بأي اندحار صهيوني عن أي جزء من أرضه المحتلة لكنه لن يقبل منطق المقايضة والمساومة بالانسحاب من القطاع دون بقية الارض الفلسطينية المحتلة."
وأضاف البيان أن الشعب الفلسطيني "يرى في هذا الاندحار من قطاع غزة ان تم خطوة أولى على طريق التحرير."
ويخشى الفلسطينيون أن تكون خطة الانسحاب من غزة التي لا يزال شارون يحاول كسب موافقة حكومته عليها حيلة للاحتفاظ بأجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
كما يخشى معارضو الخطة في اسرائيل أن تسيطر حماس على غزة في حالة الانسحاب وتستغلها في شن هجمات على الدولة اليهودية التي تعهدت بتدميرها.
غير أن حماس أعلنت أنها يمكن أن توقف الهجمات من غزة إذا ما انسحبت إسرائيل من القطاع بالكامل—(البوابة)—(مصادر متعددة)