الكوليرا: 99 حالة إصابة في باكستان ومخاوف من وباء في هايتي

تاريخ النشر: 26 أكتوبر 2010 - 06:31 GMT
الكوليرا مرض بكتيري معد يصيب الأمعاء ويتسبب في حدوث المرض بكتيريا تنتقل عبر المياه الملوثة
الكوليرا مرض بكتيري معد يصيب الأمعاء ويتسبب في حدوث المرض بكتيريا تنتقل عبر المياه الملوثة

أفادت منظمة الصحة العالمية الاثنين أن ثلاثة أقاليم ضربتها الفيضانات في باكستان سجلت ظهور 99 حالة إصابة بالكوليرا وأن البلاد تشهد أيضا تفشي أمراض أخرى.

وأبلغت وزارة الصحة الباكستانية منظمة الصحة العالمية بشأن حالات الإصابة بالكوليرا في 12 تشرين أول/ أكتوبر الجاري بعد أن أكدت فحوص مخبرية تلك الإصابات. ولم يعلن عن سبب تأخير الإعلان عن تلك الحالات.

وجمعت جميع عينات تلك الفحوص قبل 30 أيلول/ سبتمبر الماضي من أقاليم السند والبنجاب وخيبر باختونخوا.

وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان أن السلطات الصحية في باكستان بدأت اتخاذ إجراءات لمنع تفشي الأمراض وعلاج الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية.

ويذكر أن الكوليرا مرض بكتيري معد يصيب الأمعاء ويتسبب في حدوث المرض بكتيريا تنتقل عبر المياه الملوثة أو المواد الغذائية الموبوءة وتسبب إسهالا وقيئا، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث جفاف حاد ويمكن أن يتسبب في الوفاة سريعا.

وربما تكون الفيضانات التي ضربت باكستان وأدت لنزوح نحو 20 مليون شخص خلال الصيف الماضي، العديد منهم لم يعودوا بعد إلى مناطقهم ، قد ساهمت في انتشار الأمراض من بينها حمى الضنك والكوليرا.

الوباء في هايتي

في شأن متصل تواصل الهيئات الصحية في هايتي عملها على احتواء وباء الكوليرا مع تراجع عدد الوفيات الجديدة المسجلة وإن كانت الامم المتحدة دعت إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة خشية تفشي الوباء.

وأعلن المدير العام لوزارة الصحة غابرييل تميوتيه أن الوباء أدى حتى الآن إلى وفاة 259 شخصا في حين ادخل نحو 3340 إلى المستشفيات. وبذلك تكون سجلت ست وفياة منذ الأحد، في حين كان عدد الاصابات المسجلة في اليوم السابق 30 وفاة.

وقالت وزيرة الخارجية الهايتية ماري ميشال ري للصحافيين إن المرض تم احتواؤه في منطقة محددة في ارتيبونيت شمال البلاد وفي قسم من الهضبة الوسطى.

ولكن في نيويورك، قال نايجل فيشر، منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في هايتي إنه وضع خطير للغاية، وبناء على خبرتنا مع الأوبئة في أماكن أخرى، سيكون من غير المسؤول عدم الاستعداد لتفشي الوباء على نطاق أوسع، محذرا من أن انتشار الوباء على مستوى البلاد مع عشرات الالاف من الاصابات امكانية قائمة فعلا.

واضاف فيشر: نحن قلقون بصورة خاصة بشأن الوضع في بور او برنس وسكان الاحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين، ولكننا نستعد كذلك لتفشي الوباء في سائر البلاد.

ويعيش مئات الالاف في العاصمة في ظروف مزرية منذ الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في كانون الثاني/ يناير.

وتنتقل الكوليرا بشكل أساسي عبر المياه الملوثة أو الطعام ويمكن أن تتفشى بسرعة كبرى حيث تنتشر المراحيض العامة بين المنازل، ويلعب الأطفال في الشارع وقلما تتسنى لهم فرصة غسل أيديهم.

وشخصت اصابة خمسة أشخاص فقط بالمرض في العاصمة حتى الآن فيما أعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بور او برنس أن المصابين وصلوا جميعهم من مركز انتشار الوباء في منطقة نهر ارتيبونيت.

وقال مكتب الامم المتحدة إن هذه الحالات لا تمثل انتشارا للمرض لانها لا تعتبر بؤرة جديدة للمرض، مشيرا إلى أن هذا التطور يعتبر رغم ذلك مثيرا للقلق.

ويعتقد أن الاصابات في منطقة نهر ارتيبونيت، الشريان الذي يعبر الريف الهايتي ويسلكه الاف الاشخاص خلال تسيير شؤونهم اليومية، هو مصدر المرض.

وشدد مدير هيئة الصحة المحلية ديولا لويسان على الحاجة لفرض حجر صحي على المرضى من اجل احتواء انتشار المرض الذي يتسبب باسهال حاد وتقيوء ما يؤدي الى فقدان سوائل في الجسم ووفاة في غضون ساعات.

وأصيب أكثر من خمسين سجينا أيضا في وسط البلاد وتوفي ثلاثة، كما قال مسؤولون.

وقالت الطبيبة لدى وزارة الصحة جوسلين بيار لويس إن الوضع تحت السيطرة. يجب الا ينتاب السكان الذعر لكن عليهم ايضا أن يأخذوا الإجراءات الصحية على محمل الجد.

وبدأت المساعدات الطبية بالوصول إلى هايتي وتتولى بعثة عمليات الامم المتحدة توزيعها. كما اقامت منظمة (أطباء بلا حدود) مستشفى ميدانيا فيما أرسلت منظمة اوكسفام خمسة اخصائيين إلى ارتيبونيت لايصال المياه النظيفة واقامة مراحيض لحوالى مئة ألف شخص.

وعرضت الحكومة الكندية اقامة مستشفى عسكري ميداني فيما تعهدت الولايات المتحدة بنصب خيم كبرى لمعالجة المصابين. وتستعد فرنسا لإرسال بعثة طبية.