الاحتجاجات في فرنسا تضعف لكن الشبان ما زالوا يتظاهرون

تاريخ النشر: 26 أكتوبر 2010 - 04:44 GMT
البوابة
البوابة

قالت الحكومة الفرنسية الثلاثاء انها تلحظ مؤشرات على تراجع حدة حركة الاحتجاج على مشروع اصلاح نظام التقاعد الذي يفترض ان يتم تبنيه نهائيا الاربعاء في البرلمان وذلك رغم تظاهرات الشباب الثلاثاء والاجراء الخميس.
وبعد اسابيع من التوتر قالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد ان النزاع حول هذا الاصلاح الذي ينص خصوصا على رفع السن الدنيا للتقاعد من 60 الى 62 عاما، دخل "منعطفا"، مشيدة "بعودة تدريجية للوضع الطبيعي". وقبل تبني نص مشروع الاصلاح الثلاثاء في مجلس الشيوخ والاربعاء في الجمعية الوطنية، اشادت الحكومة بكسبها نقاطا على جبهة الوقود الاستراتيجية الذي هدد شحه بشل النشاط الاقتصادي في البلاد.
وصوتت ثلاث من المصافي الفرنسية ال12 التي كانت جميعها مضربة منذ 10 او 15 يوما، لصالح استئناف العمل. كما سجل تحسن في مستودعات المحروقات رغم تعطيل مستودعين صباح الثلاثاء. وفي المجموع تبقى عشرة مستودعات (من 219) مرتبطة بالمصافي المضربة، معطلة.
وكان 25 بالمئة من محطات الوقود يعاني مشاكل تزويد مساء الاثنين، بحسب الاتحاد الفرنسي للصناعات النفطية. واعلن وزير الطاقة جان لوي بورلو الثلاثاء ان اربع محطات من خمس "بحالة خدمة" وهو هدف اعتبر الاتحاد انه صعب التحقيق. واثر شح الوقود على قطاعات اقتصادية مثل السياحة والكيمياء والبناء مع خسائر قدرت ب "ما بين 200 و400 مليون يورو يوميا" بحسب لاغارد.
وفي قطاع النقل يبدو ايضا ان حركة الاحتجاج تضعف. ويتوقع اليوم تسيير اكثر من تسعة قطارات فائقة السرعة (تي جي في) من عشرة للرحلات التي تربط العاصمة الفرنسية بالمناطق وستة من عشرة للقطارات التي تربط بين المناطق. وعلى مستوى النقل الدولي الغيت رحلات لكن الخدمات عادية الى بلجيكا وبريطانيا والمانيا. واستأنف عمال النظافة في مرسيليا (جنوب) العمل الثلاثاء بعد 14 يوما من الاضراب. وتراكم اكثر من عشرة آلاف طن من الفضلات في شوارع ثاني اكبر المدن الفرنسية.
واعتبر كزافييه برتران رئيس حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية (يمين-حاكم) ان "آخر عمليات التعطيل اصبحت وراءنا". وبالرغم من عنوان صحيفة ليبيراسيون (يسار) "الاضراب يضعف" فان النقابيين يحاولون الابقاء على الضغط قبل صدور القانون منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال بيرنار تيبو زعيم الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) احدى اهم المركزيات النقابية الفرنسية مساء الاثنين لقناة فرانس2 "التحرك لم ينته. وسيتواصل باشكال اخرى (..) مهما كانت تقلبات الايام المقبلة".
ودعي الشباب خصوصا التلاميذ والطلاب الى التظاهر الثلاثاء رغم العطلة المدرسية. وشهدت ما بين اربع وسبع جامعات (من 83) اضطرابات كما يتوقع ان تنظم تجمعات في العديد من المدن. والخميس سيكون الموعد مع يوم جديد من الاضرابات والتظاهرات للاجراء قبل يوم تعبئة وطني آخر في 6 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي اوج التعبئة ضد مشروع اصلاح التقاعد منتصف تشرين الاول/اكتوبر نزل ما بين 1,2 و3,5 ملايين شخص الى الشوراع للتعبير عن معارضتهم للمشروع.
واعتبرت المعارضة وقسم كبير من الراي العام المشروع "ظالما" في حين تقول الحكومة انه "لا مفر منه" بالنظر الى ارتفاع معدل الامل في الحياة. ودعا الكثير من المسؤولين الاشتراكيين الى احالة الامر الى المجلس الدستوري.
ووعيا منه على ما يبدو بنهاية المعركة الحالية حول السكرتير الاول للحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولند وجهته الى الانتخابات الرئاسية القادمة على امل ان تجد "الكراهية الشديدة" لدى الفرنسيين "ترجمتها السياسية في 2012".
ويتوقع ان يجري الرئيس نيكولا ساركوزي الذي تراجعت شعبيته الى ادنى مستوى لها، سريعا تعديلا على حكومته. وكان جعل من مشروع اصلاح نظام التقاعد رمزا لارادة التغيير في البلاد. ولتمرير اصلاحه اضطر ساركوزي لمواجهة اسوأ ازمة في ولايته.