أظهرت دراسة طبية أن التوقف المفاجئ عن تعاطي الأسبرين قد تكون له عواقب صحية خطيرة بالنسبة لمرضي القلب حيث يمكن أن يتسبب ذلك في إصابتهم بأزمة قلبية.
ويتعاطى الملايين في أنحاء العالم الأسبرين بشكل يومي لتقليل مخاطر الإصابة بالأزمات أو السكتات القلبية. كما يساعد الأسبرين على منع تجلط الدم وربما تكون له آثار مفيدة أخرى على الأوعية ا لدموية.
وقال باحثون فرنسيون، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أنهم وجدوا أن 51 مريضا عانوا من أزمات قلبية أو آلام شديدة بالصدر وعدم انتظام في ضربات القلب بعد أسبوع من توقفهم عن تعاطي الأسبرين.
وأوضحوا خلال اجتماع للكلية الأمريكية لأطباء الأمراض الصدرية في أورلاند وفي فلوريدا أنه قد ينحي باللائمة في تلك الحالة على التوقف المفاجئ عن تناول الأسبرين.
هذا ومن جانب آخر، أضاف باحثون سببا وجيها آخر لتعاطي أقراص الأسبرين مؤخرا بعد أن ثبت أن النساء اللاتي يتعاطينها لمرتين أو أكثر أسبوعيا قد يقللن خطر إصابتهن بسرطان الدم (اللوكيميا) بأكثر من 50 في المائة.
وأظهرت التحليلات التي أجريت على أكثر من 28 ألف امرأة، لتحديد فعالية الأسبرين وغيرها من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، مثل آيبوبروفين، في الوقاية من اللوكيميا، أن النساء اللاتي أصبن بالمرض تعاطين الأسبرين بشكل أقل من النساء اللاتي لم يصبن به.
ولكن على صعيد آخر، يعتبر الأسبرين الذي يتناوله معظمنا لعلاج الصداع وآلام الجسم المختلفة وارتفاع درجة الحرارة علاجا شديد التعقيد . هل نستخدمه الأسبرين للوقاية من أمراض القلب، الجلطة الدماغية، سرطان القولون والمستقيم أو حتى سرطان الثدي؟
تم تطوير الأسبرين قبل ما يزيد على 100 عام ولكن بالرغم من الأبحاث الجمة التي أجريت حوله لعدة عقود لا نزال غير متأكدين من كافة التأثيرات التي يحدثها.
ومن أهم فوائده أنه مضاد للالتهابات حيث يعمل على منع إنتاج إنزيمات تعتبر ضرورية لصنع مواد تسمى بروستوغلاندنيز. وتنتج هذه المواد في أنسجة الجسم إثر التعرض للإصابة أو العدوى وتسبب الألم والانتفاخ والارتفاع في درجة حرارة الجسم .
وبسبب تعطيل إنتاج هذه المواد يعمل الأسبرين على خفض درجة الحرارة وتخفيف آلام المفاصل ويساعدنا في التغلب على آلام الرأس والجسم. وكذلك فإن تأثير الأسبرين المضاد للالتهاب يمكن أن يخفف من المرض وتفاقمه . كذلك يعمل الأسبرين على تعطيل إفراز نوع من الأنزيمات يرمز إليه (cox) من شأنه أيضا التأثير على نمو الأورام وخاصة في القناة الهضمية.
كذلك يمكن للأسبرين أن يعطل إنتاج أنزيم آخر يسمى ترومبيوكسين تفرزه صفائح الدم والمسؤول عن تجلطه. وإذا تم تعطيل هذا الأنزيم فإن صفائح الدم لا تستطيع الالتصاق ببعضها مما يؤدي إلى خفض بشكل التجلط في الدم.
وقد وجد أنه حتى بجرعة قليلة من الأسبرين يمكن منع إنتاج الثرومبوكسين لمدة عشرة أيام. ويجب الملاحظة هنا أن الأدوية الأخرى المضادة للروماتيزم والالتهابات مثل سلبركس وفيوكس وغيرها ليس لها نفس تأثير الأسبرين على صفائح الدم . أما عقار الابيوبروفين والنابروسين فلها تأثير ولكن لعدة ساعات فقط.
ويعتبر تأثير الأسبرين المضاد لالتصاق صفائح الدم مع بعضها السبب الذي يجعل الأسبرين عاملا مساعدا أو مانعا للتلف الذي تحدثه الجلطات الدموية التي تتشكل في الأوعية الدموية التي تزود القلب والدماغ بالدم . فإذا لم تتشكل الجلطة ، فإن الدم يستمر في التدفق من خلال الأوعية الضيقة الأمر الذي له أهميته الكبيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الأوعية الدموية أو المعرضين للنوبات القلبية.
ويمكن أن يخفف الأسبرين أيضا من التغيرات المتعلقة بالالتهابات والتي تكون عادة مصاحبة للنوبات القلبية مما يقلل من احتمال أن يتحول الجزء الملتهب إلى عدم الاستقرار والانفصال والتنقل عبر الأوعية الدموية الصغيرة حيث يسدها مسببا نوبة قلبية وفي حالة وجود هذا الوعاء الدموي في الدماغ تحدث جلطة دماغية.
أما الآثار الجانبية للأسبرين فتشمل النزيف هو أهمها فإذا كنت ممن يتناول الأسبرين، فمن المحتمل أن يصيبك نزيف دموي بسبب الجروح والكدمات وقد تنزف من الأنف. كذلك يجب وقف تناول الأسبرين قبل أسبوعين من إجراء العمليات الجراحية.
كذلك هناك قلق بشأن حدوث نزيف قد يهدد الحياة خاصة في الجهاز الهضمي حيث يحدث ذلك بسبب وجود قرحة أو تخدش في الجهاز الهضمي أو مناطق أخرى في الأمعاء.
ويمكن للأسبرين أن يحدث نزيفا في الجهاز الهضمي بطريقتين. وتتمثل الأولى في تأثير الأسبرين المباشر على الغشاء المبطن للمعدة والأمعاء وتخريشه. أما الطريقة الثانية فتكمن في تأثير الأسبرين على عملية تعافي خلايا الغشاء المبطن المصابة.
ويزيد استهلاك المشروبات الكحولية من احتمال حدوث نزيف في الجهاز الهضمي خاصة بين الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين.
كذلك هناك احتمال بزيادة خطر الإصابة بالنزيف الدماغي. وإذا كان الشخص يعاني من ارتفاع في ضغط الدم فإن احتمال إصابته بالنزيف تزداد مع تناول الأسبرين.
وبناء على ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية يجب أن لا يتناولوا الأسبرين حرصا على سلامتهم..
- الحساسية من الأسبرين.
- مرض الربو.
- ضغط الدم المرتفع وغير المسيطر عليه.
- مرض الكبد أو الكلى الشديد.
- الإصابة بالنزيف والاضطراب في تخثر الدم.
- إساءة استخدام المشروبات الكحولية._(البوابة)