تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة مؤخرا للجيش السوري الحر إثر تجاوزات عدة ارتكبها مقاتلوه وخصوصا بعدما هدد الجيش الحر بتلقين حزب الله الحليف لنظام بشار الأسد درسا قويا في منطقته في بيروت بسبب دعمه للنظام. إلى جانب ذلك، يؤخذ على المعارضة السورية تفككها وتخبطها أيضا وهو أمر بدا واضحا في الانقسام الظاهر بين المجلس الوطني السوري والجيش الحر الذي رفض المشاركة في لقاء أقامه الأول في القاهرة لبحث المسألة السورية.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش العالمية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان قد وجهت اتهامات للجيش الحر بارتكاب التعذيب وسوء المعاملة إلى جانب تنفيذ إعدمات ميدانية في عدة مدن سورية ووصفت المنظمة هذه الاتهامات بأنها ترقى إلى مستوى جرائم حرب. وقد تبرر الحرب ووحشية جيش النظام ضد المدنيين العزل ردود الفعل العنيفة الصادرة عن الجيش الحر ولكن كيف يمكن أن تحارب وحشية النظام بوحشية مماثلة؟ هو سؤال يطرحه الكثيرون حاليا في سوريا وخارجها.
ومع انضمام فئات مختلفة لمقاتلي المعارضة في سوريا مثل السلفيين القادمين من دول أخرى كالعراق وأفغانستان والشيشان، تبرز تساؤلات بخصوص مدى صحة اعتبار هذا الجيش - الذي يعد الجناح العسكري للمعارضة- ممثلا شرعيا للثورة السورية حيث يواجه الجيش اتهامات أيضا بتهريب الآثار السورية بغرض تمويل المقاتلين وتوفير السلاح اللازم لهم.
ازدياد حدة المعارك بين قوات النظام ومسلحي المعارضة ونزوح العديد من المدنيين هربا من القتال والتنكيل، أثار تساؤلا بخصوص المدى الذي قد يصله الجيش الحر بسبب إصراره على تحقيق النصر والذي لربما سيعبّد الطريق إليه بالكثير من الدماء مما قد يجعله مقاربا للنظام السوري الذي انطلقت شرارة الثورة ضده بسبب وحشيته.
شاركنا برأيك في التعليقات: هل تعتقد بوجوز تجاوزات من طرف الجيش السوري الحر؟.