تخيّل أنّك في مدينة غريبة، مزعجة ومكتظّة، ولا تفهم اللغة المحكيّة فيها، تفهم بعض الكلمات لكنك حقا لا تفهم ماذا يجري حولك، تريد أن تعبّر عن حاجتك للمساعدة، لكنك غير قادر . هذا المشهد يمكنه أن يصف لك ما يواجهه مريض التوحّد في يوم عاديّ!
التوحّد، ذلك الاضطراب المثير للجدل، وكأن مريض التوحد يركب أرجوحة ما تعمل دائما وتتحرك، ويرفض هو أن ينزل عنها ليعيش معنا ويمشي على الأرض.
جمعية التوحديين الأمريكية، تعرّف التوحد، بأنه عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص (الأطفال والبالغون) التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد الى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية – عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية.
قد تتعجب إذا عرفت أن غالبية عباقرة الفن والأدب وبعضهم حائزو جائزة نوبل كانوا يعانون من خلل جيني في المخ يجعلهم مرضى بالتوحد أو ما يسمى مرض "اسبرجر" وهناك نحو 21 من الكتاب والفلاسفة ومؤلفي الموسيقى والفنانين التشكيليين يذكرهم التاريخ أنهم كانوا يعانون من أعراض مرض التوحد. وبالرغم من أن الفن وحده كان يمدهم بعذابات ومتع متعذر تفسيرها أو تبريرها إلا أن هذا المرض ومعاناته يعد في حد ذاته الطريق الوحيد للوصول إلى قمة القدرة على التخيل.
و من بين هؤلاء العباقرة هناك موتسارت وبيتهوفن ومايكل أنغلو وهيرمان مليفل وإسحاق نيوتن وأينشتاين وفان جوخ.
"التوحد هو بلورة من الكريستال دخلها ابني لتعزله عني وعن العالم ، وكأنه في كوكب آخر ، فلا نظرة من عينه إلى عيني ، ولا إشارة تصحبني فيها أصبعه ، لم يرد ولا لعبة نشاطر فيها الخيال ، ولا قبلة أشعر معها بطعم الدنيا ، كم تمنيت أن اكسر تلك البلورة وأخرج منها صغيري .... أهزه ... أهزه بعنف لعله يعود من منفى توحده ، وعندما يأست قررت أن اخترق البلورة وأدخل عالم التوحد بحثاً عن ابني." من يوميات أم لطفل مصاب بالتوحد
نعرض لكم أهم الحقائق عن هذا الاضطراب ومعلومات عن بعض التوحديون العظماء:
اقرأ أيضاً: