وزارة الاقتصاد في الامارات تبحث جوانب التعاون المشترك مع كوريا في الاقتصاد الإسلامي وريادة الأعمال والابتكار

بحث معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، مع معالي كيم دونغ-يون نائب رئيس الوزراء وزير الاستراتيجية والمالية بجمهورية كوريا الجنوبية إمكانات التعاون المشترك وتعزيز النشاط الراهن للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في العديد من القطاعات الحيوية، مع مناقشة فرص الشراكات المحتملة في مجال الاقتصاد الإسلامي بمختلف محاوره.
جاء ذلك خلال اجتماعاً موسعاً عقده الجانبان، في مقر وزارة الاقتصاد بدبي، بحضور سعادة عبد الله محمد العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وسعادة عبد الله سلطان الفن الشامسي وكيل مساعد بوزارة الاقتصاد، وعبد الله صالح الحمادي مدير البرنامج الوطني للسياحة بالوزارة، إلى جانب نخبة من كبار مسؤولي الحكومة الكورية من أعضاء الوفد الزائر إلى الدولة.
أكد الجانبان في بداية الاجتماع على أهمية الزيارة الحالية التي يقوم بها فخامة مون جيه إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية إلى دولة الإمارات، وتوقيع البلدان عدد مهم من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتطوير وتنمية الشراكة القائمة في العديد من المجالات التنموية، من بينها مذكرتي تفاهم في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار، وفي مجال الملكية الفكرية.
كما ناقش الجانبان التقدم الراهن لعلاقات التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، وتطوير برامج وخطط محددة للتعاون في عدد من القطاعات ذات الأولوية على أجندة البلدين، فضلا عن الدور الفعال للجنة الاقتصادية المشتركة، والتي عقدت دورتها السادسة الشهر الماضي في سيؤول، في تنويع قاعدة الشراكة الاقتصادية ومناقشة فرص التعاون في قطاعات الطاقة والطاقة المتجددة، والطيران المدني والبنى التحتية، والتجارة الخارجية، والصناعة، والابتكار، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والصحة، والتعليم. وأعرب الجانبان عن حرصهما على المضي قدما في متابعة وتنفيذ التوصيات التي نتجت عن أعمال اللجنة.
وأيضا شهد الاجتماع عرض تقديمي حول مقومات الاقتصاد الإسلامي والفرص الواعدة التي يطرحها والخطوات التي حققتها دولة الإمارات لتطوير قدراتها وإمكاناتها في هذا الصدد وأيضا استعراض إمكانية تطوير شراكات اقتصادية واعدة مع الجانب الكوري خاصة في صناعة الحلال والتمويل الإسلامي.
وإلى ذلك، اصطحب معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري معالي نائب رئيس الوزراء الكوري والوفد المرافق له في زيارات لعدد من المعالم السياحية البارزة بالدولة شملت برواز دبي، وبرج خليفة وبرج العرب.
قال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، إن العلاقات الثنائية التي تجمع دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية، هي علاقات قوية ومتنامية مدعومة بالرغبة المتبادلة في تطوير أفاق التعاون المشترك وتحقيق شراكة استراتيجية في مختلف القطاعات التنموية التي تخدم مصالح الطرفين.
وأضاف المنصوري أن المرحلة الماضية شهدت العديد من الخطوات النوعية للدفع قدما بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستويات أكثر تقدما، بالتركيز على القطاعات التي تحتل أولوية على الأجندة الاقتصادية للبلدين، مشيرا إلى أن أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة، التي عقدت قبل شهر في مدينة سيؤول الكورية، كانت مرحلة مهمة للوقوف على علاقات التعاون الاقتصادي القائمة وتسليط الضوء على الفرص المستقبلية.
وتابع معالي الوزير أنه في ظل التجربة الاقتصادية الغنية لكلا البلدين هناك دائما مساحة للاطلاع واستكشاف فرص جديدة لتوسيع آفاق التعاون المشترك، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإسلامي من القطاعات المرشحة لقيادة مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، لما يتمتع به هذا القطاع الحيوي من إمكانات نمو عالية، وفرص تجارية واستثمارية واسعة، مع الطلب العالمي المتنامي على صناعة الحلال وخدمات التمويل الإسلامي وهو ما يشكل فرصة لمد جسور التعاون المشترك في هذا المجال.
وطرح المنصوري أهمية فتح حوار مثمر في هذا الصدد بين مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي والجهات المعنية من الجانب الكوري للعمل على مشاركة الخبرات في ظل التجربة الغنية لدولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي، وبحث إمكانيات التعاون المشترك بما يخدم مصالح الطرفين.
أيضا ناقش معاليه أوجه التعاون المشترك مع كوريا في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإمكانية تطوير نماذج لتبادل الخبرات والتعاون في مجال الشركات الناشئة القائمة على الابتكار وذلك بالاستفادة من التجربة الكورية المتميزة في تحقيق النمو القائم على التكنولوجيا والابتكار والتقدم العلمي.
كما تناول الوزير إمكانية تعزيز أطر التعاون المشترك في مجال "الفنتك" وتقنيات التكنولوجيا الحديثة في القطاع المالي والمصرفي، حيث تشهد كوريا تطورا ملموسا في تطبيق تلك التقنيات.
من جانبه، قال معالي كيم دونغ-يون نائب رئيس الوزراء وزير الاستراتيجية والمالية بجمهورية كوريا الجنوبية، إن العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين قد توسعت بشكل كبير في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن زيارة رئيس جمهورية كوريا الجنوبية إلى الإمارات تعكس أهمية العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الصديقين، والرغبة في مواصلة تطويرها وتنميتها إلى أفاق أكثر تنوعا.
وتابع أن البلدين نجحا في تطوير نماذج قوية للشراكة في العديد من القطاعات الاقتصادية، والمتعلقة بمجالات الابتكار وريادة الأعمال، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي لعبته اللجنة الاقتصادية المشتركة في توسيع قاعدة العلاقات الاقتصادية وتناول أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات ذات الاهتمام المتبادل.
وأعرب عن تطلع بلاده لتبادل الخبرات والتجارب مع الإمارات في مختلف المجلات ذات الاهتمام المتبادل، مشيرا إلى وجود اهتمام بدراسة إمكانيات التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الإسلامي، والاستفادة من الخبرات الإماراتية في هذا المجال، والنظر في الفرص الاقتصادية التي يطرحها، لافتا إلى أن القطاع التمويل الإسلامي وتحديدا الصكوك الإسلامية من القطاعات التي تشكل محل اهتمام لديهم وجاري بحث الإمكانيات والمتطلبات على صعيد البنية التحتية والتشريعية للدخول في هذا المجال.
الصكوك الإسلامية
من جانبه، استعرض سعادة عبد الله محمد العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي استراتيجية المركز والتي ترتكز على ثلاثة قطاعات رئيسية وهي: التمويل الإسلامي، قطاع الحلال ونمط الحياة الإسلامي الذي يجمع الثقافة والفنون والسياحة العائلية، وأيضا طرح ما حققه المركز خلال المرحلة الماضية من مبادرات وبرامج لتعزيز وبناء قدرات الدولة في هذا المجال الحيوي.
وإلى ذلك استعرض أبرز المؤشرات العالمية لقطاع التمويل الإسلامي والذي بلغ أصوله 2.2 تريليون دولار في عام 2016، فيما تقدر أصول التمويل الإسلامي حتى عام 2022 بحوالي 3.8 تريليون دولار، وفقا لتقرير واقع الاقتصاد الإسلامي الصادر عن شركة تومسون رويترز. كما طرح الفرص المطروحة في مجال قطاعات الصيرفة والتمويل الإسلامي وأسواق الرساميل الإسلامية وخاصة في مجال إصدار الصكوك والتي تشهد نموا في أسواق دول غير إسلامية من بينها هونغ كونغ والمملكة المتحدة البريطانية ولوكسمبورغ وجنوب إفريقيا.
وتابع العور أن هناك فرصة واسعة لتعزيز التعاون المشترك مع الجانب الكوري في مجال الصكوك الإسلامية وأيضا في صناعة الحلال بمختلف ركائزها، معربا عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة الآفاق لمزيد من فرص التعاون بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص، في صناعة الحلال والتمويل الإسلامي.
الشركات الناشئة
من جانبه، طرح سعادة عبد الله سلطان الفن الشامسي، جهود الدولة في تطوير بيئة حاضنة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الحديثة الناشئة القائمة على الابتكار والتقنيات التكنولوجية المتقدمة، وأعرب عن الاهتمام بالاستفادة من التجربة الكورية المتميزة في تطوير العديد من الصناعات التكنولوجية المتطورة، خاصة في مجال صناعة السيارات وفرص التعاون في مجالات البحث العلمي والتطوير، لنقل التجارب والخبرات الكورية وأيضا تطوير شراكات مع المؤسسات والشركات الكورية المتقدمة في هذا المجال بما يحقق المنفعة المتبادلة ويخدم مصالح الطرفين.
خلفية عامة
وزارة الاقتصاد الإمارات العربية المتحدة
دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت واحدة من الأسواق في العالم الأكثر حيوية و وزارة الاقتصاد تعمل على خلق اقتصاد معرفي تنافسي ومتنوع بكفاءات وطنية، مهمتها سن وتحديث التشريعات المنظمة والمشجعة لبيئة الأعمال الاقتصادية وتنمية الصناعات والصادرات الوطنية وتقديم الخدمات وتشجيع الاستثمار وتنظيم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة و حماية حقوق المستهلك والملكية الفكرية و تنويع الأنشطة التجارية بقيادة كفاءات وطنية ووفقاً لمعايير الإبداع والتميّز العالمية واقتصاديات المعرفة، بما يساهم في تحقيق النمو المتوازن والمستدام للدولة.