مياه الصنبور أم المياه المعبأة؟ نقاشٌ مذهل يثيره معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة

يبذل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جهوده نحو التصدي لإحدى التحديات الكبرى التي تواجه دولة قطر والمتمثلة بالأمن المائي، بما فيه المشاريع المتعلقة بتقنيات تحلية المياه ومعالجتها، ونوعية المياه وحيثيات تعرضها للعوامل الطبيعية، والعديد من المواضيع البحثية الأخرى.
وتعد هذه الدراسة، والتي تختص بتحليل مياه الصنبور والمياه المعبأة، خير مثال على الدعم الذي تقدمه معاهد البحوث والتطوير لتحقيق أهداف مؤسسة قطر المتمثلة بتحسين صحة سكان دولة قطر ورفاههم الاجتماعي.
وقد خلص معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة إلى أن مياه الصنبور والمياه المعبأة في دولة قطر صالحة جدًا للشرب. وفي هذا الإطار، صرّحت نورا كويبر، أحد الباحثين البارزين في هذا المشروع، بأن "مياه الشرب في دولة قطر تتمتع بجودة عالية جدًا، وأكثر بكثير مما يظن العديد من المستهلكين المحليين".
من جهتها، قالت كانديس رويل، زميل باحث تعمل على المشروع ذاته: "إن مياه الصنابير صالحة للشرب تمامًا مثلها مثل المياه المعبأة، سواء كانت محلية أو مستوردة".
تجدر الإشارة إلى أن علماء المعهد استعانوا بأدوات تحليل متقدمة لتحليل ومقارنة عينات 113 مياه الصنبور و62 عينة مياه معبأة من جميع أنحاء دولة قطر، وقد تم تحليل العينات من حيث المحتوى العنصري والمركبات العضوية الطيّارة. كما قاموا "بإجراء مقابلات مع السكان في منازلهم لمعرفة نوعية المياه المستهلكة ومدى معرفتهم بمياه الشرب في قطر"، على حد وصف رويل، وكانت الإجابات واضحة، حيث ذكر 30 بالمائة أنهم يشربون مياه الصنبور، في حين يفضّل معظم السكان شربَ المياه المعبأة.
كما خلص المعهد إلى أن مياه الشرب والمياه المعبأة تلبي معايير منظمة الصحة العالمية ووكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة. وتتضمن المعايير قياس نسبة العناصر النزرة في الماء (مثل الرصاص والزرنيخ) والمركبات العضوية (مثل البنزين)، والتي قد تضر بالصحة أو تؤثر على طعم أو رائحة المياه. وفي حين أن مياه الصنبور والمياه المعبأة صالحة للشرب، إلا أن بعض أنواع المياه المعبأة المستوردة تحتوي على نسب من العناصر أعلى من مياه قطر مثل الزرنيخ والكروم، وهذا أمر طبيعي، حيث إن مصدر المياه المستوردة هي المياه العذبة الطبيعية التي تتسرب من الصخور والرواسب التي تحتوي على الزرنيخ بصورة طبيعية. ومع ذلك، تبقى المستويات الملحوظة في المياه المستوردة أقل من المعايير الصحية المطلوبة لمياه الشرب.
من ناحية أخرى، قام فريق معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بدراسة مدى تأثير سلوك الأشخاص على مياه الشرب، وفي هذا الإطار يوصي الفريق بعدم تخزين المياه المعبأة في أماكن معرضة للشمس والحرارة الشديدتين، وذلك بسبب التأثير السلبي للحرارة والأشعة فوق البنفسجية على المياه المعبأة؛ إذ تؤثر الشمس والحرارة على قارورة المياه البلاستيكية حيث يمكن أن تنتج مواد كيميائية، مثل القصدير والرصاص، وتختلط بالمياه. وقد أثبت العلماء أن هذين العنصرين مضرّان بالصحة، بما في ذلك تأثيرهما السلبي على القلب والأوعية الدموية إذا ما استُهلكا لفترات طويلة. وبالتالي، يجب تخزين المياه في أماكن بعيدة عن الشمس والحرارة، بما في ذلك عدم ترك المياه المعبأة داخل السيارة خلال أشهر الصيف على سبيل المثال.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.