من مقاعد الدراسة إلى دفّة القيادة: خريجو مؤسسة قطر يرسمون ملامح الغد

بيان صحفي
تاريخ النشر: 26 أكتوبر 2025 - 11:19 GMT

من مقاعد الدراسة إلى دفّة القيادة: خريجو مؤسسة قطر يرسمون ملامح الغد

بينما تأخذ بهم الحياة نحو فرص جديدة ومحطاتٍ عديدة، توقف بعضهم عند محطة العطاء لتصبح جزءًا من رحلتهم، فباتوا يخصصون وقتهم من أجل خدمة مجتمعاتهم ودعم من حولهم. تلك هي عقلية خريجي مؤسسة قطر التي تُلهمها القيم، وتصنعها الغاية، ويُغذّيها النجاح الجماعي لا الفردي.

على مدار ثلاثة عقود، أسهمت مؤسسة قطر، من خلال مدارسها وجامعاتها، في تخريج أجيال تؤمن بأن النجاح الحقيقي هو رحلة مشتركة تشمل الجميع، ومن بين هذه الأجيال، برز الدكتور خالد الجفيري الذي سلك المسار الأكاديمي في عدد من الجامعات في قطر وخارجها، وانتسب إلى منظمات فكرية دولية. 

قبل عشرين عامًا، كان الدكتور خالد يجلس في أحد مقاعد جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ينتظر بفارغ الصبر الاستماع إلى أساتذته، بأُذنٍ صاغية وأحلامٍ كبيرة. واليوم، عاد ليقف في مقدمة ذلك الفصل الدراسي؛ لم يعد الدكتور خالد طالب، بل أصبح أستاذ مشارك في برنامج السياسة الدولية.

يقول الدكتور: "أقف اليوم وأنا كلّي فخر لأنني أقوم برد الجميل لبلادي والمساهمة في خدمتها من خلال تدريس الطلاب في قطر، وبناء جسور التعاون مع جامعات مؤسسة قطر. وأسعى ألا أكون مجرد ناقلٍ للمعرفة، بل مصدر إلهامٍ يشجع طلابي على التساؤل والتفكير النقدي والمساهمة في تغيير العالم نحو الأفضل."

وأضاف: "بدأت مسيرتي في قطر حين كنت أقدّم برنامج بكالوريوس الشؤون الدولية في جامعة قطر بين عامي 2022 و2025، فقد كنت أطرح عددًا من المساقات في السياسة الخارجية الأمريكية، والثقافة والسياسة، والاستراتيجيات السياسية، وكذلك المرونة السياسية. كان لي الشرف في التأثير بمسيرة أكثر من 140 خريجًا أنهوا تعليمهم في ذاك التخصص. وأنا أعمل حاليًا في جامعة جورجتاون في قطر، وأطرح مقررات دراسية تتناول موضوعات المرونة السياسية ومفاهيم الهوية الاجتماعية".

يتابع: "ما زلت على تواصل مع بعض هؤلاء الخريجين، وألمس أثر عملي في مسيرتهم، إذ عبّر بعضهم عن رغبته في السير على خطاي في المجال الأكاديمي. كما أنني أحرص دومًا على تذكيرهم بألّا يخشوا المستقبل، بل أن يواجهوه بشجاعة وإيمان بأنفسهم دون أن يلتفتوا للوراء".

يواصل الدكتور خالد إلهام الطلاب من خلال نهج تعليمي يضعهم في محور العملية التعليمية، مع التركيز على مهارات التفكير النقدي والتخطيط الاستراتيجي والمسؤولية المجتمعية، وهي قيم ترسّخت في تجربته التعليمية مع مؤسسة قطر، وباتت جزءًا لا يتجزأ من رؤيتها.

ليست الغاية من الدرجات العلمية إيجاد فرص مهنية فحسب، بل رواية قصص الأمل والتحدي والقوة من أجل تصور مستقبلٍ أفضل للعديد من المجتمعات. بالنسبة لحمزة السيوفي، خريج سوري من جامعة جورجتاون في قطر، وشريك مؤسس ورئيس تنفيذي لأكاديمية "كاملكود" (CamelCode)، كان التعليم بمثابة شريان حياةٍ وطوق نجاة، إذ فتح له أبوابًا لفرصٍ خارج وطنه الأم، وذلك عندما كان يبلغ من العمر تسعة ربيعًا عام 2012. 

حمزة شاب دفعته تجاربه للدفاع عن حق الأطفال بالتعليم وتمكين الشباب لتصوّر غدٍ أفضل، فهو يقول: "يصعب عليّ اختزال قدرة التعليم على إنقاذ حياة الأطفال ببضع كلمات. و أشعر بالامتنان لأنني تلقيت تعليمًا عالي الجودة من مؤسسة قطر، بينما لم يحصل الكثير من أبناء جيلي على هذه الفرصة، رغم كونهم على نفس القدر من الكفاءة".

خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا، التقى حمزة ببعض أصدقاء طفولته، الذين لم يحصلوا على التعليم الذي يستحقونه قط. وقد عبر عمّا رآه بقوله: "أصبحت كلّ حياتي تتمحور حول الحق في التعليم، لا سيما خلال هذه المرحلة من شبابي، فاليوم، شاهدت الكثير ممن عانوا  بدونه". 

من خلال أكاديمية "كاملكود"، يعمل حمزة ورفاقه على تعليم الأطفال البرمجة والمهارات التقنية، وبهذا الشأن، يقول: "تعتبر الأكاديمية بذرة نزرعها اليوم، قد لا نستطيع قطف ثمارها وملامسة أثرها على الفور، لكننا بالتأكيد سنشهد نموها غدًا. فالأطفال في الأكاديمية يستطيعون ابتكار التطبيقات، مثل تلك التي تدعم إعادة التدوير وتحقق الاستدامة".

أحدث حمزة أثرًا يمتد بجذوره إلى وطنه الأم، فقد أسس مؤسسة "مناظرات سوريا"، التي جذبت أكثر من 300 مشارك خلال ستة أشهر فقط. ويوضح: "أدعو الجميع لدعم الأطفال في الحصول على حقهم في التعليم، لأن ذلك لا يغيّر حياة طفل فحسب، بل حياة أسرة بأكملها". 

في معرض حديثه عن رحلته التعليمية، يوجّه حمزة رسالة لأقرانه من الطلاب الذين قد يساورهم الشك والحيرة خلال دراستهم، قائلًا: "عندما تشعرون بالضياع، اجعلوا هذا الشعور دافعًا للسعي نحو غايتكم. اغتنموا كل الفرص والشراكات التي توفرها لكم مؤسسة قطر – فهي المحطة الأمثل للانطلاق نحو المستقبل". 

يشكّل التعليم وسيلة لمشاركة قصص قد لا تُسمع لولا وجوده. ويؤكد مؤمن غانم، خريج جامعتيْ نورثويسترن في قطر وفرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، الشريكتين لمؤسسة قطر، أن التعليم يستطيع تحدي الصور النمطية عن الشعوب وإعادة سرد وجهات نظرهم. فمن خلال رواية القصص وإنتاج الأفلام، يسعى مؤمن إلى تمكين الشباب من إدراك قوة أصواتهم وقيمة ثقافاتهم.

وهو ما عبر عنه بقوله: "أسعى لإعادة صياغة الرواية الفلسطينية وسردها بأسلوبٍ إنساني، محافظًا على احترام وتقدير شعبي". 

مؤخرًا، عمل مؤمن على توثيق قصص الناجين من الإبادة في غزة، والذين قدموا إلى قطر من أجل تلقي العلاج. بهذا الشأن، يقول: "هدفي الأساسي هو الحفاظ على ثقافتنا، ومقاومة محاولات الاستيلاء عليها، مع الالتزام باحترام هويتنا". 

عُرضت أفلام مؤمن على شاشاتٍ إقليمية ودولية. كان من بينها فيلمه القصير "شحرور"، الذي صوّر الحياة الفلسطينية وعُرض في أكثر من 135 مهرجانًا في 39 دولة حول العالم. كما فاز مؤمن بـ 35 جائزة وورشّح للفوز ب 15 مسابقة.

وقد شارك شعوره حيال ذلك قائلًا: "أشعر بغاية السعادة حين أرى أثر عملي في المنطقة، وحين أُجسّد الثقافة الفلسطينية بأصالة وأضعها ضمن سياقها الصحيح. وقد حظيت أعمالي بدعم عدة دول حول العالم، من بينها فرنسا التي عرضت أحد أفلامي".

يضيف: "لو سُئلت عن أعظم إنجازٍ قمت به فستكون إجابتي هي إنتاج فيلم يسلط الضوء على قصة أُم غزية تمكنت من الوصول إلى قطر مع طفليها الجرحى. أشعر بفخر كبير تجاهها، فالتحديات التي واجهتها لم تكن سهلة على الإطلاق، سواء على الصعيد النفسي أو العاطفي أو الجسدي".

يشجّع مؤمن الشباب على استخدام الفن والسينما والكتابة كأدوات لإحياء التراث والحفاظ عليه. وتذكّرهم رحلته بأن كل قصة قادرة على تحدي الصور النمطية، وتسليط الضوء على الإنسان وسط الصراعات، والمساعدة في خلق عالم أكثر انصافًا ورحمة. 

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن