فعاليات بحمد الطبية ليوم التوحد العالمي تستمر شهراً

تحتفل مؤسسة حمد الطبية باليوم العالمي للتوحد في نسخته الحادية عشرة، والذي يصادف الثاني من أبريل الجاري ، وتنظم المؤسسة مجموعة من الفعاليات على مدى شهر كامل، تشمل منصات توعوية وتثقيفية في عدد من مستشفياتها، ويوماً ترفيهياً للعائلات في منتزه عنيزة، وندوة تثقيفية للفرق الطبية، فضلاً عن دورات توعوية في المؤسسات المحلية.
وفي هذا الإطار فقد خضع نحو 3580 طفلاً مصابين بالتوحد للعلاج في مؤسسة حمد الطبية في العام 2017 ، وأكد مسؤولون في مركز تطوير الطفل بمؤسسة حمد الطبية، ومقره مستشفى الرميلة، أهمية التدخل المبكر في تحقيق نتائج علاجية أفضل لدى الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات طيف التوحد.
وأشارت في هذا السياق، الدكتورة نوف محمد الصديقي، وهي من المشاركين الرئيسيين في الخطة الوطنية للتوحد بوزارة الصحة العامة واستشاري الأمراض الجلدية في مؤسسة حمد الطبية، إلى أن التدخل المبكر وسهولة الوصول إلى خدمات الرعاية والدعم التي يحتاج إليها الطفل يمكن أن يؤديا إلى تحسين النتائج العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد بشكل ملحوظ.
وأضافت الدكتورة الصديقي قائلة :" إن كل طفل مصاب بالتوحد هو شخص فريد له احتياجاته الخاصة به ويتمتع بقدرات خاصة به. وبإمكان برامج التدخل المبكر المصممة لتحسين الأعراض السلوكية الأساسية للتوحد أن تزود الطفل بالأدوات اللازمة لتعزيز مكامن القوة فيه، وتحسين سلوكياته، وعلاج مواطن الضعف لديه. ولكن من المهم أن يحرص والدي الطفل على مراقبة طفلهم وأن يكونوا على بيّنة من علامات التوحد". ونوهت الدكتورة الصديقي بالدور الهام الذي يؤديه المدرسون وسواهم من مزودي الرعاية في التعرّف على السلوكيات التي قد لا يلاحظها أولياء الأمور.
واستناداً إلى منظمة الصحة العالمية، يعاني طفل من بين كل 68 طفلاً في العالم من التوحد. ويتم في أغلب الأحيان تشخيص هذه الحالة المرضية التي تستمر مدى الحياة ما بين عمر السنتين والثلاث سنوات، إلا أن بعض التقارير أفادت إلى أنه جرى تشخيص بعض الحالات في عمر السنة والنصف ولدى أشخاص بالغين. وفي حين أن بعض الأشخاص الذين أظهر التشخيص إصابتهم بطيف التوحد يستطيعون العيش بصورة مستقلة، يعاني بعضهم الآخر من إعاقات حادة ويحتاجون إلى الرعاية والدعم مدى الحياة.
على هذا الصعيد، قال السيد حسام مهنا، أخصائي أول في علم النفس السلوكي ومنسق برنامج التوحد في مركز تطوير الطفل: "لا يشفى الطفل من التوحد بمجرد تقدمه في السن إلا أنه من الممكن معالجة هذه الحالة المرضية. فالدراسات تشير إلى أن التشخيص والتدخل المبكر يؤدي إلى تحسين النتائج بشكل ملحوظ. ومن المهم أن يقوم أولياء الأمور، وبصورة خاصة الآباء والأمهات الجدد، بتثقيف أنفسهم ليصبحوا أكثر إلماماً بعلامات التوحد وأعراضه. وتشمل هذه العلامات عدم استجابة الطفل، عدم القدرة أو التأخر في النطق، استخدام الكلمات والأنماط الحركية كتصفيق اليدين بشكل متكرر، تركيز النظر بشكل مستمر على أجزاء معينة من الأغراض، تجنّب الاتصال البصري، قلة الاهتمام بالتواصل مع الأطفال الآخرين، انعدام القدرة على ممارسة اللعب التخيلي، وعدم الابتسام إلا نادراً عندما يتواصل معه مقدمو الرعاية".
وفي حين أن مسببات مرض التوحد لا تزال مجهولة، تُسهم مجموعة من الظروف بما في ذلك العوامل البيئية والبيولوجية والجينية في جعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الذكور، بحيث يظهر التشخيص إصابة أنثى واحدة بالتوحد مقابل كل أربعة ذكور. وغالباً ما يعاني المصابون بالتوحد من بعض المشاكل الطبية والصحية المصاحبة لهذا المرض كاضطرابات الجهاز الهضمي، ونوبات الصرع، واضطراب النوم واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، والقلق والخوف المرضي، ما يبرز الحاجة إلى تأمين دعم متعدد الاختصاصات وبصورة مستمرة لأسر أطفال التوحد.
ويوفر مركز تطوير الطفل في مؤسسة حمد الطبية، الذي تم إنشاؤه في العام 2012 في مستشفى الرميلة كوحدة شاملة لإعادة تأهيل الأطفال المصابين بإعاقات بسيطة إلى متوسطة، منذ الولادة إلى سن الرابعة عشر، برنامجاً علاجياً منسقاً ومتعدد الاختصاصات للأطفال والمراهقين والأسر التي تعاني من التوحد. واستناداً إلى الدكتور ناظم عبد العاطي، استشاري في طب الأطفال في مركز تطوير الطفل ومدير الخدمات العلاجية وبرنامج التوحد في مؤسسة حمد الطبية، يتلقى المركز شهرياً من 30 إلى 40 تحويل جديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية، إما لتأكيد تشخيص الحالة أو لأن أولياء الأمور يرغبون في التماس رأي ثانٍ.
وأضاف الدكتور عبد العاطي قائلاً :" تُعزى معدلات الحالات التي يتم تشخيصها بمرض التوحد إلى زيادة الوعي بهذا الاضطراب والتغييرات التي طرأت على معايير التشخيص. فنحن نسعى في إطار الخدمات التي نقدمها إلى إنشاء بيئة تعمل على تمكين مرضى التوحد، ومراعاة قدراتهم والتحديات التي تواجههم وتعزز ثقتهم بأنفسهم. كما نقوم بإدارة برنامج منفصل للتوحد لأننا ندرك بأن الأطفال المصابين بهذه الحالة المرضية لديهم حاجات فريدة، مع تركيز اهتمامنا بصورة خاصة على توفير التثقيف الصحي والتوجيه لتمكين الطفل وعائلته وتيسير سبل دمجهم في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير الخطط العلاجية والتأهيلية بما يتوافق مع الاحتياجات الفردية لكل طفل".
وتجدر الإشارة إلى أن المشاركة في برنامج مركز تطوير الطفل تتطلب تحويل الطفل من قبل أحد الأطباء في مؤسسة حمد الطبية، أو أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية، أو مستشفى سدرة للطب أو أي مزود للرعاية الصحية تابع للقطاع الخاص في دولة قطر.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.