صنّاع التغيير من حول العالم يفتتحون منتدى أفكار أبوظبي 2019

يمكن للفكر الجماعي أن يولّد أفكاراً ومبادرات تعالج كبرى المشاكل التي تواجه العالم وتساهم في تحويل هذه الأفكار إلى أفعال على أرض الواقع تترك أثراً إيجابياً على حياة الأفراد والمجتمعات. هذا هو جوهر الكلمة الافتتاحية التي ألقاها معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، في منتدى أفكار أبوظبي، الفعالية الممتدة على يومين والتي يجتمع خلالها ألمع المفكّرين من الإمارات ومن حول العالم من أجل مناقشة بعض من أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجه العالم.
فقد تضمّن اليوم الأول من المنتدى البارز نقاشات مثرية فكرياً قادها متحدّثون من أمثال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، وغوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وماتيو رنزي، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق.
وشدّد معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيانخلال الجلسة الصباحية على الدور البارز للتسامح في إثراء حياة البشر، معتبراً فعالية أفكار أبوظبي "مهرجاناً للمعرفة والابتكار والإبداع" نظراً لتركيزها على تبادل الأفكار ووجهات النظر.فهي تقوم على قناعة بقدرة المفكّرين والعلماء الهائلة على أن يكونوا عناصر تغيير إيجابي على المستوى المحلي والعالمي."
كما أكّد معاليه على أنّ قيمنا المتشاركة تقرّبنا أحدنا من الآخر وأنّ تطور العالم رهن بثلاثة عوامل مهمة هي السعي إلى إيجاد حلول مبتكرة ومسالمة لمشاكل العالم، وتشارُك المعرفة والترويج لتطبيقها من أجل تحسين حياة البشر، والتغذية المستمرة للإبداع وطرق التفكير الجديدة من أجل إرساء السلم وتعزيز الازدهار ومواجهة التحديات العالمية الكبيرة التي تعترضنا اليوم.
وأضاف معاليه قائلاً: "يعكس منتدى أفكار أبوظبي قناعتنا بأنّه يمكن للقيم والأفكار التي نتشاركها أن تقرّبنا من بعضنا عندما يتمّ التعبير عنها بحزم وشغف."
وتطرّق معاليه في كلمته إلى أبوظبي التي استضافت الشهر الماضي الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص وشهدت اللقاء التاريخي لقداسة البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين. وقال إنّ هذين الحدثين مثال عن القوة والالتزام الأخلاقي اللذين يجب أن يتوفّرا على كافة المستويات من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية ومواجهة التحديات العالمية.
وتناول التحدي الكبير الأول الصعوبات التي تواجه النظام العالمي الحالي. واستهلّ النقاش بيل إيموت، رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والبروفسور كيشور محبوباني، الأستاذ في ممارسة السياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية اللذان سلّطا الضوء على التغيّر في الوضع العالمي الذي يراوح مكانه منذ الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وعلى تردّد القوى الغربية في قبول هذا التغيرّ. وتطرّقت اللجنة إلى النموّ السريع الذي تشهده الصين والقارة الآسيوية الأوسع في السنوات الأخيرة وإلى فوائد التعاون بين الدول بدل تنافسها. كما تناولت أسئلة أخرى الحاجة الملحّة إلى التطوير المستمرّ للمنظمات المتعددة الأطراف مثل حلف شمال الأطلسي ومنظمة التجارة العالمية، والدور الذي يمكن أن تؤديه الدول الأكثر شباباً ونشاطاً مثل الإمارات في إحداث تغيير إيجابي.
واعتلى المنصة تالياً غوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق،حيث ترأسجلسة بعنوان: "العولمة: ما التالي؟ النزعة الحمائية أم التعاون؟"
من جهته، تطرّق ماتيو رنزي، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، باستفاضة إلى دور التعليم في التصدّي للنزعة الشعبوية، وشدد على أهمية دعم المبادرات التعليمية وإنشاء جيل جديد من الشباب الذي يفهم المشاكل التي نواجهها ويمكن تزويده بالأدوات اللازمة لإيجاد حلول لها.
واختتم نقاشات التحدي الكبير الأول معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الذي شدّد على حاجة العالم العربي الملحّة إلى مجاراة التحوّل الاجتماعي الاقتصادي العالمي وعلى أهمية إنشاء هيكليّات سياسية واقتصادية عربية واقعية ونشطة، وكذلك إنشاء نظام إقليمي متين يعمل بفعالية ويطوّر الاقتصادات.
تستضيف "تمكين" منتدى أفكار أبوظبي، وهي مؤسسة تقدم مشاريع لتحقيق رؤية أبوظبي في التطور القائم على المعرفة من أجل إثراء المشهد الاجتماعي والثقافي والتعليمي في الإمارة، وذلك بالتعاون مع معهد أسبن، وهو مؤسسة تُعنى بالدراسات التعليمية والسياسية وتتخذ من العاصمة واشنطن مقراً لها. تنقسم الفعالية إلى قسمين؛ القسم الأول منها يتمثّل بمنتدىتُوجّه فيه الدعوات لأشخاص محددين، والثاني عبارة عن مهرجانعام تستضيفه جامعة نيويورك أبوظبي في جزيرة السعديات.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.ideasabudhabi.ae
خلفية عامة
تمكين
تمكين هي هيئة مستقلة تقوم بوضع وصياغة الخطط الإستراتيجية والتنفيذية من خلال استخدام الرسوم التي يتم تحصيلها من قبل هيئة تنظيم سوق العمل من أجل تعزيز الرخاء في البحرين وذلك عن طريق توظيف المواطنين البحرينيين وخلق فرص العمل والدعم الاجتماعي الذي يعد استثمارا بحد ذاته.
كما تهدف تمكين إلى أن تكون الرائدة في تعزيز نمو الأعمال التجارية وتوفير فرص عمل مجزية لتحقيق مستوى معيشي جيد للبحرينيين والذي سيتحقق ذلك من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق النمو والتنمية للمؤسسات، والتعاون مع واضعي السياسات الرئيسية وشراكة القطاعين العام والخاص على حدا سواء.