3 قتلى في مصر: اتساع نطاق المظاهرات وكلينتون تدعو لضبط النفس

تاريخ النشر: 25 يناير 2011 - 06:06 GMT
مواجهات دامية
مواجهات دامية

دعت وزارة الداخلية المصرية مساء الثلاثاء الى انهاء التظاهرات التي بدأت بعد الظهر في مصر للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك واتهمت جماعة الاخوان المسملين بالقيام باعمال شعب.

قالت مصادر طبية وامنية ان ثلاثة اشخاص قتلوا بينهم ضابط شرطة واصيب العشرات في اشتباكات بين الشرطة والوف المحتجين الذين طالبوا بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما في احتجاجات غير مسبوقة استلهمت الثورة التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وذكر التلفزيون الحكومي ان ضابط شرطة لقي حتفه في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين بوسط القاهرة في حين قالت مصادر امنية ان قتيلين سقطا في مدينة السويس في شرق البلاد. واضافوا ان 46 شخصا اصيبوا في مظاهرات في انحاء البلاد دعا إليها نشطاء عبر الانترنت.

الحكومة تحمل الاخوان المسؤولية

وقالت الوزارة في بيان انها "تناشد اغلب المجتمعين عدم الانسياق وراء شعارات زائفة يتبناها متزعمو هذا التحرك الذين يسعون الى استثمار الموقف في تحد سافر للشرعية".

واكدت الوزارة "ضرورة انهاء التجمعات تفاديا لتداعياتها التي يمكن ان تؤدي الى الاخلال بالامن العام".

واتهمت وزارة الداخلية جماعة الاخوان المسلمين بانها "دفعت في حوالي الساعة الثالثة عصرا باعداد كبيرة من عناصرها خاصة في ميدان التحرير (في قلب العاصمة المصرية) حيث بلغ عدد المتجمهرين عشرة الاف شخص".

وتابعت ان "بعض هؤلاء المتجمهرين القوا الحجارة على قوات الشرطة واندفعوا يقومون باعمال شغب واحدثوا تلفيات بمنشات عامة ما ادى الى اصابة عدد من افراد الشرطة نتيجة قذف الحجارة".

واشارت الوزارة الى ان "الوقفات الاحتجاجية تركزت في القاهرة والجيزة والاسكندرية والغربية بينما شهدت بعض المحافظات الاخرى تجمعات محدودة راوح عدد المشاركين فيها بين المئة والالف".

ونزل عشرات الالاف من المصريين الثلاثاء الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك، الذي يتولى السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما.

وتعد هذه التظاهرات التي الهمتها الثورة التونسية، الاكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في كانون الثاني/يناير 1977.

كلينتون: النظام ثابت

وعلقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الثلاثاء على هذه التظاهرات قائلة "انطباعنا هو ان الحكومة المصرية مستقرة".

حثت الولايات المتحدة كل الاطراف في مصر يوم الثلاثاء على الامتناع عن أعمال العنف بعد اشتباكات بين قوات الامن ومتظاهرين يستلهمون الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي هذا الشهر.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تعتقد ان الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لطموحات شعبها.

وقالت كلينتون ردا على سؤال في مؤتمر صحفي "نحن ندعم الحق الاساسي في حرية التعبير والتجمع لكل الناس ونحث كل الاطراف على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن العنف." وأضافت "تقديرنا هو ان الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لحاجات الشعب المصري ومصالحه المشروعة."

اشتباكات عنيفة

وشهدت القاهرة وعدة مدن مصرية احتجاجات يوم الثلاثاء فيما سماه نشطاء الانترنت "يوم الغضب" ووقعت بعض الاشتباكات بين قوات الامن والمحتجين.

استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين وسط القاهرة وذلك في وقت أكد فيه شهود عيان تصاعد الحركات الاحتجاجية والتظاهرات في أنحاء مختلفة من العاصمة وعدد من المحافظات للمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك وتطبيق إصلاحات في البلاد.

وأضاف الشهود أن مئات المتظاهرين أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة نجحوا في اختراق الحواجز الأمنية وبدأوا مسيرات في اتجاهات مختلفة وهم يهتفون "تونس هي الحل".

وقالوا إن بعض رجال الشرطة استخدموا الهراوات أثناء اشتباكات وقعت مع المتظاهرين.

ونقل "راديو سوا" الاميركي إن عددا من نواب ما يعرف باسم "البرلمان الموازي" شاركوا في التظاهرات أمام دار القضاء العالي، وأعلنوا مطالبهم التي تتلخص في إلغاء حالة الطوارئ وإلغاء البرلمان وإجراء انتخابات حرة.  

وأضافت المصادر الاعلامية المذكورة  أن التظاهرات بدأت بشكل محدود، لكن مع ازدياد توافد الأعداد طالب المتظاهرون بإزالة الحواجز لتتحول التظاهرة إلى مسيرة ردد فيها المتظاهرون شعارات وطنية بعيدا عن الشعارات الحزبية ورفعوا لافتات تحمل مطالب وطنية وقد كتب عليها "لا للبطالة لا للطوارئ" كما رددوا النشيد الوطني.

وأشار إلى أن أعداد المشاركين في المسيرة قد ازدادت وانطلقت لتجوب ميدان التحرير بوسط القاهرة حتى وصلت أمام مقر الحزب الوطني الحاكم القريب من الميدان لتعلو الهتافات التي تراوحت بين إسقاط النظام والمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي وسبل العيش.

وقد أطلق منظمو التظاهرات اسم "يوم الغضب" على هذه الاحتجاجات، كما وجهوا الدعوة لتنفيذها بالتزامن مع عيد الشرطة الذي يوافق 25 يناير/كانون الثاني من كل عام.

وهتف المتظاهرون "يسقط مبارك" في إشارة إلى الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) الذي يتولى حكم مصر منذ ثلاثين عاما، كما رددوا شعارات تطالب باصلاحات سياسية واجتماعية.

وأفاد شهود أن مجموعات من المتظاهرون اتجهوا نحو مقر الحزب الوطني الحاكم المطل على كورنيش النيل في وسط العاصمة المصرية.

وقالت مصادر أمنية إن ما بين 20 إلى 30 ألف شرطي منتشرون في وسط مدينة القاهرة.

وأغلقت قوات الأمن الشارع الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية والشوارع المحيطة به كما انتشرت قوات الأمن عند التقاطعات الرئيسية بعد أن أعلن منظمو التظاهرات أنها ستكون في أحياء عدة وفي أكثر من منطقة.

وأفاد شهود عيان أن ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص تظاهروا في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين غرب القاهرة مرددين "مصر زي تونس" و "بره بره يا مبارك"، كما جرت تظاهرات في منطقتي اللواء وميت عقبة الشعبيتين المجاورتين لحي المهندسين.  وقال شهود آخرون في محافظات مختلفة إن المئات تظاهروا كذلك في أسيوط والاسماعيلية وشمال سيناء والمنصورة.  ويعول النشطاء على تأثير الانتفاضة التونسية التي لاقت اهتماما واسعا في مصر وكانت محل تعليقات كثيرة على الشبكات الاجتماعية على الانترنت.