*كتب: المحامي محمد احمد الروسان
أجل وأحترم, ما خطّه قلم الأمير الحسن بن طلال مؤخراً, عبر مقالته ( الشرق الأوسط والثورة ), ذات الرسائل الأفقية والرأسية, ولكن اختلف معه في بعض الأفكار, التي جانب الأمير المفكّر, معها الصواب, وهذا رأي كقارئ ومتابع.
صحيح أيّها الأمير الحسن بن طلال, أنّ توليد الأفكار, أسهل من تنفيذها, وتنفيذها هو أمر في غاية الصعوبة, لكنه ليس مستحيلاً, ولكن ليس عبر أدوات النسق الرسمي, رأس النسق الرسمي العربي, الذي يراد خلقه من جديد, بربيع وخريف وشتاء الثورات, لا إعادة إنتاجه وتأهيله, يحتاج الى أدوات شعبوية مقنعة قريبة, من واقع المجتمعات - بيئته, تنطلق من النسق الشعبوي, الذي لا يتساوق مع أدوات النسق الرسمي الحالي المستفيدة, من تحالفاتها المعلنة, وغير المعلنة مع رأس النسق العربي المنتفض ضده, كل في قطره, ليؤسس لعمل شعبوي فوق قطري.
قولك أيّها الأمير الحسن بن طلال, أنّ العالم على الإنترنت, هو عالم افتراضي, قول غير صحيح – من وجهة نظري, وجانبت الصواب في ذلك, انّه عالم حقيقي, يشحن العناصر البشرية التي تعيشه لحظة بلحظة, وتعبث بسكّانه سلباً وإيجابا, تشحنها لدفعها نحو التحرك الأبيض, لجلب الديمقراطية والرخاء, عبر محاربة النسق الرسمي ذاته, وجوهره طبقة كليبتوقراطية – طبقة الفسّاد المتحالفين فيما بينهم.
في النهاية أيّها الأمير الذي أجلّه, هذا الفضاء الإلكتروني الافتراضي- كما سميّته في مقالك الشرق الأوسط والثورة- هو الذي سوف يخلّق, شكل وعقيدة وأدوات, تلك الايدولوجيا المتماسكة المحرّكة, لكل شيء في الساحات السياسية العربية, القوية والضعيفة على حد سواء, وسوف يدفع جل معطيات الواقع الشرق الأوسطي - العربي في نهاية الأمر, الى صناعة الثورات الشعبوية البيضاء والمعمّده بالأحمر, والمصنّعة في مطابخ القوى الشعبوية الشرقية – لا في مطابخ الأجنبي الغربي, لتقصي النسق الرسمي العربي الحالي, وتؤسس لثورات بيضاء – متجددة, ذات مناعات للفيروسات الخارجية والداخلية وبدون ألوان, تقدمها البطيء هذا, يكون مطلوبا أصلاً,ً من قبل النسق الرسمي الجديد الذي تم تخليقه, حيث أساسه نسقاً شعبويّا بولادة طبيعية.
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية