إصبع المجندة ونشوة الساقطات...!

تاريخ النشر: 17 أغسطس 2010 - 07:28 GMT
المجندة الاسرائيلية التي نشرت صور تعذيبها للمعتقلين على فيسبوك
المجندة الاسرائيلية التي نشرت صور تعذيبها للمعتقلين على فيسبوك

حلمي الأسمر*

لغة الأصابع حكايتها طويلة، من قبل كتبنا هنا عن إصبع أوباما الذي يحرك عالما بأكمله، ليس دولة واحدة فحسب، حيث بوسعه بكبسة زر من إصبعه أن يغلق حنفية الإنترنت عن العالم كله فيغرق في ظلام معرفي شامل، آلية عمل إصبع أوباما استدعاه مشهد لأصابع مجندات العدو الصهيوني التي تتحكم بجماهير غفيرة من الفلسطينيين على الحواجز العسكرية في الضفة ، في مشهد مُذل ، يحول الدم في العروق إلى حالة الغليان أين منها حر هذا الصيف اللاهب.

"إشارة الإصبع في الضفة الغربية لها قيمة، فلا أحد يستطيع مخالفتها على الحواجز العسكرية، ونشعر بالنشوة في استخدامها تجاه مئات الفلسطينيين الذين يضطرون إلى المرور عبر الحواجز العسكرية أثناء التنقل بين مدنهم وقراهم" هكذا تتحدث واحدة من بنات الشوارع اليهوديات اللواتي يخدمن في جيش العدو كمجندات احتياط للتسرية عن الجنود وإذلال الشعب الفلسطيني الحر.

إحدى المجندات ظهرت وهي في نشوة ظاهرة على معالم وجهها قائلة في برنامج (مجندات وراء الكواليس): لم أكن اصدق أن حركة إصبع تفعل الأفاعيل برجال أشداء وشباب أقوياء، فهم يستجيبون بسرعة ودقة متناهية خوفا من عقاب يرسلهم إلى العالم الأخر، فحياة الشخص في الضفة الغربية لا تساوي إلا ثمن رصاصة واحدة تنطلق من فوهة بندقية إم 16 ، عندما كنت أشير فقط إلى طوابير يصطف بها المئات من الفلسطينيين كان الجميع يلتزم، وفي بعض الأحيان كنت أصرخ بدون سبب عليهم ولا أحد يحتج على صراخي مع أنه بدون سبب ، وكنت أقول لنفسي لماذا أصرخ، فأنا لا أعرف لماذا، مجندة أخرى من عواهر صهيون ظهرت وهي تقول: في احد الحواجز العسكرية شمال مدينة نابلس ، كنت مسؤولة عن الحاجز بين نابلس وجنين ، وقد قررت احتجاز عشرات الفلسطينيين في ورديتي على الحاجز والتي تستغرق ما بين 8و 10 ساعات ، وتضيف: بالفعل احتجزت ما يقارب الثمانين شخصا تحت لهيب الشمس الحارقة، ولم أعرف لماذا احتجزتهم، والسبب هو أنني أردت ذلك وقد شجعني على ذلك جنود الحاجز الذين كانوا تحت قيادتي، وكنت أنظر إلى الفلسطينيين وهم يتألمون من شدة الحر ، ولا يستطيعون الحراك من مكانهم، وكنت أصرخ عليهم بدون سبب.

عصابة من ساقطات صهيون يحركن بإصبع شوارب وحرائر وعُقل، ويمارسن شذوذهن وعقدهن النفسية، وهن في سوق البشر لا يساوين بصقة، ولكن القوة الغاشمة هي التي تعطي لهذه الأصابع النجسة سلطتها، حيث تدعمها دولة بكامل جبروتها ، فيما تحرك إصبع واحدة دولا وشعوبا وقبائل.

ينصر دين كل من يرمي إسرائيل ولو بحجر ويا مرحبا باليوم الذي تُحرق فيه قلوب مائة أم صهيونية مقابل كل جرح لإصبع طفل فلسطيني ، وحيا الله المقاومة سواء كانت شيعية أو سنية أو حتى مجوسية ، فهي وحدها التي تتقن اللغة التي يفهمها هؤلاء الحثالة المحتلون.

* حلمي الاسمر كاتب أردني.

  • * عن صحيفة "الدستور" الأردنية، تاريخ 5/8/2010