واجه مخاوفك قبل أن تسيطر على حياتك

تاريخ النشر: 27 فبراير 2007 - 07:42 GMT

لعل من الحقائق العالمية الأكثر شيوعا حول معالجة القلق هو تجنب المخاوف التي تزيد من مشاعر القلق. ولفهم هذه النظرية يجب أن تقرأ معنا هذه الحقائق الثلاثة:

 

1. القلق أمر غير محبب.
2. تجنب الحالات والمواقف المثيرة للخوف يوقف الشعور بالقلق.
3. الهروب عندما يشتد القلق يزيد من مشاعر الراحة.

 

إذا فكّرت مليا بشأن هذه الحقائق فستدرك أن عدم مواجهة مخاوفك في بادئ الأمر يعتبر أمرا صائبا، ومعقولا. فمن يرغب في أن يسبب القلق لنفسه عن قصد؟


وهناك أنواع مختلفة من الاضطرابات التي تصيب الناس بالخوف والقلق، فمثلا بالنسبة للأشخاص المصابين (باضطرابات القلق الاجتماعي)، قد تتضمّن مخاوفهم الشعور بالقلق من الكتابة أو الأكل أو الخطابة.  أما بالنسبة للأشخاص المصابين باضطرابات الخوف من الأماكن العامّة أو (الرهاب الاجتماعي)، فقد تتضمّن هذه النشاطات التي تزيد من مشاعر الذعر، الركض والشعور بالحرارة أو الرطوبة أو الشعور بالحرج أو الخطر مثل التنقل في المواصلات العامّ، وقيادة السيارة، والتسوّق، والوقوف في الطوابير أو الجلوس في السينما.

 

أما بالنسبة للأشخاص المصابين (باضطراب القلق العامة)، فقد تتضمّن مخاوفهم (التجنب الرهابي) مثل تجنب مشاهدة الأخبار أو زيارة الأطباء حتى لو لم يشعروا بأي ألم . في حين أن الأشخاص المصابين (بالاضطرابات الاستحواذية الإلزامية)، فقد تشمل تصرفاتهم تكرار الغسيل والتنظيف والتدقيق. أيضا، قد يملك المصاب بهذه الحالة طقوس عقلية (مثل تكرار الأعداد أو العبارات) التي تساعده على التخلص من مشاعر القلق.

 

فكر بشأن ما يحدث عندما تتفادى أو تهرب من الشيء الذي تخافه، هل تشعر بالارتياح وبأن مستويات القلق قد تراجعت ؟

لسوء الحظ، لا يبدو الهروب أو تجنب الحالات المخيفة أمرا منطقيا فقط بل يبدو أنه ناجح جدا من الناحية العملية في تحفيز الشعور بالراحة. فعلى المدى القصير، يمنحنا الهروب وتجنب  المخاوف إحساسا بالسيطرة على القلق. إلا إنّ المشكلة تكمن في المدى البعيد، حيث نضطر إلى قضاء وقت أطول في تنظيم حياتنا لتجنب المخاوف التي تسبب لنا القلق. وهذا يعني انه بدلا من حصر مشاعر الخوف والقلق قمنا بنشرها في كافة أنحاء حياتنا.

 

كيف تنمو المخاوف ومشاعر الرهاب:
يتطور التجنب الرهابي تماما مثل نوبات الغضب عند الأطفال عندما يحاولون الحصول على شيء عندما يخرجون للتسوّق مع أبائهم. فالأسواق المركزية مصمّمة بحيث تحتوي الممرات البعيدة من المدخل على الشوكولا والسكاكر بحيث يكون لدى الأطفال متسع من الوقت للعب والشعور بالجوع والتعب. وعندما تظهر السكاكر فجأة، يبدأ الطفل في نوبة الغضب. بحيث يصاب والداه بالإحباط، ويزودانه بالحلويات أو السكاكر التي يريدها لإيقاف الضوضاء والإحراج. المشكلة هي أن الآباء عن غير وعي، يقومون بنفس الخطأ في المرة التالية لزيارتهم للمتجر المركزي.

 

فالتجنب أو الهروب من المخاوف يشبه تماما إعطاء الشوكولا للطفل لإيقاف نوبة الغضب المؤقتة. لذا ففي كلّ مرّة تدخل فيها حالة من القلق ستهرب قبل أن تحل مشكلة قلقك، ومن المحتمل أن هذا لن يتوقف بل ستصاب بهذه الحالة مرات عديدة في المستقبل.