هوس النحافة يثير مخاوف صحية !!

تاريخ النشر: 26 سبتمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

كشفت دراسة أجريت مؤخرا أن نصف الطلبة في مدارس هونج كونج يعتقدون أن من الممكن لهم أن يكونوا في حال أفضل لو أنهم قللوا من وزنهم وهو ما أثار مخاوف صحية بشأن صحة أطفال المدارس. 

 

وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست إن ثلث هؤلاء الطلبة وفقا للدراسة التي أجرتها مؤسسة طب الاطفال في هونج كونج واتحاد أندية البنين والبنات توقفوا أيضا عن تناول الوجبات السريعة. 

 

ونسبت الصحيفة إلى شان شوك وان رئيس مؤسسة طب الاطفال قوله، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إن أطباء الاطفال قد رأوا بعض هؤلاء الاطفال يعمدون إلى تجويع أنفسهم وإنفاق نقودهم على شراء أقراص التخسيس. 

 

وقال 35 في المائة فقط من الاطفال إنهم يمارسون الرياضة بشكل منتظم في حين قال 37 في المائة إنهم يريدون أن يصلوا إلى مستوى النحافة الذي وصل إليه عدد من عارضات الازياء ونجوم السينما. 

 

ووصف الدكتور شان نتائج الدراسة بأنها تبعث على القلق ومن ثم فإنه يعتزم تقديم هذه النتائج إلى إدارات الصحة والتعليم الحكومية للمساعدة في تنفيذ سياسات تهدف إلى إيضاح المفاهيم والتصورات الخاطئة لدى الاطفال عن الحاجة إلى النحافة التي باتوا مهووسين بها. 

 

وعلى صعيد آخر، يقول الباحثون من جامعة مونستر الألمانية انهم توصلوا إلى أن النزوع العصابي Anorexia Nervosa نحو النحافة يقلل الوزن كما يقلل القدرات الإدراكية للمصابين ويؤثر في حجم نسيج الخلايا العصبية في القشرة الدماغية، وتثبت الصور المأخوذة لأدمغة المصابين بواسطة أجهزة الرنين المغناطيسي، بعد 6 اشهر من العلاج الناجح، أن المصابين استعادوا أوزانهم الاعتيادية، لكنهم لم يستعيدوا ما فقدته أدمغتهم.  

 

وذكرت الدكتورة باتريسيا اورمان، من عيادة الأمراض النفسية والعقلية في مونستر، أن المصابين بالقهم العصابي يحتفظون بمداركهم في المراحل الأولى إلا أن قابليتهم العقلية والإدراكية تبدأ بالانخفاض حالما يصل مؤشر الجسم ـ الكتلة عندهم إلى 17.5 فما اقل. كما تنخفض ردود الفعل العصبية عند المصابات بالقهم بشكل واضح مع ازدياد نحافتهن وتنخفض معها قدراتهن على التعلم ومستواهن الدراسي.  

 

أجرى فريق العمل الذي يتضمن باحثين نفسيين وخبراء في الاشعة، التجربة على 12 فتاة معدل أعمارهن 22 سنة، يعانين من القهم العصابي ومن معدل مؤشر جسم ـ كتلة يبلغ 14.9، وكانت نتائج اختبارهن في مختلف اختبارات الذكاء والذاكرة والتركيز اقل في كافة الأحوال من المعدل الطبيعي بين بقية النساء. وكانت نسبة مادة N- Acetylasparat، وهي مادة ناجمة عن الاستقلاب تدل على ترابط ونشاط الخلايا العصبية، اقل من المعتاد في مناطق الدماغ الخاصة بالذكاء والإدراك والذاكرة، كما كانت نسبة غلوتامين وغلوتامات منخفضة في المناطق الأمامية من القشرة الدماغية.  

 

ويعرف الطب القهم العصابي على انه اضطراب في "المخطط الجسدي"، وتصيب الحالة النساء اكثر من الرجال في الأغلب، حيث تشكل المعانيات نسبة %95 من المصابات. وتنشأ الحالة من السعي المحموم وراء الرشاقة المثالية المترابطة مع حالة خوف شديد من البدانة.  

 

ومن جانب آخر، فإن مراعاة ما تأكلين كما ونوعا أمر ضروري بالتأكيد للحفاظ على رشاقتك خاصة في سنوات المراهقة الأولى التي يبدأ فيها جسمك يتشكل ليأخذ وضعه النهائي‏..‏ لكن معظم الفتيات للأسف تتحول لديهن الرشاقة إلى نوع من الهوس أو الهاجس الذي يسيطر على تفكيرهن ليل نهار بحيث يجعلهن عرضة لسوء التغذية بمختلف أشكاله‏.‏  

 

وفي دراسة أجراها خبير التغذية راندال فلانري‏، الأستاذ المساعد في جامعة سانت لويس الأميركية توصل إلى أن فقدان الشهية العصبي‏(‏ أي الخوف غير المنطقي‏)‏ من السمنة‏، والشره‏(‏ وهي الحالة التي تجد فيها نفسك تلتهمين كميات كبيرة من الطعام ثم تتقيئينها‏)، إلى جانب ممارسة تمارين بدنية مرهقة‏، وإدمان الآدمية والأقراص الملينة والمسهلة تشكل سمات أو حالات مشتركة عند نسبة كبيرة بين المراهقات الأميركيات اللاتي يسعين إلى جمال إعلامي..‏ أي ذاك الجمال الكاذب الذي تسوقه لهن وسائل الإعلام المختلفة من صحف وتليفزيون ومجلات والتي تطرح المرأة المفرطة في النحافة باعتبارها نموذج المرأة العصرية الجميلة من خلال ممثلات هزيلات وعارضات نحيلات شاحبات‏..‏ أشبه بهياكل عظمية‏.‏  

 

ويحذر فلاتري في دراسة بقوله‏:‏ إن اضطرابات الطعام المختلفة تعبث بالجسم والعقل معا حيث تلحق ضررا بالغا بكل شيء بدءا من الأظفار والأسنان وانتهاء بالعظام‏، وقد تؤدي التغذية السيئة في الكثير من الأحيان إلى الموت‏.  

 

والجدير ذكره ، أن نسبة من النساء تصاب بما يعرف بظاهرة الشراهة العصبية للطعام، وبعد تناول كميات كبيرة منه، يحاولن التخلص من السعرات الحرارية الزائدة عن طريق القيء وعقاقير تليين المعدة وإدرار البول للمحافظة على شكل ووزن أجسامهن.  

 

وتصنف الحالة على أنها مرض يحتاج إلى تدخل علاجي عند الإفراط في تناول تلك العقاقير، وإصابة المرأة أو الفتاة بالنحول وفقدان الشهية، كما أن الآثار التي تتركها هذه الأدوية تصل إلى حد الإصابة بهبوط القلب، وعند ذلك لا بدّ من تدخل الطبيب النفسي واختصاصي التغذية في آن واحد.  

 

ويعود السبب في ذلك أنه ومنذ عقود بدأت الشبهات تحوم حول البدانة ومع تزايد الاتهامات الطبية وضعت البدانة في قفص الاتهام وسيطرت أحلام النحافة على العقول وباتت البدانة كذلك مرادفا لأمراض عديدة تصيب الآنيان سواء في المجتمعات الشرقية أو الغربية، ولم تعد البدانة قضية تشغل النساء وحدهن بل باتت تشغل الرجال أيضا وأصبحت أيضا تصيب الأجيال بشكل متزايد.  

 

والكثير من الإحصائيات أكدت أن أكثر من نصف النساء وثلثي الرجال في بريطانيا يعانون من زيادة الوزن، بينما يعاني منه أكثر من ربع البالغين في الولايات المتحدة. وقد كشفت دراسة جينية حديثة عن أن مشكلة البدانة المفرطة لم تعد قاصرة على الدول الغربية ذات الأنماط المعيشية المرفهة فقط بل تعدتها إلى الدول الشرقية مثل روسيا والصين اللتين تفشت فيهما هذه الظاهرة بمعدلات تدعو للقلق، فعلى سبيل المثال تذكر الدراسة أن معدلات البدانة بين الأطفال في روسيا وصلت إلى 16% والى 13% في بريطانيا و16% في تايلاند وفي كل من البرازيل ومصر إلى 14%، وهذه النسبة الأخيرة تكاد تكون عامة على مستوى الدول العربية، وتؤكد الدراسة أن الإفراط في تناول الطعام والوجبات الغنية بالدهون هو السبب الرئيسي على مستوى العالم._(البوابة)