هل يغفر الله ممارس العادة: عليك معرفة الصواب

تاريخ النشر: 31 يناير 2024 - 09:55 GMT
هل يغفر الله ممارس العادة
هل يغفر الله ممارس العادة

يتجه العديد من الرجال والنساء إلى ممارسة العادة السرية عندما تغلبهم شهواتهم، ولكن سرعان ما يندمون ويتساءلون هل يغفر الله ممارس العادة حتى وإن كان مدمنها؟ خاصة وأنهم يدركون أن هذا الفعل يتنافى مع معايير الشريعة الإسلامية وأحكامها، وترفضه الأنفس السوية التي لا تندفع وراء غرائزها وشهواتها وتتمسك بتعاليم دينها، ولهذا سنحدثكم حول هذه الأحكام باستفاضة من خلال مقالنا اليوم، لذا تابع قراءة المقال.

هل يغفر الله ممارس العادة

يوجد الكثير من الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية كوسيلة لإثارة وتخفيف التوتر الجنسي لديهم، خاصة وإن كانوا غير متزوجين، فهذه العادة ليست مقتصره على فئة عمرية معينة، بل يمارسها الصغار والكبار، المتزوجون وغير المتزوجون، رجالًا منهم ونساءً.

بالإضافة إلى ذلك يُعاني بعض الأشخاص منها حد الإدمان ولا يمكنهم السيطرة على أنفسهم للتوقف عن ممارستها، لذلك يفعلونها كل يوم تقريبًا، فضلاً عن تأثيرها السلبي على كل جانب من جوانب حياتهم، ذلك الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالذنب بسبب ارتكابهم هذا الأمر المحظور شرعًا.

ولذلك تجد أكثرهم يتطرقون إلى معرفة هل يغفر الله ممارس العادة خاصة بعد تركها والعودة إليها أكثر من مرة، وذلك من خلال أقوال العلماء والشيوخ سواء على القنوات التليفزيونية أو على مواقع الإنترنت أو من خلال دار الإفتاء.

وللإجابة على سؤال هل يغفر الله ممارس العادة:

اتفق جمهور الفقهاء على أن العادة السرية خطيئة كغيرها من الخطايا، وأن الله يغفرها جميعاً إلا خطيئة الشرك به، واستدلوا على رأيهم بقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الزمر:

«قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».

هل يغفر الله ممارسة العادة في رمضان

يُعرف شهر رمضان الكريم بأنه شهر فعل الفضائل وتجنب الرذائل، ولكن يوجد فئة من الأشخاص لا يستطيعون الامتناع عن ممارسة العادة السرية لرغبتهم الشديدة إليها، حتى وإن كان فعلها في نهار رمضان، وعلى هذا اتفق جمهور الفقهاء على وجوب التوبة والاستغفار عن هذا الفعل، واتفقوا أيضًا على أنه إذا كسِرَ المرء صيامه بالعادة وجب عليه قضاء اليوم، لأن بممارسته لها نهار رمضان بَطُل صيامه.

وأما بالنسبة لمغفرة الله عز وجل لمن ارتكب هذا الإثم في نهار رمضان، فإن الله سبحانه وتعالى يقبل توبة عبده ويفرح بها ويمحي له بها كل ذنوبه مهما بلغت ولا يتركه للشيطان يتأرجح به بين خيباته وآثامه، لذا يجب على العبد أن يتب ولا يتساءل هل يغفر الله لمن كان يمارس العادة أم لا؟ لأن الله سيغفرها.

هل يغفر الله ممارس العادة للبنات

يتساءل الكثير من الفتيات هل يغفر الله ممارس العادة منهن؟ والإجابة هي نعم، يغفر الله الذنوب جميعها حتى وإن تم فعلها مرارًا وتكرارًا، لذا يجب ألا ييأسن وأن يجاهدن أنفسهن ويستغفرون طوال الليل والنهار ولا يتركن أنفسهن لإغواء الشيطان ووسوسته إليهن بعدم قبول توبتهن، وأن يقطعن دابر هذه العادة بالزواج لعفتهن، فإن كن متزوجات فليعفن أنفسهن مع أزواجهن ولا يفعلن ما يغضب الله منهن.

والدليل على ذلك ما رواه أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخضري أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال: " قال إبليس: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني".

وبناءً على ما سبق توضيحه في الإجابة على سؤال هل يغفر الله ممارس العادة؟ والتي تتماثل إجابته مع إجابة سؤال هل يقبل الله توبة ناكح اليد؟ وغيرهم من الأسئلة المشابهة، والتي نستنتج منها أن الله يحب عبده ويريد أن يغفر له إذا لجأ إليه وتاب عن ذنبه، كما أنه يفرح بتوبته ورده إليه، أي أن الله يغفر هذا الذنب جميعه.

كيف تُكفر عن ذنب العادة السرية

العادة السرية ذنب مثلها مثل باقي الذنوب، وعلى هذا يكون التكفير عنها من خلال التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله فقط، إلا في حال حدوثها في نهار رمضان، حينها يكون التكفير عنها من خلال التوبة والاستغفار والقضاء والكفارة والإقلاع عنها نهائيًا؛ فلعلك تتساءل أيضًا بعد كل هذا كيف تترك العادة السرية وأنت مدمنها، وكيف ترجع إلى الله إذا عُدت إليها مرٍة أخرى، سنخبرك بأن الله سيقبل توبتك في كل مرة ترجع فيها إليه حتى آلاف المرات فلا تيأس من رحمة الله.

كيف أتخلص من ممارسة العادة

كيف أتخلص من ممارسة العادة

كي تترك هذا الفعل المُشين وتتغلب عليه يجب أن تتوب بصدق، وترجع إلى الله وتعِدَه بألا تعود لهذا الفعل مرةٍ أخرى، كل ذلك بالإضافة إلى ما يلي:

  • تتبع أوامر الله وتجتنب نواهيه، وتنفذ وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال في الحديث: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء". فالرسول هنا أمر الشباب التي لا تستطيع الزواج أن تصوم وتصبر وتحتسب وأجرها على الله.
  • يجب عليك أن تغض بصرك عن كل ما يحرم الله رؤيته والنظر إليه حتى لا تقع في بقية المحرمات.
  • أن تشغل جميع وقتك في أشياء مفيدة، وآلا تترك وقت فراغ يسهل عليك ارتكاب المحرمات، من خلال تكريس وقتك للعبادات والهوايات المفيدة.
  • التزم بالصلاة في أوقاتها وقراءة الأذكار باستمرار ولا تنسى قول دعاء التوبة من العادة.
  • كُن على قناعة بأن فعل هذه العادة يعود عليك بأضرار نفسية وجسدية ونقصانًا في إيمانك بدينك.

متى تكون العادة حلال

يفاجئ الكثير من الأشخاص عندما يعرفون أن هناك نوعًا من أنواع العادة مباح شرعًا ولا يأثم فاعله، وهو عندما تتم هذه العادة بين الأزواج أثناء الجماع، حيث أجمع جمهور الفقهاء على إباحة هذا النوع واستدلوا بقول الله تعالى:« وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين».

كما استدلوا أيضًا بالحديث الشريف الذي ورد عن النبي صلّ الله عليه وسلّم حينما قال: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ".

وعلى كُلٍ هناك قاعدة شرعية تنص على أن" الضرورات تُبيح المحظورات" وهذا ما نهج نهجه بعض العلماء الذين أجازوا ممارسة العادة السرية في حال الضرورة إليها، ولكن بشرط تحقق 3 شروط وهم:

1. أن يكون المرء متزوجًا.

2. أن يفعلها خشية الوقوع في الزنا.

3. فعلها لمجرد التخلص من الشهوة وليس للاستمتاع والشعور باللذة.

أسئلة شائعة

كيف تغفر ذنب العادة السرية؟

يُغفر ذنب العادة بالإقلاع عنها وتركها على الفور دون خلق أعذار للاستمرار فيها أو نية للرجوع إليها، والتضرع إلى الله بكثرة الدعاء والاستغفار، فإذا فُعلت هذه الأمور كاملة تمت التوبة وغُفر الذنب ولم يتبقى منه شيء إن شاء الله.

إلى هنا وصلنا لختام موضوعنا اليوم الذي يرأسه عنوان هل يغفر الله ممارس العادة، والذي تحدثنا فيه عن عدة مواضيع أخرى والتي من بينها هل يغفر الله لمن كان يمارس العادة باستمرار، وهل يقبل الله توبة ناكح اليد، آملين من ذلك إرضاءكم ومنحكم كافة المعلومات التي تحتاجون معرفتها.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن