إن إجراء اختبار الحمل في المنزل تجربة تسعى كل امرأة لخوضها، فهي تُمثل لكِ مصدر حماس وبهجة، خاصةً إن كنتِ متزوجة حديثًا وترغبين في الحمل، لكن هناك العديد من الأسباب التي تدفعك للتساؤل هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل موعد الدورة؟ إليكِ الإجابة الوافية فيما يلي.
هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل موعد الدورة؟
أشارت الأبحاث الأمريكية التي أُجريت على بعض النساء اللواتي خُضنّ تجربة اختبار الحمل المنزلي إلى أن نتائجه دقيقة بنسبة 97% في حال تم إجراؤه بشكل صحيح، علمًا بأنه يُمكنه الكشف عن وجود الحمل قبل خمس أيام من موعد الدورة الشهرية.
لكن جاءت الإجابة الوافية على سؤال هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل معاد الدورة عندما أوضحت الأبحاث أن مدى دقة نتائج الاختبار تزداد إذا تم إجراؤه بعد تأخر موعد الدورة الشهرية حتى ولو ليومٍ واحد.
أي أن الاختبارات المنزلية قد تخطئ أحيانًا، فتُظهر نتيجة سلبية بينما هناك حمل حادث بالفعل، لا سيما أن حساسية اختبارات الحمل في البول تختلف وفقًا للنوعية، حيث يحدث تخصيب للبويضة في جدار الرحم خلال أيام التبويض، وبعدها يبدأ الجسم بإفراز هرمونات الحمل، والتي تزداد نسبتها بمرور الوقت.
مما يعني أن هناك أكثر من سبب قد يؤدي لحدوث خطأ في النتيجة، وهو أن تكون شرائط الحمل غير حساسة، أو أن نسبة هرمون الحمل في البول ما زالت غير كافية للكشف عنها، لذلك ينصح الأطباء بالانتظار حتى موعد الدورة الشهرية وتأخرها في حال الحصول على نتائج سلبية، ثم إعادة الاختبار مرة أخرى للتأكد.
أعراض تكشف لكِ عن حدوث الحمل قبل الدورة
يُمكن أن تظهر عليكِ أعراض الحمل قبل الدورة بشكل ملحوظ، والتي تحدث نتيجة زرع البويضة داخل الرحم، وإذا قُمتِ بإجراء الاختبار ووجدتِ نتيجة سلبية تبدئي في التساؤل، هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل موعد الدورة الشهرية؟ من تلك الأعراض:
- اضطرابات حاسة الشم والتذوق.
- كثرة عدد مرات التبول عن المعدل المألوف.
- الشعور بالغثيان، ويصاحبه القيء فور الاستيقاظ.
- النفور من بعض الروائح أو الأطعمة التي لم تكُن تسبب هذه المشكلة من قبل.
- حدوث تغيرات في منطقة الثدي، مثل بروز الحلمة واسمرار لونها أو لون المنطقة المُحيطة بها تدريجيًا.
كيف التأكد من نتيجة اختبار الحمل المنزلي؟
رُغم تعدد الوسائل التي أصبحت متاحة في هذا عصرنا الحالي للكشف عن الحمل، وطرق الطب القديم التي شاعت منذ زمن طويل، إلا أن التأكد من وجود الحمل لا بُد أن يتم عبر الطرق الطبية الحديثة التي توضح صحة النتائج.
لذا بعد إجراء اختبار الحمل المنزلي وظهور النتيجة الإيجابية عليكِ تحديد موعد لزيارة الطبيب المختص، وإخباره بكافة التفاصيل إن كنتِ تعانين من مرض مزمن، أو تعرضتِ من قبل للإجهاض، حيث يقدم وقت الزيارة في هذه الحالة، وإن سارت الأمور على ما يرام يطلب منكِ بضع خطوات تؤكد نتيجة اختبار الحمل، والتي تتمثل فيما يلي:
- فحص الدم النوعي: يتم من خلال أخذ عينة من الدم وفحصها، وهو ما يكشف عن وجود هرمون الحمل من عدمه فقط دون توضيح مستوياته.
- اختبار الدم الكمي: يُعرف باسم اختبار موجهة الغدد التناسلية المشيمية من النوع بيتا، ويتميز بقدرته على توضيح مستويات هرمون الحمل في الدم.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية: هي الطريقة الأكثر دقة على الإطلاق، خاصةً إن تمت عبر المهبل، فهي الأكثر دقة في شهور الحمل الأولى مقارنةً بما تتم عبر البطن.
أخطاء عليكِ تجنبها عند إجراء اختبار الحمل المنزلي
جزء كبير من إجابة السؤال هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل الدورة الشهرية يعتمد على الطريقة التي تُجري بها الاختبار، وهو ما أوضحته الكاتبة لورين بارث عندما صرّحت عن الأخطاء الشائعة التي ترتكبها النساء أثناء إجراء اختبار الحمل المنزلي، وهي:
1- استخدام النوع الخاطئ من اختبارات الحمل
في حال كانت تجربة الحمل الأولى بالنسبة لكِ فإن الشعور بالتشتت والتردد بشأن اختيار أحد أنواع اختبارات الحمل سوف يُصيبك بالتأكيد، لذا عليكِ العلم بمميزات وعيوب كل نوع ما بين اختبارات الصبغة الزرقاء، والصبغة الوردية، والاختبارات الرقمية.
- يقل احتمال ظهور خط التبخر في اختبارات الصبغة الزرقاء، وحدث كثيرًا أن يمنح نتيجة إيجابية بينما لا يوجد حمل في الواقع.
- الاختبارات الرقمية هي الأعلى من حيث التكلفة، والتي تعرض عبارة "حامل" أو "ليست حامل"، لكنها أقل حساسية تجاه هرمون الغدد التناسلية المشيمية.
- اختبارات الصبغة الوردية هي الحل الأنسب، إذ تتفاعل مع البول كيميائيًا وتكشف عن النتيجة الإيجابية بظهور خطين، والسلبية بظهور خط واحد.
2- استخدام اختبار حمل منتهي الصلاحية
تُباع بعض أنواع اختبارات الحمل بشكل ثنائي في عبوة واحدة، في حال اشتريت أحد تلك الأنواع واستخدمتِ اختبار واحد ثم خزنتِ الثاني عليكِ المعرفة أن لكل اختبار مدة صلاحية محدودة بعد إخراجها من خزانة الأدوية، وأن استخدام اختبار منتهي الصلاحية يحمل الاحتمال الأكبر لإظهار النتائج الكاذبة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
3- الاستعجال في قراءة نتيجة الاختبار
قبل أن تتساءلين هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل موعد الدورة أم لا عليكِ الالتزام بكافة التعليمات التي تُدرج على عبوة الاختبار، وهو ما يسهى عنه كثير من النساء، حيث يعتقدنّ أن كافة اختبارات الحمل تستخدم بنفس الطريقة، بينما توجد بعض الاختلافات بين كل نوع والآخر.
من أبرز تلك الاختلافات المدة التي يجب عليكِ انتظار مرورها قبل قراءة النتائج للحصول على نتيجة دقيقة، ورُغم أن النتيجة تظهر خلال دقائق في الوضع المعتاد، إلا أن هناك حالات تستغرق أكثر من ساعة لإظهار النتيجة الصحيحة.
حيث يتطلب الكشف عن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية وقتًا، ثم يتم التفاعل الكيميائي بين البول وهرمون الحمل في حال كان الاختبار يتطلب ذلك، وبناءً على النتائج يظهر خط التبخر.
4- الانتظار المفرط لقراءة نتيجة الاختبار
أثبتت العديد من تجارب اختبارات الحمل المنزلية أن هناك احتمال لظهور خط التبخر بعد مرور مدة طويلة على وقت الاطلاع على النتيجة، مع عدم وجود الحمل في الواقع، وهو ما يُثبت ضرورة الالتزام بتعليمات الاختبار التي توضح الإطار الزمني الموصي به لقراءة النتائج.
5- إجراء الاختبار في وقت خاطئ
غالبًا ما يُجيب الأطباء المتخصصين بنعم عل سؤالك "هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل موعد الدورة" لكن يقولون إنه كلما انتظرتِ فترة أطول زادت دقة نتائج الاختبار، خاصةً إن كنتِ حامل بالفعل، مع مراعاة إجراء الاختبار في الصباح الباكر؛ نظرًا لأن تركيز نسبة هرمون الحمل أثناء فترات الحمل الأولى يكون أعلى في قطرات البول الأولى في الصباح، قبل تناول أي أطعمة أو مشروبات.
6- إجراء الاختبار مع تناول أدوية الخصوبة
قبل أن تجري اختبار الحمل المنزلي عليكِ العلم بشأن تأثير أدوية الخصوبة على النتائج، حيث يوجد العديد من الأدوية التي تسبب إظهار نتائج الحمل الإيجابية الكاذبة؛ نظرًا لاحتوائها على هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، والذي يتفاعل كيميائيًا مع اختبار الحمل.
7- إعادة استخدام اختبار الحمل
تقع بعض النساء في خطأ استخدام اختبار الحمل أكثر من مرة، مع العلم أن سقوط الاختبار في الماء أو أي سائل آخر يُفسد فعاليته في إحداث تفاعل كيميائي آخر مع البول، لذا سواء قُمتِ باستخدامه وأظهر لك النتيجة الإيجابية أو السلبية، أو سقط منكِ دون قصد في أي سائل عليكِ التخلص منه واستخدام آخر غيره للحصول على نتائج دقيقة.
8- إجراء الاختبار بعد الإجهاض
إن تعرضتِ للإجهاض في وقت سابق وأردتِ الحمل مرة أخرى بعدها بعِدة أسابيع أو شهور قليلة عليكِ المعرفة أنك مُعرضة للحصول على نتائج غير دقيقة عند إجراء اختبار الحمل المنزلي، إذ يُعد الإجهاض سببًا للحصول على نتائج إيجابية كاذبة؛ نظرًا لإمكانية بقاء هرمون الحمل في الجسم لأسابيع أو شهور في حال وجود خلايا مشيمة قابلة للنمو داخل الرحم.
كما أن الحمل خارج الرحم يُعد سببًا للحصول على نتيجة حمل خاطئة، وبإمكانك المعرفة ما إذا كنتِ تمرين بهذه الحالة إن ظهرت عليكِ بعض الأعراض مثل تشنجات البطن الحادة، والشعور بالدوار دون مبرر، والنزيف في بعض الحالات، في هذا الوقت عليكِ استشارة الطبيب المختص فورًا، حيث يُشكل الحمل خارج الرحم خطرًا على حياتك.
9- إجراء الاختبار قبل علاج الإصابة بمرض
قد تحصلين على نتائج الحمل الإيجابية الكاذبة في حال كنتِ تعانين من أحد الأمراض التي تُزيد من مستويات هرمون الحمل في الجسم، وهي:
- أمراض الكلى.
- تكيسات المبيض.
- اضطرابات الغدة النخامية.
- التهابات المسالك البولية.
- سرطان المبيض، وأنواع أخرى.
10- إجراء الاختبار فور تأخر الدورة الشهرية
إن إجراء اختبار الحمل المنزلي قبل ميعاد الدورة أو فور تأخرها مباشرةً هو أبرز الأخطاء الشائعة التي تُسبب النتائج السلبية الخاطئة، إذ تكون نسبة هرمون الحمل غير كافية لملاحظتها في البداية، وهو الهرمون الذي يسبب تعزيز إنتاج هرمونيّ الاستروجين والبروجستيرون، مسببًا النتائج الإيجابية الخاطئة أيضًا في بعض الحالات، لذا عليك العلم أن التسرع في إجراء الاختبار لن يمنحك ما تتمنيه، فقط انتظري مرور أيام دورتك الشهرية كاملةً ثم ابدئي في إجراء الاختبار.
اختيار الوقت المناسب لإجراء اختبار الحمل المنزلي عامل مساعد بشكل كبير للحصول على أدق النتائج، لذا من الضروري أن تعرفي هل يخطئ اختبار الحمل المنزلي قبل موعد الدورة أم لا.
