أفضل علاج لفاقدي الشهية ومرضى الشره ، إذا كانوا مولعين بالحمية ، هو الدواء المستعمل عادة لعلاج المدمنين . قام عالم من ديترويت بتجارب على النالتروكسين (نوع من ألأفيون) ، وهو الدواء المستعمل للتخلص من الإدمان على الهروين ، أجراها على 19 إمرأة يعانين من فقدان الشهية أو الشـره ، تلقين أيضا علاجا نفسانيا . جميعهن باستثناء واحدة استجبن للعلاج .
هذا العلاج ، الذي اشتمل على الدواء والمعالجة النفسية ، والذي دام ستة أسابيع ، قلّل الانغماس في الأكل والإسهال، وخفف رغبة الشرهين في الأكل . أما المصابون بفقدان الشهية فقد استقر وزنهم .
تعتقد الدكتورة ميري آن مرزّي أن المصابين بفقدان الشهية والمصابين بالشره عندهم استعداد بيولوجي لدورة إدمان تسببها الحمية المتكررة . عندما يجوّع الشخص نفسه ، يفرز الدماغ عنصر الأوبيود الذي يسبب النشوة ويدفع الشخص إلى الأكل لسد رمق الجوع .
كما أن هذا العنصر قد يجعل الشخص يتكيف مع الجوع إذ أنه يخفّض وظيفة الجسم إلى أدنى مستوى كيّ يستطيع الجسم الاحتفاظ بالطاقة إلى أن يزول الجوع .
تقول الدكتورة مرزي إن المصابين بالشره تتأصل فيهم رغبة الأكل (الإدمان) التي يسببها الأوبيود ، فيما يتكيف فاقدو الشهية مع الجوع الذي يسببه الأوبيود .
بما أن النالتركسون يبطل مفعول الأوبيود لأنه يحول دون وصوله إلى الدماغ ، إذن فالدواء يوقف دورة الإدمان .
الدواء يخفف الجوع ،أو الأكل والإسهال ، لدرجة يستطيع معها الأخصائي اقناع المرأة بأن لا تتبع أي حمية . عند انهاء الحمية ، يتوقف تدفق الأوبيود فيسترخي الدماغ ويتلقى معلومات جديدة .
الدكتورة مروي تشعر مع الأشخاص الذين يحاولون التخلص من عادة الحمية . يستطيع مدمنو الهيروين الامتناع كلية عن استعماله ، أما الأشخاص المصابون باضطرابات الأكل فلا يستطيعون الانقطاع عن الطعام فجأة .
الشفاء من فقدان الشهية
تعتبر بعض النساء فقدان الشهية وضعا يدوم إلى الأبد .
بينت دراسة دامت 12 عاما أجريت على 84 إمرأة من المصابات بفقدان الشهية أن نسبة الشفاء كانت إما 54 % أو 41 % . وقد كانت نسبة الوفيات 11 % .
يدل وجود نسبتين للشفاء على وجود خلاف متواصل حول دقة تعريف الشفاء . بعض الدراسات تقول أنه يحدث عند ما تبدأ النساء العادة الشهرية ويستعدن وزنهن الطبيعي . هذه الطريقة تعطي نسبة شفاء 54 % . أما الطريقة التي تعطي نسبة 41 % فتشمل استعادة الصحة النفسية والاجتماعية .
تقول كاثرين هالمي ، الطبيبة في المركز الطبي في كرنيل بنيويورك : إن الشفاء يعني أيضا التوقف عن التعبير عن الخوف من أن يصبح الشخص سمينا وعن فرط انشغال البال بالوزن ، والأكل بصورة طبيعية .
الأشخاص الذين أصيبوا بفقدان الشهية قبل بلوغ الثانية عشرة أو بعد بلوغ الثامنة عشرة يكون احتمال شفائهم أقل من غيرهم . وكذلك الحال بانسبة للمصابين بالشره الذين ينغمسون في الأكل وينظفون معدهم .
إذا كان هناك ما يبشر بنتائج حسنة بالنسبة للمصابين بفقدان الشهية فهو تلقيهم العناية الجيدة في وقت مبكر . العلاج النفسي الفردي و/ أو العلاج من قبل العائلة أمر حيوي . لا تسمح لفقدان الشهية أن يطول .