يذكر في كتاب الأبوة المثالية (الخيالي بالطبع) ، أن الآباء المثاليون لا يقومون برشوة أطفالهم. على العكس، في ذلك العالم الخيالي، يقوم الاطفال بمهامهم دون الحاجة لأي محفزات، مفاجأت، كلمات تشجيع أو حتى رشاوي، ويمتنع الآباء عن تقديم المكافأة والوعود إذا ما أنجز الطفل واجباته أو التزم بالهدوء في عيادة طبيب الاسنان. ولكن بما أن هذا كله خيالي فتعالي لعالم الواقع المرير.
أشكر الله أنني لا أعيش هذا الكابوس، فقد ولت أيام المكافأة والرشاوي الباهظة إلى غير رجعة. لأنني اكتشفت أن الرشوة أو المكافأة كما يحب أن يسميها البعض هي أسوء سلوك يمكن أن يتعلمه الطفل.
الحوافز، بصيغة جديدة:
ما هي الرشوة، في الحقيقية هي المسمى الاسوء لكلمة "محفزات". في الحقيقة يمكنك الغاء هاتان العبارتان واستبدالهما بعبارة "النتائج المتوقعة والطبيعية لفعل ما".
في سيناريو الطعام على سبيل المثال، الذي نعاني منه كلنا مع الأطفال، إذا كنت معتادة على قول، "إذا أكلت الخضار، ستحصل على الحلوى"، فأنت تضعين قرار الطفل أمام قرارك، فهو القادر على تنفيذ شروطه وغالبا ما ينتهب الامر بعدم تناولها للطعام وحصوله على الحلوى رغما عنك. وهذا دليل واضح على فشل سياسة الحافز أو الرشوة، ولكن ماذا لو قلت للطفل بصوت واضح وصارم، "إذا لم تأكل طعامك (الصحّي، والشهي واللذيذ الذ قمت بصنعه لك)، فلن تحصل على المكافأة التي كنت أفكر في اعطائها لك!"؛ وهذا يعتبر نتيجة متوقعة وطبيعية لفعل ما. والأروع من ذلك هو أنك المسيطرة في الموقف. ولكن ماذا لو قمت بصياغة العبارة لتصبح قانونا عاما وامر رسمي عند كل وجبة: "إذا لم تأكل وجبتك، فلن تحصل على الحلوى". الأمر هو نفسه ولكن في هذه الصيغة يبدو أكثر صراما وأقل استعطافا. هذا المثال بسيط وهناك العديد من الأمثلة المشابهه في حياتنا.
الحفاظ على الايجابية:
اعتقد بأن الحوافز / الرشاوي ستعمل بشكل أفضل أيضا لو كانت إيجابية للجميع – أو على الاقل تضمن حصول جميع الاطراف على ما يريدونه. النتائج السلبية مثل العقوبة، يجب أن تحتل مكانة في التربية السلوكية، ولكن عندما تفرط في استعمالها فلن تنجح معك. لقد حصلت على نتائج جيدة مع الحوافز الايجابية، ولكنني حصلت على نتائج أفضل عندما كانت الحوافز أمور غير مادية، مثل قضلء بعض وقت المرح مع الطفل.
لذا هل يجب أن تستعمل هذا الاسلوب؟
شخصياً، أعتقد بأن استعمال الحوافز أَو الرشاوى (كما ترغب في تسميتها) إذا اقترن بالتواصل والمحاولة للوصول على تسوية متوازنة فهو أمر جيد وإيجابي. ولكن إذا اضطررت للجوء إلى اسلوب الرشوة لبلوغ أهداف طفلك فقط فأنت في ورطة لأن الطفل سيعتاد اسلوب الرشوة ولن تنجح اساليبك الأخرى معه كثيرا.