ما حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته حسب رأي الفقهاء

تاريخ النشر: 29 يناير 2023 - 11:35 GMT
ماحكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته حسب رأي الفقهاء
ماحكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته حسب رأي الفقهاء

تعد العادة السرية من أكثر الأمور المنتشرة بين الشباب بشكل فظيع ومن المشهور حرمتها، ولكن ما حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته؟ والذي قد يحير البعض أو يخافون إذا كان ذلك يغضب الله أم لا، وفي هذا المقال سنوضح إجابة هذا السؤال، وحكم فعل العادة السرية، وكيف يمكن التخلص منها.

العادة السرية

العادة السرية تعد نوعاً من الاستثارة الجنسية يتعرض الشخص لها حين يداعب أعضائه التناسلية وتستمر ملامسة أعضائه التناسلية باليدين سواء كان رجلاً أو امرأة حتى ينزل المني ويتم شعوره بالشهوة الجنسية.

أضرار العادة السرية

نهى شرعنا عن ممارسة العادة وحرمها على كل من المرأة والرجل لوجود أضرار جسدية منها:

  • التعرض للأمراض

بحالة ملامسة الشخص نفسه للأعضاء التناسلية مع غيره، ذلك يجعل الشخص أكثر عرضة لأن يصاب بالأمراض التي تنقل جنسياً، أو قد تنقل العدوى حين يمارس الشخص العادة السرية اعتماداً على ألعاب جنسية لعدم نظافة الألعاب هذه.

  • الألم والجروح

ربما يصاب ممارس العادة بالجروح أو الألم خصوصاً إذا قام بالاستمناء بواسطة أداة حادة أو إدخال شيء صلب بالأعضاء التناسلية.

  • تعرضه لكسر القضيب

على الرغم من كونها أداة حادة ولكن قد يتعرض الشخص إلى الكسر بالقضيب إذا تعامل مع القضيب بعنف أثناء العادة السرية.

  • بعض المشاكل الأخرى

حين يفرط الشخص بممارسة العادة ربما يؤدي ذلك ظهور بعض من الالتهابات أو التقرحات بالأعضاء التناسلية، وقد يحدث تورم في القضيب ويحدث زيادة بكمية السوائل المنتجة بالأنسجة ويتسبب ذلك بحدوث ورم بالقضيب.

حكم العادة السرية وحكم الطهارة منها

حكم العادة السرية وحكم الطهارة منها

اتفق جمهور أهلِ العلم بأن الاستمناء يوجب على الشخص الغسل في حال خروج المني عن دفق ولذة، وقال الشافعية بوجوب الغسل حتى لو يخرج المني بدون لذة ودفق، والحنفية اشترطوا الغسل في حال خروج المني بدفق ولذة، أما في حال أحس الشخص بأن المني ينتقل من صلبه ثم أسرع وأمسك ذكره ولم يخرج شيء منه ولا علم خروج له بعد هذا في تلك الحالة لا يجب الغسل عليه، وهذا متفق عليه بجمهور الفقهاء، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – قرن بين وجوب الاغتسال والرؤية.

والإمام أحمد خالف برواية مشهورة عنه وجوب الغسل، فالجنابة تعني في حقيقتها انتقال المني من محله وحصول شهوة، وقد حصل ذلك بانتقال مني في الصلب، فيشبه كأنه نزل، ويجدر الإشارة بوجوب الغسل عند الشافعي، أبي حنيفة، الحنابلة، وبعض المالكية بحال سكون الشهوة وإنزاله بعد ذلك، وآخرون ذهبوا إلى عدم وجوب الغسل وأن الوضوء انتقض.

حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته

من الأمور التي قد يظنها الكثير بدعة هي حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته، وأنها أمر شاذ بين بعض الأزواج، ويخشون التمادي بفعل هذا وأنه قد يكون حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته محرماً، لهذا سنوضح ذلك، ومن بعض الاستفسارات الواردة في ذلك الشأن.

بعض الرجال مصابون بسرعة قذف ولا يستطيعون الخوض بعلاقة كاملة مع زوجاتهم لفترة طبيعية، وإنما يأتون بشهوتهم في خلال دقائق في العلاقة، وهذا ما يضطرهم لأن ينزلون شهوة الزوجة بأيديهم، ويسألون عن حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته، أجابه شيخ الأزهر أنه يمكن للزوج التمتع بزوجته كما يشاء، طالما أنه لا يقوم بأمر من الأمور المحرمة المعروفة المنهي عنها شرعاً، مثل القرب من الزوجة بأيام الحيض أو النفاس أو يأتي زوجته من الدبر.

وفيما عدا ذلك يمكنه إتيان زوجته كما يشاء بتغييره لأوضاع العلاقة، التقبيل، لمسه للزوجة، المداعبة، أو لمسها لمواضع إثارته، كل ذلك يحل له ودليل صحة هذا الرأي قول الله تعالى(نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)، ذلك من ناحية رأي الدين بذلك، ومن الناحية الطبية فقد نصحه الشيخ بزيارة الطبيب، ليقوم بتشخيص الحالة وعلاجها.

رأي العلماء بحكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته

إنزال الزوج لشهوة زوجته بيده أشبه بالعادة السرية، لكن الأولى حلال أما الثانية فحرام، فالاستمناء حلله الشرع إذا كان بيد الأزواج لبعضهم البعض، ومن بعض آراء العلماء والتي اتفقت كلها على تحليلهم للاستمناء بواسطة يد الزوج، ما قاله زكريا الأنصاري بكتاب(أسنى المطالب):

(وللرجل الاستمناء بيد زوجته أو بيد جاريته، كما يستمتع بسائر جسدهما)، وسأل أبو يوسف أبا حنيفة عن مس الرجل فرج الزوجة، ولمسها لفرجه لكي يتحرك عليها، هل يرى بأساً بذلك؟ فأجابه الإمام بلا، ويرجو أن يعظم أجره.

حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته لمرضه

يوجد بعض الأزواج يعانون أمراضاً مزمنة والتي تمنعهم ممارسة العلاقة الحميمة بشكل طبيعي مع زوجاتهم، فقد قامت سيدة بإرسال خطاب لشيخ ببرنامج للفتاوى الدينية، تخبره أن زوجها لا يفعل فعل الأزواج لأنه مريض، وهي تحبه جداً، وترفض الانفصال عنه وأن تتركه بمحنته كما قام الزوج بالعرض عليها لأنها ما زالت شابة بمقتبل العمر، لهذا تقوم هي بمساعدته على الإتيان بشهوته باستخدام يدها، ويقوم هو الآخر بالمثل معها.

وتسأل هل هذا يغضب الله؟ خصوصاً أنه لا يوجد حل لهذا غير ذلك، فرد عليها الشيخ بأنه لا يوجد بأس بما تفعله مع الزوج، وحلال لها ملامسته وأن يلامسها، وأن يداعبها وتداعبه طالما لا يوجد ما يعرف من المحرمات، وعليها محاولة مساعدته بالعلاج من المرض، لكي يطيب العيش لها معه أكثر، وأن ترفع وتحسن حالته النفسية فسيساعد ذلك بشفائه، حتى أنه تمنى الشيخ لها مضاعفة الأجر فهي تساعد زوجها وتسانده وتحاول إمتاعه، والله أعلم.

حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته وهي حائض

حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته وهي حائض

ببعض الأحيان يكون الأزواج ما زالوا حديثي الزواج، أو يكون الرجل يعشق زوجته وهي أيضاً تبادله بنفس المشاعر، فلا يستطيعان البعد عن بعضهما البعض كل فترة الحيض، فما هو حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته بهذه الحالة؟ يجيب أحد مشايخ الأزهر هذا السؤال استناداً في الفتوى على قول الله تعالى(والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين).

فيحق للأزواج التمتع ببعضها البعض بالجسد طالما أنه لم يتم فعل شيء محرم، كأن يجامع الرجل زوجته وهي حائض، فحكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته وهي حائض ليس بالحرام، ولكن مكروه لملامسته دم فاسد بيده والذي يسبب النجاسة، ولكن يمكنه أن يفعل ذلك في وجود حائل يحول بين فرج زوجته وبين يده والله أعلم.

حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته برمضان

باستكمال الاستفسارات المذكورة المتعلقة بحكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته، هناك رجل يسأل الشيخ بأنه أخطأ ذات مرة بنهار رمضان وقام بفعل شيء يريد معرفة حكم الشرع به، وهو أنه كانت زوجته نائمة بجواره بمرحلة الحيض فلم يطق الصبر وقام بمداعبة فرج الزوجة وهي حائض إلى أن أنزلت شهوتها، أما هو فلم ينزل إلا مذي، ولم يأت بالشهوة ولم تقم زوجته بلمسه وهو صائم، فما حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته بهذه الحالة وهل يتم تكفير هذا اليوم؟

فأجابه الشيخ بأنه من الأمور المحللة مداعبة الزوج فرج زوجته، ولكن في حالة حيضها ورغب بذلك أن يكون هناك حائل بين فرجها وبين يده، أما نزول المذي فلا يسبب إفطار الزوج، وعليه الوضوء فقط وإكمال يومه، طالما أنه لم يشعر بالمتعة وسائله المنوي لم ينزل، والزوجة كانت مفطرة بالفعل بسبب الحيض، ولم ينزل الرجل شهوته فلا كفارة لهذا اليوم ولا يفسد الصوم، كان هذا رأي شيخنا ابن عثيمين، وقام الشيخ بالاستناد إليه، ولكن عليه احترام رمضان وأنها أيام كلها خير وبركة، فكان يمكنه أن ينتظر وقت الإفطار ليفعل ما يحلو له، دون أن يجامع زوجته بنهار رمضان فهذا أمر محرم.

حكم قيام الزوج بالعادة السرية

يمارس أزواج كثيرة العادة السرية حتى يتخلصوا من شعورهم بالشهوة نظراً لانشغال الزوجات عنهم أو لسفره الخارج وغيرها، واتفق معظم أهل العلم الشافعية والمالكية والحنفية على حرمة العادة السرية للرجال، واستندوا على قول الله تعالى في هذا الرأي، فقال الله :(والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين).

وكذلك قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه ابن مسعود – رضي الله عنه – (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) فيتضح حكم العادة السرية للزوج مما سبق بأنه محرم، فلو كان مباحاً للرجال ممارسة العادة السرية لوضعها رسولنا الكريم كأحد الحلول المتاحة للرجال.

ممارسة العادة السرية من خلال الهاتف

الاستمناء عن طريق الهاتف حرام شرعاً، وهو إخراج الرجل المني من غير جماع بيقظته عن طريق بعض المكالمات المحرمة، ليستفرغ شهوته، فيسعى المستمني لشهوته وراء هذا، ولا يتم الاستثناء من حرمة الاستمناء غير ما يكون بيد الزوجة له أو العكس، وينتج عن الاستمناء الاستحقاق للإثم نتيجة الوقوع بالذنب، ولا يوجد في حرمته فرق بين المرأة والرجل، فتحدث الجنابة لإنزال المني بشهوة، فإذا حدث ذلك فلا بد لهما من الاغتسال والتوبة بصدق، ثم الاستغفار والصلاة فقال الله بسورة المؤمنون:(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ • إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ • فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)

حكم ممارسة العادة لرجل متزوج مسافر

حكم ممارسة العادة لرجل متزوج مسافر

في حالة ممارسة الرجل المسافر للعادة السرية فإن حكمها كما يلي: أنه إن كان الرجل المسافر مبتعد عن زوجته لفترة طويلة وكان خائف على نفسه ارتكاب الفاحشة، أو أن يقع بالزنا، ففي تلك الحالة يمكنه أن يمارس العادة السرية، فقد رخص ذلك بعض الفقهاء حتى لا يقع ضرر، ولكن بالطبع من الأفضل عدم قيام الزوج بالعادة السرية، حيث الاستمناء ليس بمكارم الأخلاق وعليه ممارسة ذلك بالزواج، ويجب الحذر من استعانة الزوج بزوجته في الهاتف أو على الإنترنت ليحدث الاستمناء، حيث أن التجسس انتشر بالفترة الأخيرة، ومن الأفضل أن يشغل الشخص عقله بالتقرب من الله، ويصبر على شهوته ويعلم بأن الله يراقبه بكل أوقاته.

كيفية التخلص من العادة

من الأفضل التخلص من العادة السرية، ومن طرق ذلك غض الشخص لبصره عن المحرمات، وألا يجلس مع نفسه منفرداً وعدم التفكير بمثيرات الشهوة، وأن يلازم الشخص لصحبة صالحة والتي تعينه على الاستقامة، وأن يكثر من صيام النوافل، فعن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أنه قال كنا مع النبي- صلى الله عليه وسلم - شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ).

وأثبت الطب عن طريق الفحوصات الطبية والكشوفات أن الاستمناء مضر للبدن والفكر كثيراً، وفي بعض الأحيان يصيب الشخص بالاكتئاب، ولا يزيد ذلك الأمر إلا تعقيداً؛ فهو يعتاد هذه العادة ويدمنها، وتؤثر على حياته بالسلب، ووضع الإسلام علاجاً لتلك الشهوة بالزواج لمن عنده القدرة، أو بالصيام لمن ليس بمقدوره الزواج وتكاليفه، ومن ابتلى بشيء كهذا عليه التوبة إلى الله توبة نصوح، واستغفار الله من ذلك الذنب الكبير، وأن يغض بصره ويكثر الدعاء بأن يتوب الله عليه، ويعفه بحلاله عن حرامه، ويرزقه زواجاً صالحاً.

وبهذا نكون بنهاية المقال وعرفنا حكم فعل الزوج للعادة السرية لزوجته بأكثر من حالة، وحكم فعل الرجل لها عامة وأنه يحرم فعلها إلا إذا كان ذلك مع زوجته، ونتمنى لكم العفة والزواج الصالح.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن