كيف تتفادى الإصطدام مع أقربائك المزعجين؟

تاريخ النشر: 11 يوليو 2006 - 06:39 GMT

هناك نوعان من الأقارب، نوع يفرض علينا بسبب صلة القربة، ونوع نقوم باختياره عن طريق المصاهرة، ولأننا في كلا الحالتين غير قادرين على أن نفرض شروطنا في حالة عدم اتفاقنا مع هؤلاء الأقارب إلا أننا نستطيع أن نتفادى الاصطدام المباشر معهم.

 

تقول نانسي35 عاماً، "مضى على زواجي 15 عاماً قضيتها في معسكرات الحرب الباردة مع حماتي، ولا زلت اكرر نفس الخطأ، ففي أخر مرة قمت بزيارتها، قمت بغسل الأطباق، والأواني ونظفت المطبخ بدقة حتى لا تقوم بانتقادي، ولكن ما أن جلست حتى نهضت هي وقامت بغسل كل شيء من جديد. وهذا لا يتكرر في منزلها فقط، بل عندما تأتي لزيارتنا، تقوم بلمس الأثاث، وتفقد السجاد، وهكذا حتى تقوم بتغيير ثيابها وإخراج عدة التنظيف والانهماك في تنظيف المنزل، وحينها أقوم بالانهماك في إعداد الطعام".

 

وفي حين أن نانسي لم تستطع إرضاء والدة زوجها، كما انه لم تنسى الطرق الجارحة التي تقوم والدة زوجها باستعمالها، إلا أنها تجاوزت هذه الأزمة بالتعامل معها بكثير من الدبلوماسية. لأنها تدرك أن حماتها لن تتغير أبدا وبان لها معايير في النظافة، كم أن لها أسلوبا مغايراً في التعامل معها.

 

أما جو 45 عاماً، فيشكو من والد زوجته الذي يقول بأنه لا يحبه، ولا يقدر أي شيء يفعله، يقول جو: "لا يترك والد زوجتي نهاراً يمضي دون أن يذكرني بأنني فاشل، على الرغم من إنني موظف محترم (هل هذه هي السيارة التي ستقودها بقية حياتك؟ لماذا لا تبحث عن عمل ذو دخل أعلى؟ أما انك تتمنى أن ترثني أنت أيضا)"، ويضيف جو "وهكذا إلى أن اترك مائدة الطعام وأغادر الغرفة. لقد حول حياتي إلى جحيم، فهو يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، حتى عدد الأولاد الذين سأنجبهم. ولا اعرف كيف أرد عليه."

 

يقول الباحثون بأن الآباء والأمهات غالباً ما يشعرون بالغيرة من الشريك الجديد في حياة أولادهم، فهم يعتقدون بأن أولادهم ملك لهم، وبالتالي يجب أن يرجعوا إليهم في كل أمر، حتى الأمور الشخصية. كما أن بعضهم يتصور أن ابنه أو ابنته ملاك لا يخطئ، وبالتالي يقومون باستبعاد الشريك وتحميله ضغطاً نفسياً حتى يبدو بحالة سيئة وبالتالي يسهل القضاء عليه. ولكن ماذا نفعل لنحسن علاقتنا بأقربائنا ونجعل صلة المصاهرة رابطاً قوياً ومتيناً:

 

أولا، إيجاد أفكار فعالة للتطوير العلاقات. فكر في طرق مميزة لبناء علاقة جيدة مع أقربائك الجدد. مثلاً قم بدعوتهم إلى العشاء، ثم مر واصطحبهم بنفسك، سيشعرون بالتقدير والاحترام وهذا ما يريدونه بالفعل، أن يشعروا بأن زوج ابنتهم رجل كريم، يحب ابنتهم ويقدر أهلها. أما هي فتستطيع أن تجعل زيارة أهل زوجها أكثر راحة واقل توتراً بالابتعاد عن الأمور التي تثير استفزاز والدة زوجها مثل الغبار أو الإهمال في نظافة الأولاد.

 

ثانياً، الابتعاد عن المنافسة. مثلاً، إذا قال والدها أنا خير من يشوي اللحم، لا تجادله بل ابتسم وقل شيء مثل: أتمنى أن أتذوق اللحم المشوي من تحت يديك. كذلك الزوجة يجب أن تكون أكثر حلماً مع حماتها وان تجاملها في طبخها ونظافة بيتها وأسلوب تربيتها، لا فائدة من منافستها في إعداد ألذ وأشهى ملوخية بالأرانب، لأنها لن تتذوقها على الأغلب. ليس لأنها لا تحبك ولكن لان لديها سمعة يجب أن تحافظ عليها.

 

ثالثاً، البحث عن الجانب الايجابي للانتقادات. مثلاً إذا كان زوج والدك يريدك أن تغيير وظيفتك فهذا لأنه يريد لك وظيفة أفضل، وحياة أفضل لك ولابنته، فأن كان يكرهك فحتماً لن يريد السوء لابنته. إذا شعرت بأن والدة زوجك لا يعجبها تنظيفك، استعيني بخادمة.

 

رابعاً، تقبل الواقع. إذا كان أقربائك سيئين، فعلى الأغلب هذا طبعهم وبالتالي لن تستطيع أن تغييرهم، اقبلهم كما هم وتمنى أن لا تزداد الأمور سوءاً.

 

بمحافظتك على الدبلوماسية في تعاملك مع أقربائك، يصبح من الأسهل أن تركز على طرق أكثر فعالية لتسيطر على مشاعر الغضب والإحباط، وتبقى هادئاً أمام أكثر المواقف إثارة للغضب.

 

ذلك ننصحك بأن:

تبتسم دائما عندما تقابل أقربائك.تراعي مشاعرهم. وقبل أن تتحدث تسأل نفسك،" هل ما سأقوله سيكون له تأثير ايجابي أم سلبي على الشخص المقابل."

الابتعاد عن الصراخ وعدم رفع صوتك أثناء النقاش.عندما تشعر بأنك لا تتحمل المزيد، أذهب إلى مكان أخر، اغسل وجهك وهدأ من روعك.

إذا كنت مخطأ، اعترف بذلك.كن لبقاً عندما تجيب عن أي سؤال. لا تبدأ باتهام الآخرين، بل أنصت لما يقولون وإذا كان لديك تعليق واعتقدت بأنه سيسبب مشكلة الأفضل أن لا تقوله.

 

وأخيرا حاول أن تبقى علاقة الشريك بأهله علاقة جيدة، فلا تنتقدهم بشدة أمامه، ولا تفرض أراء متشددة حول عدد مرات زيارتهم، أو تمنعه من زيارتهم ، إذا كنت لا تتفق معهم،هذا لا يعطيك الحق بأن تبعد الأب عن ابنته أو الأم عن ابنها. كما أن ديننا الحنيف قد شدد على صلة الرحم، يقول عليه الصلاة والسلام: "صلة الرحم، وحسن الجوار، وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار."