كيف تتحدثين مع ابنتك المراهقة عن صديقات السوء ؟

تاريخ النشر: 21 فبراير 2007 - 08:11 GMT

مع بلوغ الأطفال لسنوات المراهقة يبدؤون بقضاء وقت أكثر مع أصدقائهم. وهذا جزء طبيعي ومهم من مرحلة النضوج، فالصداقات تعلم الأطفال على حل النزاعات كما تزوّدهم الرفقة الجيدة، بالاستقرار والإحساس بالولاء.


وتشعر العديد من الأمهات بمسؤولية مضاعفة اتجاه أطفالهم المراهقين خصوصا في ما يتعلق باختيار الرفقة الجيدة، ولأن الأمهات يملكن حاسة سادسة في أكثر هذه الحالات، ولكنهن يفتقرن للخبرة في إيصال ملاحظاتهن، نقدم لكل الأمهات الخائفات على أولادهن بعض التقنيات المفيدة في التخلص من الأصدقاء غير المرغوب فيهم دون الاصطدام برفض الأبناء.

 

القاعدة #1 : عندما يتعلق الأمر بالتحدث مع أبنتك المراهقة حول أصدقائها: لا تنتقدي أصدقائها، بل تحدثي عن السلوك الذي لم يعجبك.
 
يساعد الأصدقاء بعضهم البعض في الكثير من النصائح خلال هذه المرحلة العمرية، ولأن المراهقة ترتبط أكثر مع صديقاتها بسبب تقارب العمر، فقد تستمتع لهم وتتأثر بهم أكثر منك، فاحذري أن تدفعي بابنتك إلى ساحة الفتيات الأقل خبرة منك بالتصرف بعدوانية مع ابنتك.


وقد لا يتمالك بعض الآباء أنفسهم في مثل هذه الحالات ويشعرون بضرورة التدخل. ولكن بوجود عامل الضغط الاجتماعي بين الأقران (من نفس الفئة العمرية) فقد تصبح المهمة مستحيلة بالنسبة للأب والأم غير الصبورين.


تجنبي تصادم الشخصيات
إن كرهك لصديقات أبنتك المراهقة قد يكون سببه تعارض أو تصادم بين شخصيتك وشخصيتهم، وهذا ليس سببا كافيا لإبعاد ابنتك عن صديقاتها، فالمراهقون يملكون الحق باختيار أصدقائهم، بالطبع دون أن يكون لهم تأثير سلبي. مثلا إذا كنت لا تحبين الشعر القصير للفتيات فهذا ليس سببا كافيا لمنع ابنتك من مرافقة هذه الفتاة.  وفي هذه الحالة، يفضل أن تتركي لأبنتك فر فرصة التعرف على الفتيات واختيار الصديقات اللائي تشعر معهن بالراحة والانسجام.


التأثير السيئ: وقت التدخل المناسب
قد تجد بعض الأمهات أن سبب مخاوفهن يتعدى مجرد عدم الشعور بالراحة من شخصية هذه الفتاة أو تلك، وإنما هو شعور بعد الأمان أو الراحة مع تصرفات هذه الفتاة، خصوصا إذا كانت تقو بتصرفات وسلوكيات خطرة أو خارجة عن المألوف.


وننصحك هنا بمراقبة سلوكيات أبنتك، وعدم توقع الأمور السيئة قبل حدوثها، بل بمراقبة تصرفات ابنتك قبل توجيه التهم، إذا شعرت أن تصرفات ابنتك بدأت تتغير من حيث التحصيل الدراسي أو السلوكيات الاجتماعية الأخرى، يمكنك التدخل بسرعة وفرض شروط على هذه العلاقة.


قد يبدو الأمر أسهل في التطبيق على الورق من الواقع، لأنك ستواجهين رفضا وإصرار من طرف ابنتك المراهقة التي لازالت في غيبوبة عن التغير الذي حصل لها، ولأنك تحبينها، وتريدين مصلحتها يجب أن تعرفيها بالأخطاء والسلبيات التي قامت بها خلال الفترة الماضية التي قامت فيها بمصادقة هذه الفتاة، وبالتالي إشباع رغباتها من الإجابات المنطقية، ومحاولة إعادتها إلى الوضع الطبيعي قبل دخول هذه الفتاة إلى حياتها.


إدراك افتتان ابنتك المراهقة بنفسها، وكيف يؤثر ذلك على صداقاتها
إذا كنت لا تحبّين صديقات ابنتك ببساطة لأنهن لا يتفقن مع مزاجك فمن الأفضل أن لا تتصرفي بسلبية اتجاه ابنتك، لأنك ستحرمينها من فرصة التعرف على فتيات أخريات، مما قد يشكل لديها صدمة اجتماعية، وقد لا تخرج الفتاة من هذه الصدم حتى بعد البلوغ، وقد تتجه لاحقا إلى مصادقة أشخاص تشعر أنك لن ترضين عنهم بدافع التحدي أو بدافع محاولة إثبات الذات.
 
المراهقون، بطبيعتهم نرجسيون. لذا فإن انتقدك لأصدقائهم هو انتقاد لقدرة المراهق على الحكم على الأشخاص، قومي بإرشاد ابنتك حول الصداقات الجيدة واتركيها تتصرف بشكل مستقل. بهذه الطريقة كوني متأكدة من أنها ستعود دوما لتخبرك عن أصدقائها. على أية حال، إذا قمت بإتباع الإرشادات بصبر وحكمة، فأن المراهقة سوف تستمتع إلى آرائك حول أصدقائها، وتقوم باتخاذ القرار الصحيح.

 

تذكري هذه النقاط الهامة عند بدأ النقاش:

اخبري المراهقة بأنك قد لاحظت تغير في تصرفاتها، وأدائها المدرسي، وشخصيتها بشكل عام، مع ذكر أمثلة حقيقية.

اسألي المراهقة عن المشاكل والأمور التي تقلقها في حياتها خارج المنزل، فقد يكون سبب مصادقتها لتلك الفتاة عدم وجود بديل أو لشعورها بالنقص.

لا تنتقدي أصدقائها مهما كانت أشكالهم انتقدي تصرفاتهم السيئة فقط. حتى تكوني موضوعية.

شجعي أولادك على عمل الصداقات واحترام الآخرين من كل المستويات والبيئات المختلفة، واختيار الأصدقاء الذين يؤثرون إيجابيا عليهم.

كوني مثال جيدا تحتذي به المراهقة، فالأجدى أن تختاري صديقات محترمات، على قدر من الثقافة، ومتحدثات لبقات.

تعرفي على أصدقاء أولادك الذكور والبنات، قومي بعمل نشاطات تدعين فيها هؤلاء الأصدقاء إلى المنزل على الغداء أو العشاء أو يوم العطلة، لتتعرفي أكثر عنهم قبل إصدار الأحكام عليهم.