لا يدرك الفارق بين أعراض الاضطرابات الهرمونية عند النساء إلا لمامًا، والتي من بينها تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء، لاسيما وهناك تشابه ملحوظ بين الأعراض التي تظهر على المرأة قبيل الطمث الشهري وتلك الأعراض التي تُبشرها بحدوث الحمل، وعلى الرغم من أنّ تأخر الدورة يحدث بشكل طبيعي دون أن يعزو لمرض أو خطر محدق، إلا أنّه في أحيان أخرى يعد عارضًا يستدعي الفحص الطبي للتحقق من مُسببه.
تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء
الإفرازات المهبلية ما هي إلا سوائل تحافظ على رطوبة المهبل، ناهيك عن تنظيفه وحمايته من العدوى، ومنها أنواع عدة، يتُخذ كل نوع على حدة باعتباره عَرَض لاضطراب ما أو مرض أو أمر طبيعي ليس إلا.
من المعلوم أنّ المرأة عادة ما تتعرض إلى بعض التغيرات الهرمونية، والاضطرابات الأخرى على غرار تأخر الطمث الشهري، فما إن اعترضتها تلك الحالة وقد صاحبها نزول إفرازات مهبلية بيضاء فإن هناك أكثر من احتمال:
- حدوث حمل.
- استخدام أي من وسائل منع الحمل.
- الإصابة بورم ليفي.
- المعاناة مع مرض منقول جنسيًا.
نظرًا لتعدد الحالات، تُنصح المرأة في تلك الحالة أن تذهب إلى الطبيب للخضوع إلى التحاليل والفحوصات التي من شأنها إيضاح تأخر نزول الدورة مع وجود آلامها وإفرازات بيضاء.
متى يكون تأخر الدورة مع وجود آلامها خطيرًا؟

ثمَّة حالات تُعتبر أكثر خطورة على المرأة الانتباه إليها عند معاناتها مع تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء، والتي تتشابه أعراضها مع أعراض تأخر الحيض الطبيعية.
- الالتهاب الفطري في المهبل.
- التهاب الزائدة الدودية.
- الإصابة بمرض الحوض الالتهابي.
- الحمل خارج الرحم.
- وجود انسداد في قناة فالوب.
- الالتهاب في الرتج.
- الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
- سرطان المبيض.
- قصور الغدة النخامية.
- الآلام العضلية الليفية.
- الإصابة بمرض هاشيموتو.
- الأورام الغدية.
متى يكون تأخر الدورة دلالة على الحمل؟
بالنظر إلى أنّ تأخر الدورة الشهرية من علامات حدوث الحمل فإنه من الممكن أن يعزو تأخر الدورة شهرين مع وجود آلامها وإفرازات بيضاء إلى الحمل لاسيما إن تزامن مع الأعراض التالية:
- كثرة نزول الإفرازات المهبلية على غير العادة.
- الشعور بآلام عند التبول.
- كثرة الحاجة إلى التبول.
- الشعور بالغثيان.
- تغيرات في الثدي تتجلى في تورمه أو انتفاخه قليلًا.
- اضطرابات الشهية.
- التغيرات المزاجية.
- حرقة المعدة.
- تغيرات في رائحة أو لون تلك الإفرازات.
- آلام الحوض.
- قليل من الحكة في منطقة المهبل.
- حدوث نزف بعد الجماع.
إلا أنّ تلك الأعراض لا يُعتد بها وحدها للتيقن من حدوث الحمل ما دامت المرأة التي تعاني من تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء لم تخضع بعد لاختبار الحمل الذي من شأنه بيان وجوده من عدمه، ناهيك عن الاعتماد على التحليل المضمون لا اختبار الحمل المنزلي فحسب.
شكل الإفرازات المهبلية الطبيعية عند الحامل
ارتباطًا بأنّ تأخر الدورة الشهرية مع وجود آلامها وإفرازات بيضاء من علامات الحمل، فمن الضروريّ أن تراقب المرأة الحامل نزول الإفرازات وشكلها الذي من المفترض أن تكون عليه.
- أن تكون شفافة أو ذات لون حليبيّ.
- ربما تكون بيضاء أو تميل قليلًا إلى الصفرة.
- لا ينبغي أن تكون متجبنة أو متكتلة إنما تميل إلى السيولة.
- لا تُصاحبها حكة.
- إما أن تكون رائحتها خفيفة أو بدون رائحة تمامًا.
- تُشبه الإفرازات المهبلية عند التبويض.
- تبدأ في النزول بعد مرور أسبوع أو أسبوعين على الإخصاب، قُبيل الموعد القادم للدورة الشهرية، على أنّ كميتها تزداد مع تقدم الحمل.
فما إن كانت الإفرازات البيضاء تحمل رائحة كريهة وتميل إلى اللون الرمادي فهي إشارة إلى الالتهابات البكتيرية في المهبل، وما إن كانت ترافقها حكة وحرقة وبعض الآلام تصير إشارة إلى الالتهابات الفطرية في المهبل.
لماذا تكثر الإفرازات البيضاء مع تأخر الدورة؟

سواء اعتبرنا أنَّ تأخر نزول الدورة الشهرية مع وجود آلامها وإفرازات بيضاء علامة على الحمل أو مجرد اضطراب آخر فإن تلك الإفرازات لا تستدعي القلق، ولأن التغير الهرموني عند المرأة يصحبه كثرة الإفرازات البيضاء استعدادًا لنزول الحيض أو ظهور الحمل على إثر زيادة هرمون الاستروجين، وربما يكون الفرق بين إفرازات الحمل والدورة أنّ الإفرازات قبيل الحمل عادة ما يصحبها بقع زهرية أو بنية لكنها لا تتدفق على غرار دم الحيض، ناهيك عن أنّ الإفرازات البيضاء التي تسبق الحمل أو حتى نزول الدورة ينبغي أن تكون عديمة الرائحة، وإلا كانت دلالة على التهاب ما فطري أو بكتيري.
متى تستدعي الإفرازات المهبلية زيارة الطبيب؟
إنَّ تأخر الدورة يومين مع وجود آلامها وإفرازات بيضاء عارض لا يستدعي القلق بذاته، إلا أنّ أعراض أخرى ما إن ظهرت على المرأة عليها مراجعة الطبيب.
- إن كانت تعاني من النزيف.
- في حال كانت الإفرازات أكثر سماكة كالجبن.
- آلام الحوض غير محتملة.
- الرائحة الكريهة للإفرازات.
- إذا كانت الإفرازات المهبلية رغوية بعض الشيء.
- إن تغير لون الإفرازات المهبلية إلى الأصفر أو الأخضر.
كيف تتعامل الحامل مع الإفرازات المهبلية؟
إن رأت المرأة التي تعاني من تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء أي من التغييرات على شكل الإفرازات مُغاير لما هو مذكور أعلاه عليها الرجوع إلى الطبيب.
- عليها تجفيف المنطقة الحساسة من المياه باستمرار.
- لا تستخدم أي من المواد العطرية على المنطقة.
- الابتعاد عن الغسول المهبلي.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية.
- عدم تناول أي من العلاجات الهرمونية دون إذن الطبيب.
أسباب تأخر الدورة الشهرية
من المحتمل ألا يكون هناك أي من الأسباب المذكورة آنفًا لتفسير تأخر الدورة أسبوع مع وجود آلامها وإفرازات بيضاء، فتكون محض أسباب طبيعية لا تتطلب علاج أو يكون علاجها بسيطًا.
1- اضطراب النوم
- غني عن البيان أنّ أي ضغط على جسم المرأة من شأنه أن يؤثر على عملية التبويض سلبًا فيؤدي إلى تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء.
- ما إن كان هناك ظرف طارئ استدعى السفر أو تغيير موعد النوم فذلك يؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية يوم أو يومين أو أسبوع على أقصى تقدير.
- على المرأة في تلك الحالة أن تُعطي لجسمها بعض الراحة حتى تتكيف مع أي صورة للضغط المفاجئ، ويُمكنها اللجوء إلى تناول الأعشاب الطبيعية التي تُحفز نزول الحيض.
2- حساب خاطئ لموعد الحيض

- عادة ما تقع النساء تحت هذا الفخ، وهو حساب موعد الدورة بصورة خاطئة.
- من المعلوم أنّ الدورة الشهرية تأتي كل 28 يوم، وثمَّة شهور تتأخر بها يومين على الأكثر.
3- اضطراب الغدة الدرقية
- ربما يكون هذا السبب هو الأكثر شيوعًا في تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء.
- أغلب النساء لديهم مشكلة ملحوظة في الغدة الدرقية، مما يؤثر على موعد الحيض والحمل سلبًا، الحالة التي تستدعي العلاج الفوري.
4- زيادة الوزن
- المرأة البدينة تُعاني من بعض الاضطرابات الهرمونية، وهو ما يتجلى في زيادة الشهية وما إلى ذلك.
- للوزن الزائد والدهون المتراكمة أثر كبير في تأخر الدورة.
- تخزين الدهون في الجسم يعمل على تقليل الهرمونات مما يؤثر على انتظام عملية التبويض.
- ربما يكون التبويض على إثر ذلك متقطع أو غير منتظم.
5- تكيس المبايض
- هو ما يُعبر عن حالة من الخلل الهرموني تصيب المرأة فتؤدي إلى إصابتها بكثير من الأعراض.
- من تلك الأعراض تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء، إضافة إلى ارتفاع هرمون الذكورة، وهو ما يُحدث خللًا هرمونيًا.
- الأمر الذي يؤثر على المبايض والحالة الصحية للمرأة، إضافة إلى المعاناة من زيادة نمو الشعر.
- من المعلوم أنّ تلك الحالة تؤثر بشكل ملحوظ على الحيض، وتؤخره ربما لشهور قلائل ما إن لم يتم علاجها.
6- الإجهاد الزائد
- لا شك في أنّ التعب الزائد عن الحد والإرهاق الشديد والتمارين العنيفة تؤثر على وظائف الجسم الداخلية عند المرأة.
- ناهيك عن زيادة التوتر والقلق وشد الأعصاب، فتؤثر تلك العوارض على فسيولوجية الأعضاء.
- المرأة المعرضة إلى ذلك يفرز جسمها كميات طائلة من الهرمونات، الأمر الذي يُحدث اضطرابًا مُحققًا، مما يؤثر سلبًا على الإباضة.
- ما إن تأخرت عملية الإباضة، يصحبها اضطرابًا في الدورة الشهرية ربما ليوم أو يومين لا أكثر.
- من المفترض أن يعود موعد الدورة إلى طبيعته بمجرد تخلص المرأة من الإجهاد وأخذ قسطًا وافرًا من الراحة، وإلا عليها النظر إلى مختلف الأسباب الأخرى ذات الصلة بتأخر الدورة مع وجود آلامها.
لا تُعتبر الإفرازات المهبلية علامة على حدوث الحمل دومًا، فثمَّة عوامل أخرى تتسبب في نزولها بيضاء بلا رائحة، لاسيما إن ترافقت مع اضطراب الحيض، على غرار حالة تأخر الدورة مع وجود آلامها وافرازات بيضاء، والتي تتطلب فحوصات طبية للتيقن من سببها.