قد يكون موضوع تأدية الغضب إلى ارتفاع ضغط الدم أو العنف أمرا معروفاً للجميع، إلا أن دراسة جديدة تؤكد أن الغضب قد يؤدي أيضا إلى الإصابة في الحوادث.
وكان الباحثون قد قاموا بإجراء مقابلات مع المرضى في غرف الطوارئ ليجدوا أن معظم الرجال هناك كانت قد انتابتهم حالة من الغضب الشديد حينما أصيبوا لينتهي بهم الحال في المستشفى.
ووفقاً لأحد مؤلفي الدراسة وهو أستاذ صحة الأسرة في جامعة كولومبيا ميسوري الأمريكية الدكتور دانيل فينسون فقد كانت النتائج مطابقة للمنطق.
يقول فينسون: "ليس من المعقول أن نأتي بمجموعة من الشباب ونغضبهم ثم نضعهم على الطريق السريع بين الولايات لنرى من منهم سيتعرض لحادث".
لذا فقد لجأ فينسون وزملائه إلى إجراء مقابلات مع مصابي الطوارئ الذين تعرضوا لحوادث بالفعل لمحاولة الاستفادة من تجربتهم.
وقد قام الباحثون بسؤال 2,517 مريض بالطوارئ في ميسوري عن حالتهم المزاجية عندما تعرضوا للحوادث.
كما تمكن الباحثون من الحصول على إجابات من 1,856 شخصاً غير مصاب عن حالتهم المزاجية في يوم عمل عادي.
وقد نشر البحث المفصل في عدد يناير الجاري من مجلة صحة الأسرة.
ووفقاً لما قاله المصابون في غرف الطوارئ فقد شعر ثلث هؤلاء بالغضب الشديد قبل الإصابة مباشرةً حيث قال 18% منهم أنهم كانوا في شدة الغضب فيما وصف 13,2% آخرون تصرفاتهم بالعدوانية.
يقول فينسون: "العلاقة بين الغضب والإصابة أقوى في الرجال من السيدات. قد يشتد الغضب بالرجال وقد يتصرف الرجل بناءاً على مشاعره الغاضبة وقد يحدث أن يفقدهم الغضب التركيز".
إلا أن البحث فشل في إيجاد رابط مباشر بين الغضب وحوادث الطرق.
وقد حذر فينسون انه نتيجة لطريقة إجراء هذا البحث في شكل مقابلات فمن الصعب معرفة الإصابات التي حدثت كنتيجة مباشرة للغضب.
ويعلق الأستاذ المساعد للطب في معهد القلب التابع لجامعة جونز هوبكنز، الدكتور هنتر شامبيون، قائلاً: "تضيف هذه الدراسة إلى الأعمال التي تشير إلى أن مشاعر الإنسان سواء أكانت الغضب منها أو الخوف أو الحزن كلها لها تأثير قوي على الجسم".
وكان شامبيون قد شارك في بحث سابق عن كيفية تأثير المواقف التي تبعث على الضغط النفسي على الجسم بحيث تبدأ أعراض مشابهة للازمات القلبية لكنها لا تؤدي إلى تلف دائم.
يقول فينسون: "عندما يشعر شخص بالغضب في احد المواقف سواء أكان في العلاقات الشخصية أو بين الشخص ونفسه فمن الحكمة التراجع والخروج من هذا الشعور قبل أن يتطور الموقف. يجب التروي أو التراجع لكي يكون بالإمكان توخي حادث محتمل".
ويتفق شامبيون مع فينسون قائلاً: "هناك الطريقة القديمة للسيطرة على الضغط النفسي وذلك من خلال التوقف والعد إلى عشرة قبل التسرع والإصابة".