عيد ميلادك أيضا يؤثر على صحتك!

تاريخ النشر: 30 مارس 2005 - 07:13 GMT
البوابة
البوابة

أظهرت مجموعة من البحوث الجديدة أن الشهر الذي يولد فيه الشخص يؤثر بشكل كبير على صحته في حياته اللاحقة. 

 

ووجد العلماء أن الحساسية الوراثية أو الاستعداد الجيني قد ينشط بإصابات معينة في وقت الحمل أو الولادة, حيث تحمل الفصول المختلفة أمراضا وإصابات جديدة تؤثر بشكل ملحوظ على الأم الحامل وجنينها النامي في الكثير من الحالات. 

 

وبالرغم من أن العلماء لم يتمكنوا من تفسير جميع الاكتشافات ويعتبر بعضها مجرد نظريات, إلا أنهم استعرضوا بعض المؤشرات التي تحدد صحة الإنسان في حياته المستقبلية اعتمادا على الشهر الذي ولد فيه, ومنها أن مواليد الشهر الأول، كانون ثاني, أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والصرع ومرض الزهايمر أيضا, بينما يعاني مواليد الشهر الثاني, شباط, من الكآبة والشيزوفرينيا وزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالبدانة، كما تزداد احتمالات المواليد التوائم في هذا الشهر. 

 

ويعتبر مرض التوحد النفسي أكثر الأمراض الشائعة بين مواليد شهر آذار، في حين تشيع حالات مرضية معينة مثل التصلب المتعدد والربو وفقدان الشهية والتهابات المفاصل بين مواليد شهر نيسان . 

 

ومن جانب آخر، كذلك فإن وزن الطفل أيضا يؤثر على صحته ومستقبله حيث قال باحثون بريطانيون أن وزن الطفل عند ميلاده عامل مهم في تحديد تطوره البدني والذهني وقد يؤثر كذلك على درجاته في الامتحانات فيما بعد.  

 

وأضافوا أن الأطفال الذين يولدون صغار الحجم يبدؤون حياتهم بميزات اقل إذ أن الدراسات الطبية أظهرت انهم يكونون اكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل السكري والربو وأمراض القلب مع تقدمهم في السن. ‏  

 

وأشار الباحثون في جامعة ليفربول البريطانية إلى أن المراهقين الذين ولدوا صغار الحجم لا يحققون درجات عالية في الامتحانات بالمقارنة بالذين ولدوا بأحجام اكبر. ‏  

 

واستبعد الباحثون العوامل التعليمية والاجتماعية لان التلاميذ كانوا في مدرسة واحدة وجاءوا من بيئة مماثلة وبدا أن ضعف الوزن عند الميلاد الذي ينتج عن الولادة المبكرة أو بطء النمو داخل الرحم هو السبب الرئيسي.  

 

هذا وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة مشابهة حيث كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون بوزن أكبر يتمتعون بقدر أكبر من الذكاء في المراحل اللاحقة من طفولتهم مقارنة مع أولئك الذين يولدون بوزن أقل. وقد يكون سبب ذلك هو أن الأطفال الأثقل وزنا قد حصلوا على غذاء أفضل في رحم الأم أثناء المراحل المهمة لنمو الدماغ.  

 

وذكرت هذه الدراسة أن دراسات أخرى برهنت على أن نقص وزن الطفل عند الولادة يؤثر سلبا على نموه العقلي اللاحق. ومن المعروف أن الأطفال الخدج، الذين يولدون مبكرا، يقل وزنهم عادة عن الوزن الطبيعي لباقي الأطفال، غير أن الدراسة الأخيرة تشير إلى أن علاقة الذكاء بالوزن عند الولادة تمتد حتى إلى الأطفال الذين يولدون بوزن وحجم طبيعيين.  

 

وكان فريق من الباحثين من المركز المدني لدراسات الأوبئة في نيويورك قد درس ثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعة وثمانين طفلا ولدوا في الفترة بين عام تسعة وخمسين وستة وستين، وقد أخضع بعض الأخوة والأخوات للاختبار أيضا للتأكد من التأثيرات التي يتركها وزن الطفل على ذكائه وفصلها عن التأثيرات الناتجة عن التغذية أو العوامل الأخرى.  

 

وقد اختلفت أوزان الأطفال الذين تناولتهم الدراسة من كيلو غرام ونصف إلى أربعة كيلو غرامات تقريبا، ثم اختبرت نسبة الذكاء بعد سبع سنوات.  

 

وبشكل عام، فقد وجدت الدراسة أنه كلما ارتفع وزن الطفل عند الولادة ازدادت نسبة الذكاء قليلا، وكان الفرق في الذكاء بين الأطفال من وزن 2.5 كيلو غرام وأربعة كيلو غرامات هو عشر نقاط.  

 

ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن الفرق في الذكاء بين الأطفال المولودين بوزن طبيعي يبدو معتدلا قليلا وليس له أهمية علمية بالنسبة للأطفال المعنيين، فإن الفرق قد يكون مهما بالنسبة للمجتمع ككل، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه التأثيرات يمكن أن تلقي بعض الضوء على العلاقة بين نمو الجنين ونمو الدماغ.  

 

وقد كشفت دراسات أخرى عن نتائج مماثلة، بل إن دراسة أجريت في الدانمارك برهنت على أن زيادة وزن الطفل تنعكس إيجابيا على ذكائه حتى يصل وزن الطفل إلى أربعة كيلو غرامات ومائتي غرام .  

 

ويعتقد أن السبب في هذا التناسب الطردي بين وزن الطفل ونسبة الذكاء إنما يعود إلى الغذاء المتوفر للجنين أثناء فترة الحمل، وهي فترة مهمة جدا لتطور العقل._(البوابة)