إضافة إلى الأمراض الكثيرة التي تصيب البشر تبعا للتطور التكنولوجي الذي يطرأ على الحياة، انضم مرض جديد يسمى (Irritable Desk Syndrome) .
هذا المرض الجديد ينتج جراء جلوس الموظفين أمام شاشات الكومبيوتر طوال اليوم، إلى جانب عدم مبالاة أرباب العمل في توفير الظروف المريحة لهؤلاء الموظفين من جلسة مريحة وساعات عمل إنسانية.
قام العلماء بإجراء دراسة على اكثر من ألفي عامل، تبين من خلال الدراسة أن ثلثي هؤلاء الموظفين يقضون ساعات عمل أطول خلف مكاتبهم مما كانوا يقضونه خلال العامين السابقين.
أفاد خمسي الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أن الموظفين يشعرون بالحنق والغضب من أكوام الأوراق والإرباك في جو العمل، إلا أن القليل من الموظفين يفعل أي شيء لعلاج الوضع الراهن.
كذلك أفاد ثلث الموظفين انهم يعانون من آلام مزمنة في الرقبة والظهر، وذلك بسبب الجلوس الطويل أمام شاشات الكومبيوتر ومن الجلوس بشكل غير صحيح معظم ساعات النهار.
أيضا أفاد 30% من الموظفين انهم باتوا يتناولون طعام الغداء على مكاتبهم أثناء العمل. كانت نتيجة الدراسة التي أجرتها شركة ميتسوبيشي على موظفيها العاملين في أوروبا أن عدم اخذ استراحة غداء بالإضافة إلى أكوام الأوراق على المكاتب، وضعف التصميم الصحي للمكاتب والكراسي، إضافة إلى العادات السيئة في الأكل بسبب عدم وجود استراحة غداء تؤدي مجتمعة إلى ضعف إنتاج الموظفين و إلى ظهور المرض العصابي عند الموظفين.
يفيد المشرفين على الدراسة أن بيئة العمل المكتبي في القرن الواحد والعشرين تعاني من ضغط اكثر ومن إنتاجية اضعف بالإضافة إلى أن هذا الروتين اليومي من العمل يؤدي إلى شعور الإنسان بالضيق و العصبية.
هذا ومن جانب آخر، وحول البحث عن طرق زيادة الإنتاجية ، فقد اكتشف باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية، أن أخذ قسط من الراحة والنوم لعدة دقائق في فترة ما بعد الظهر يساعد في تنشيط المخ والذاكرة كالنوم الليلي تماما.
فقد وجد هؤلاء أن أخذ فترة قيلولة طويلة نسبيا يحسّن أداء العاملين والموظفين وحتى الطلاب الذين يعانون من تعب وإرهاق وانخفاض ذهني ملحوظ مع غروب الشمس وانتهاء النهار.
وأوضح الباحثون، أن القيلولة لمدة 60 - 90 دقيقة فقط، وخصوصا عند الساعة الثانية بعد الظهر يحسن الأداء العملي للإنسان بنفس الدرجة التي تمنحها ساعات النوم المريحة أثناء الليل.
ويبدو أن الكثيرين قد أخذوا بنصيحة مثل هذه الدراسات حيث أصبحت أحدث صيحة لزيادة إنتاجية المؤسسات في أمريكا وآسيا والتي بدأت تلقى رواجا في أوروبا أيضا، حيث أصبح النوم لفترة قصيرة أثناء العمل، أمرا يعيد شحن طاقتك ويستثير انتباهك وتركيزك ويزيد من قدرتك على العمل والإنتاج!_(البوابة)