اكد رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري عبد العزيز البابطين ان دورة (ابن زيدون) التي تعقد في مدينة قرطبة تحت رعاية ملك اسبانيا خوان كارلوس في الرابع من اكتوبر المقبل تحمل طابعا مختلفا عن الدورات السابقة.
وبين في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية، حسب وكالة الأنباء الكويتية، انه للمرة الأولى تعقد المؤسسة احدى دوراتها خارج الوطن العربي في مدينة قرطبة ليس فقط بسبب ان فارس الدورة ابن زيدون هو من نجباء هذه المدينة بل لسبب رئيسي اكثر حضورا هو ان مدينة قرطبة كانت ولمدة قرون عاصمة للاندلس الاسلامية رمزا للتعايش والتاخي بين القوميات المختلفة والاديان المتعددة.
واشار الى ان بعض الاصوات ترتفع في الشرق والغرب تحاول ان تؤكد ان الصراع بين طرفي البشرية قدر لا مفر منه تحت دعاوي مغلفة بالدين احيانا او مغلفة بنزعة عنصرية فجة احيانا اخرى كما يحاول البعض استغلال تصرفات فردية مسيئة للعرب ليعمم هذه التصرفات ويجعلها عنوانا لنا واصفا ايانا بالارهاب او التخلف العنصري.
وبين البابطين انه من ضمن فعالية الدورة ندوة تعقد يومي 5 - 6 من اكتوبر بعنوان (الحضارة العربية الاسلامية والغرب من الخلاف الى الشراكة) وتم دعوة نخبة من قادة الراي في الوطن العربي ومن البلاد الاوروبية والامريكية ومن مختلف الاديان لتكون ساحة للحوار تبين الاصيل من الدخيل والجوهري من العارض.
وقال، حسب كونا، "اردنا من هذا الانتقال من البر العربي الى البر الاوروبي ان نبرهن للجميع ان دعاة الاسلام هم دعاة سلام وان الحوار وسيلتهم الوحيدة للاقناع والاقتناع وان من ينادي بغير ذلك يعبر عن نفسه فقط معارضا جمهور الامة ومنطق دينها".
واوضح الندوة ستناقش 18 بحثا يقدم عشرة منها باحثون من الجانب العربي الاسلامي وثمانية من الجانب الغربي وتتنوع هذه البحوث حول ستة محاور هي الاديان السماوية الثلاثة والثقافة والعولمة والثقافة والتطرف والعلاقات الاقتصادية والاقليات.
واشار الى انه سيتلى في اخر الدورة بيان قرطبة والذي يعبر عن روح الندوة وما انتهت اليه من توصيات كما ستعقد ندوة ادبية حول الشاعر الكبير ابن زيدون وسيشارك فيها متخصصون بالادب الاندلسي من عرب ومستعربين وستختتم فعالية كل يوم من ايام الدورة بامسية شعرية يشارك فيها شعراء عرب واسبان او بامسية فنية لفرق عربية متنوعة.
وافاد انه تم توجيه الدعوة لحضور هذه الدورة لاكثر من 600 مدعو يمثلون النخب الادبية والثقافية والسياسية ووسائل الاعلام المتنوعة من دول مختلفة مشيرا الى مشاركة عدد من اليهود المعتدلين ممن كان لهم دور مساند للقضية الفلسطينية.
وقال "ان المؤسسة من خلال مسيرتها تؤكد انها تزداد التصاقا بامتها وبثقافتها واصرارا على تجاوز نفسها وبذلك تحقق الاستمرار الخلاق وهذا ما نسعى اليه ".