تسيطر إعلانات حبوب تخفيف الوزن على مساحة كبيرة من الإعلان على مستوى العالم، بحيث تشاهد هذه الإعلانات في الصحف والجرائد والتلفزيونات.
وللزيادة في تأثير الإعلانات تطالعنا صور لأشخاص قبل وبعد استعمال الدواء، بالإضافة إلى شهادت من أشخاص استخدموا الدواء وهم يتمتعون الآن بصحة ورشاقة كانت لأجل قريب عبارة عن حلم بعيد. وفي نهاية الإعلان يؤكد وكيل المنتج انه بإمكانك أن تستعيد نقودك في حالة لم تحصل على نتائج هذا العقار أو ذاك.
كل ما عليك عملة هو الذهاب إلى مركز البيع وشراء المستحضر لتحصل على جسد رشيق في أيام معدودة. قد يبدو هذا الكلام اقرب إلى المعجزة منه إلى الواقع، لذلك قبل أن تتورطي في شراء أي من هذه المستحضرات التي ظهرت بكثرة في الآونة الأخيرة عليك قراءة بعض الحقائق العلمية أولا.
هناك عدة أسباب لتوخي أقصى درجات الحذر عند الرغبة في تناول هذه المستحضرات. حيث أن تناولها قد يؤدي فعلا إلى أحداث نقص في وزن الجسم إلا أن مفعولها ينتهي بانتهاء استخدام المستحضر وعندها يعود الجسم إلى اكتساب الكيلو غرامات التي فقدتها باستخدام المستحضر العجيب.
لذلك ينصح المنتجين لهذه المستحضرات باتباع حمية منخفضة السعرات الحرارية أثناء تناول أدوية تخفيف الوزن، هذا الأمر يجعل الإنسان يفقد الوزن على أي حال دون الحاجة إلى دواء التخسيس.
إضافة إلى هذا الكلام فأن المواد التي تستخدم في تحضير هذه الأدوية لا تخضع لرقابة صارمة كما أنها في بعض الحالات غير واضحة المصدر لهذا يكون المركب الأكثر فعالية في كل مستحضر مختلف تماما بين مستحضر و آخر.
كذلك فأن الأمر الأخر المثير للقلق هو أن كل حبوب تخفيف الوزن تسبب آثار جانبية قد تكون ذات اثر خطير على الصحة. لذلك دائما في حالة بقائك مصرة على تناول هذه الحبوب عليك استشارة الطبيب قبل تناولها.
هذا فيما يتعلق بحبوب تخفيف الوزن بشكل عام أما أعشاب تخسيس الوزن تحديدا فهي أيضا لا تقل خطورة حيث أشار باحثون من جامعة أوريغون للعلوم الصحية في الولايات المتحدة إلى أن بعض المستحضرات النباتية والعشبية والمكملات الغذائية التي يستخدمها الناس دون وصفة طبية للتخلص من بعض الكيلوغرامات من أوزانهم قد تفقدهم أكثر من ذلك بكثير.
فمثلا يعمل الشاي والأعشاب المخفف للوزن بشكل عام عن طريق زيادة نسبة إدرار البول، وبالتالي التخلص من كمية عالية من ماء الجسم الذي يشكل 60 في المائة من الوزن، وهذا ليس الحل لتخفيف الوزن..
بالإضافة إلى ذلك أشارت بعض الدراسات إلى أن الأعشاب بشكل عام يمكن أن تؤثر في الكلية. أما أعشاب التخسيس فان بعضها قد يحمل الكثير من الخطورة، حيث أكدت دراسة علمية حديثة أن عشبة "إفيدرا" مثلا التي يستخدمها الكثيرين للتخلص من الوزن والبحث عن الرشاقة، تزيد من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية، وطبقا لما ذكره العلماء، فقد أكدت الدراسة التي أجريت على عدد كبير من الأشخاص أن تناول ما يقرب من 32 ملليغراماً من هذه العشبة يزيد من خطورة النزيف المرتبط بالسكتة.
وأجرى الباحثون دراسة لحالات 20 مريضا كان من المقرر خضوعهم لعمليات زرع للكبد بسبب إصابتهم فجأة بفشل في الكبد، ووجدوا أن 11 من هؤلاء كانوا قد استخدموا إما مواد مكملة لتخفيف الوزن مع أو بدون عشبة Kava أو كانوا يستعملون مستحضرات عشبية شائعة الاستعمال تعرف أو يعتقد أنها سامة للكبد.
وجاءت هذه النتائج في التقرير الذي أصدره الدكتور ديفيد ستولبمان وزملاؤه في اجتماع للجمعية الأميركية لدراسة أمراض الكبد.
يعتبر فشل الكبد مرضاً مدمراً ويوصف بأنه "حالة مرضية عاجلة" تحدث بسبب ضرر في هذا العضو الحيوي يحدثه فيروس أو تناول طعام أو شراب سام. وينتج الضرر من جراء التلف السريع والهائل لخلايا الكبد مسببا اليرقان (صفار الجلد وبياض العين)، مشاكل تجلط الدم وتغييرا في الدماغ قد يؤدي إلى اختلال الجسم أو الغيبوبة. ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فشل في أعضاء الجسم الأخرى.
وفي الدراسة التي أجريت في جامعة أوريغون توفي ستة من الذين تعاطوا المكملات الغذائية بسبب فشل الكبد واحتاج ثلاث آخرون إلى زراعة الكبد وشفي واحد فقط دون الحاجة إلى زراعة.
قال الباحث ستولبمان، "لاحظنا في الدراسة التي أجريناها في مؤسستنا أن العديد من المرضى المصابين بفشل حاد في الكبد لم يفعلوا شيئاً آخر قد يقودهم إلى هذه الحالة غير تناولهم الأعشاب والمكملات الغذائية". وقد تفحص الباحثون البيانات الخاصة بالعشرين مريضا الذين تلقوا علاجا لفشل الكبد المفاجئ لمدة تزيد على 22 شهراً وبحثوا عن دلائل لأسباب أخرى محتملة أو حالات أخرى قد تتلف الكبد.
أظهرت نتائج الدراسة أن 11 مريضا تناولوا مكملات لتخفيف الوزن دون وصفة طبية أو أعشاباً وشكلت هذه المواد التفسير الوحيد لحالات تلف الكبد التي أصابتهم. وكانت المكملات التي تناولوها لا تحمل علامات تدل على العناصر التي يتكون منها. أما الأعشاب التي تناولوها فكانت معروفة بصلتها بمشاكل الكبد، لما في ذلك عشبة Kava وغيرها.
وكانت هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA أصدرت تحذيراً في آذار/مارس الماضي للمستهلكين تقول فيه أن المكملات الغذائية التي تحتوي على عشبة Kava يمكن أن يكون لها صلة بتلف الكبد. –(البوابة)