اكد استشاريوا جراحة العقم والضعف الجنسي ان تعرض الام الحامل لنكسات عاطفية وتوتر شديد يؤدي الى اختلال الهرمونات فى دمها مما يؤثر مباشرة على خلايا المخ عند الجنين ومن بينها خلايا تحديد الهوية الجنسية (الاحساس بالذكورة او الأنوثة).
ان مصطلح اعتلال الهوية الجنسية يعرف على انه تعارض جنس الشخص البيولوجي (من حيث الاعضاء التناسلية الخارجية) مع شعوره واحساسه بالهوية الجنسية (احساس عقلي داخل المخ) مما ينتج عنه شعور المريض بانه لاينتمي الى نفس الجنس ولكن للجنس المغاير.
وذكروا ان معظم الاطفال يتطور لديهم الاحساس بالهوية الجنسية خلال الفئة العمرية الممتدة بين 18 الى 30 شهرا وبعد ذلك يكون الاحساس ناضجا وثابتا . واضافوا انه قد لايوجد سبب محدد لظهور مرض اعتلال الهوية الجنسية لدى البعض الا ان هناك عوامل كثيرة تلعب دورا مهما فى الاصابة به.
واوضحوا انه الى جانب التوتر النفسي للحامل هناك عامل اخر وهو سحب السائل الاميوني من الرحم اثناء الحمل مما يؤدي الى اختلال الهرمونات وبالتالي التاثير على خلايا المخ.
وتطرقوا الى نوعية الغذاء الذي تتناوله الام اثناء فترة الحمل حيث ان هناك "الكثير من الاطعمة المعالجة بالهرمونات او المبيدات الحشرية" والتى يؤثر تناولها سلبا على تكوين اعضاء الجنين وتطور خلايا المخ وشعوره بهويته الجنسية فى المستقبل .
ان التلوث البيئي والتخلص من النفايات التى تحتوي على مواد كيماوية وهرمونات فى البحر او فى البيئة البرية وبالتالي تغذي الاسماك والحيوانات وكذلك الاشجار عليه كلها تؤدي الى انتقال تلك الملوثات الى جسم الانسان والتاثير سلبا على صحته الجسمانية مما يعد عاملا هاما للاصابة بالمرض.
و السلوك الاجتماعي مع الطفل من قبل الاباء اثناء تطور الاحساس بالهوية الجنسية قد يساعد على اعتلالها مثل تشجيع الاباء الطفل على ارتداء ملابس الجنس المغاير او اللعب بالعاب الجنس المغاير او قيامه بمهمات خاصة بالجنس الاخر.
واشاروا الى ان هذا السلوك الاجتماعي مع الطفل هو احدى اساسيات التربية ويؤثر تاثيرا مباشرا فى تطور الاحساس لديه بالجنس وبالتالي سلوكه فى المستقبل.
ان الاطباء وعلماء النفس يفسرون مرضى اعتلال الهوية الجنسية على انهم يعانون من صراع داخلي شديد ويودون التخلص من اعضائهم التناسلية الخارجية الى جانب الرغبة الشديدة فى التحول الى الجنس الاخر سواء بالادوية او اللجوء للجراحة.
هذا ومن جانب آخر، هناك الكثير من الأضرار التي سوف تلحق بطفلك نتيجة توترك الدائم أثناء فترة الحمل حيث وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة ويك فوريست الأمريكية، أن الأطفال الخدج لأمهات متوترات يفرطن في الشعور بالانزعاج والقلق، يتعرضون لتأخر ملحوظ في النمو عند بلوغهم السنة من العمر.
فبعد دراسة 116 ولادة مبكرة، ومراقبة مشاعر القلق عند الأمهات والعوامل التي قد تزيد خطر تعرض الأطفال لتأخر في النمو في السنة الأولى من أعمارهم، وتقييم تطورهم الحركي والعقلي لمدة عام واحد، أن قلق الأم يؤثر سلبا على نمو طفلها.
وعلى صعيد آخر، فمنذ مدة طويلة ربط العلماء بين حالات التوتر بين الحوامل وإسقاط الجنين، كما أشارت دراسات عديدة إلى أن الحوامل اللواتي يعانين من التوتر الشديد يفقدن الجنين ولكن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى سبب ذلك.
وفيما يعتبر إنجازا هاما تمكن فريق من العلماء من جامعة تفتس ومن اليونان من تحديد سلسلة من التفاعلات التي تبين بالتفصيل كيف أن هرمونات التوتر وغيرها من المواد الكيماوية تقوم بتدمير الرحم و المشيمة.
وقد نشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة الغدد الصماء، ومن شأن الدراسة أن تشرح أسباب خسارة الحوامل لأجنتهن دون معرفة العوامل الطبية التي تقف وراء ذلك بشكل واضح وكذلك السبب وراء تكرار هذه المشكلة ويمكن أن تساعد نتائج الدراسة على الوصول إلى إجراءات لمنع حدوث هذه المشكلة التي تسمى الإجهاض التلقائي.
وقد عرض الباحثون منذ مدة طويلة انه أثناء فترات التوتر يطلق الدماغ العديد من الهرمونات بما في ذلك واحد يدعى CRH وكشفت دراسات سابقة أن الحوامل اللواتي انجبن أطفالا قبل موعد الإنجاب أو أطفالا ذوي أوزان متدنية كانوا يعانون من مستويات عالية من هرمون CRH في الدم.
كذلك أظهرت دراسات أخرى أن الحوامل اللواتي يعانين من التوتر يتعرضن لأخطار اكبر من الإجهاض التلقائي وهرمون CRH يفرزه الدماغ استجابة للتوتر ويوجد في رحم المرأة الحامل والمشيمة مما يثير تقلصات في الرحم و يؤدي بالتالي إلى الإجهاض.
ولكن الدراسات السابقة تشير إلى أن الهرمون وغيره يمكن أن يفرز في أجزاء أخرى من الجسم حيث يستهدف بشكل خاص الخلايا الثديية مما يحدث نوعا من الحساسية وتوجد الخلايا الثديية بكثرة في الرحم وفي أثناء فترة التوتر فان إفراز هرمون CRH يجعل الخلايا الثديية تفرز مواد تسبب الإجهاض التلقائي.
ولكشف العلاقة بين الهرمون والحساسية أجرى الباحثون دراسة شملت 23 امرأة ووجدوا أن النساء اللواتي تعرضن للإجهاض التلقائي عدة مرات كن يعانين من مستويات عالية من هرمون CRH و هرمون آخر يسمى يوروكورتين في أنسجة المشيمة مقارنه مع اللواتي تعرضن للإجهاض التلقائي مرة واحدة أو لم يتعرضن لذلك أبدا.
قال رئيس الفريق الباحث، "أن ما يدعو الاستغراب بشكل خاص وجود كميات كبيرة من هرمونات التوتر في الخلايا الثديية في الرحم فقط و ليس في دم المرأة الحامل مما يضيف المصداقية إلى النظرية القائلة بان الهرمون يمكن أن يفرز محليا".