تخطي تجربتك مع الإجهاض

تاريخ النشر: 13 أبريل 2008 - 08:17 GMT

بالتوقع والحماس تنتظرين بفارغ الصبر داخل حمّامك. الانتظار الذي يبدو مثل الأبد هو في الحقيقة دقيقتان من الوقت لتلك النافذة الصغيرة جدا على عود بلاستيكي لتتحول إلى اللون الأزرق. وتقريبا تعمل فورا، وبالرغم من أنك تعرفين النتيجة إلا أنك تشعرين بحاجة لإثباتها. ثمّ يبدأ الشعور بأن فراشات تحوم في معدتك. شعور غريب بالحماس بينما تركضين لتخبري زوجك بأنّه سيصبح أبّا وبعد ذلك تستوعبين ما حدث أنت أيضا ستصبحين ماما! تتسألين مع نفسك بشكل صامت كيف سيكون شعورك لسماع هذه الكلمة للمرة الأولى وكيف سيكون الشعور عندما تحضنين طفلك في اللحظة التي تقابلينه بها لأول مرة في غرفة الولادة. تتخيّلين أصابع يده العشرة الخنصر والبنصر وأصابع القدم الصغيرة جدا. ببساطة لا يمكن أن تصدقي بأنك ستصبحين أما.


بعد أن تبدئي في إعداد خطط لمولودك المنتظر ، دون أن تقاومي الوقوف أمام كل مرآة ترينها لتحدقي في بطنك أو معبّرة عن الإعجاب بصدرك الذي بات منتفخا، يبدو شيء أخر غير طبيعي . وبالرغم من عدم قدرتك على تميز المشكلة إلا أنك تأتمن حدسك وتتوجّهين إلى طبيب الأشعة فوق السمعية ومعك ذلك البرعم الصغير الذي يوشك على التفتح ، طفلك الرضيع. نزف بسيط يقول لك الطبيب … وضع طبيعي جدا في الشهور الثلاثة الأولى للحمل لذا تتعهدين بأن تأخذ الأمور بسهولة وتأكلي الأشياء الصحيحة وتمتنعي عن أيّ شيء يمكن أن يكون ضارّا بطفلك الجميل وتأخذين صور الأشعة وتتأملينها في غرفة نومك قبل الذهاب إلى النوم كل ليلة.


ثمّ بعد بضعة أيام وفجأة تشعرين بطعنة ألم وتدركين بشكل مرير بأنّ طبيبك أخطأ في التشخيص. هناك خطب شديد الآن فتطلبين من زوجك أخذك إلى المستشفى، وتصلّي بأنّ يكون كل شيء على ما يرام لكنّك تعرفين من كمية الدمّ التي نزفتها بأنك فقدت شيئا. وبالرغم من أنك لا تستطيعين تحديد ما هو الاسوء، الألم الذي يجعلك تشعرين بالدوار أو الألم في قلبك لأنك بت تعرفين ما هي المشكلة.


ويطل عليك طبيبك برأسه المائلة إلى الجانب مع نظرة من الشفقة على وجهه مختلطة باللامبالاة، ويخبرك بأن حملك قد انتهى. فها هو قد قام بتنظيف الرحم من بقايا "النسيج"، كما يقال، ويطلب منك العودة إلى المنزل لترتاحي وتتركي جسمك يقوم بالبقية.


' كيف يكون هذا ' تفكرين مع نفسك. ما الخطأ الذي قمت به؟ هل كان شيء فعلته أم أكلته؟ بالتأكيد أن الملامة على ذلك. يحاول زوجك أفضل ما عنده ليوفر لك الدعم، ولكنه لن يعرف شعورك الحقيقي أبدا. والأن يجب أن تخبئي هذا الشعور الفظيع بالألم في قلبك في علبة صغيرة تمام مثل الثياب الصغيرة التي ركضت واشتريتها عندما عرفت بقدوم الغالي. تمسكين بالصورة فوق السمعية وتبكي ذلك البكاء الصامت الذي يجوّف عمق روحك ويمكنك أن تشعريّ بلسعة الدموع في عيونك وحنجرتك التي سرعان ما تغرق ركبك. كلّ شيء تمنّيته ذهب في ضربة واحدة.


مع مرور الأيام، تتقبلين الخسارة وقد تلاحظين تغير في مشاعرك. قد تشعرين بالغضب – ربما من طبيبك الذي لا ينتبه للإشارة الأولى من النزيف، أو من نفسك لأنك شككت بوجود خطب ما وربما كنت أنت السبب منذ البداية. هذه المشاعر طبيعية جدا وهي طريقتك في التعامل مع خسارتك.


لن تحتاجي إلى أي شخص يخبرك بأن الأيام والأسابيع التي تتبع الإجهاض يمكن أن تكون صعبة، وخصوصا إذا لم يكن هذا الإجهاض الأول لك، أو إذا كنت قد رتبت أمر الحمل بحذر. ومن الطبيعي جدا أن تمري بفترات من الصدمة والحزن، والكآبة، والإجهاد، وأحيانا الشعور بالفشل. قد تشعرين بالإحباط وبأنك غير قادرة على النوم.
 
حتى عندما تعتقدين بأنّك تخطيت تجربة الإجهاض، من المحتمل أن تشعري بعاصفة من المشاعر الحزينة عندما يتقرب موعد ولادة الطفل او تمر ذكرى الإجهاض المريرة.


ابدئي بأخذ خطوات جادة للتعافي عاطفيا. اخرجي من بيجامتك إلى الدش ثمّ اذهبي للتنزه في الهواء النقي. لخرجي وتكلّمي مع الناس الآخرين. ستتفاجئي لمعرفة عدد قصص الإجهاض التي ستسمعينها من أمّك، والأقرباء، والزملاء، والأصدقاء. إذا أردت مساعدة أكثر، اطلبي من طبيبك عن مجموعة دعم للنساء اللاتي تعرضن للإجهاض في منطقتك.


وبالطبع تذكري، بأن التعرض لتجربة الإجهاض لا يعني بالضرورة بأنك تعانين من مشكلة في الخصوبة. في الحقيقة، أظهرت الدراسات بأن نصف وثلاثة أرباع عدد النساء اللاتي تعرضن لتجربة أو ثلاثة تجارب إجهاض حصلن على أطفال يتمتعون بالصحة في النهاية دون الحاجة للتدخل الطبي.


مالم يخبرك طبيبك عدا ذلك، فمن المحتمل أن يكون الحمل الثاني طبيعيا. بعد الإجهاض الأول ، لن تتغير فرص حصولك على طفل أخر عن ذي قبل، وحتى بعد إخفاقان، ولكن الخطر في حدوث إجهاض ثالث يصبح أكبر.


في النهاية، لا يوجد هناك طريقة صحيحة أو خاطئة لمعالجة الإجهاض. اسمح لنفسك بالشعور بما تشعرين. الإجهاض خسارة هامّة ولا أحد، حتى من خلال أفضل النوايا، يمكن أن يفهم ما تمرين به بمالم يمروا بتلك التجربة أنفسهم. وعندما تشعرين بأنك جاهزة للمحاولة مرة أخرى، تذكري بان تأخذي اهتماما كبيرا وترتاحي قدر المستطاع بعيدا عن التوتر والقلق.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن