خلال الثلاثين عاما الماضية لم تشهد عملية علاج الاكتئاب أي تطور يذكر إذ أن أنواع الدواء و طريقة العلاج لم تشهد أي تطور جوهري خلال الفترة الماضية. حيث أن جميع أدوية الاكتئاب تعمل على زيادة إفراز الدماغ لمادة (serotonin) التي تساعد الخلايا العصبية على تحسين المزاج.
إلا أن هذا النوع من العلاج يحتاج لأسابيع حتى يأخذ مفعولة، وحتى بعد ذلك فأنه لا يكون ناجعا مع جميع المرضى إذ لا تتعدى نسبة نجاح هذا العلاج 50% من الحالات.
هذه الدراسة تم تسميتها (new mood) تستهدف إيجاد علاج جديد وإيجاد تحليل افضل لاسباب المرض مما يعطي فهم أوسع للمسببات وبالتالي إيجاد علاج أنجع للمرض. هذا الأمر من شأنه مساعدة حوالي 120 مليون شخص يعانون من الاكتئاب في العالم.
الدراسة ركزت على دراسة الجينات التي تؤدي إلى الاكتئاب عند الفئران والجرذان و بالنهاية عند الإنسان. تصاب القوارض بالاكتئاب عندما تتعرض للضغط المستمر على فترات طويلة. حيث أن الحيوانات التي تصاب بالاكتئاب تفقد الرغبة في المتعة بحيث لا تظهر أي رغبة في تناول السكر بدلا من الماء العادي عند منحها الاختيار. كما أنها تستسلم بسهولة اكبر عند وضع تحديات أمامها.
يقوم العلماء من خلال هذه الدراسة بعمل قاعدة بيانات حول 800 جين قد يكون مرتبط بشعور الإنسان بالاكتئاب من ضمنها الجينات التي تؤثر على عملية الايض في الجسم و خلايا النمو والاتصال في الجسم.
بحيث يتم وضع قاعدة البيانات على رقاقة إلكترونية (microchip) بحيث يتم زرعها في الجسم ويكون بإمكانها تحديد أي الجينات ناشط وأيها خامل في الفئران المصابة بالاكتئاب و من ثم في الفئران التي تتمتع بصحة جيدة ومن ثم تطبيق ذلك على الإنسان.
هذه الدراسة من شأنها إيجاد طرق علاجية افضل وإلى أدوية اكثر فعالية في علاج الاكتئاب و ذلك حسب المسبب للمرض. يعتقد أن الاكتئاب قد يكون سببه عارض جيني أو عوامل محيطة بالإنسان تؤثر بالنهاية على نفسيته، أهم الأسباب وأكثرها انتشارا هو التعرض للضغط المستمر.
تم رصد مبلغ 3.7 مليون يورو لهذه الدراسة (new mood) على مدى خمسة سنوات حيث يتم إجراء التجارب و الفحوصات في 13 مختبر في اكثر من عشرة دول حول العالم.