أثبتت دراسات جديدة أجراها العلماء في هولندا مؤخرا، أن التفاؤل الدائم والنظر إلى الجانب المضيء من الحياة يساعد في تحسين الصحة وإطالة العمر.
ووجد الباحثون في مركز ديلفلاند للطب النفسي، بعد متابعة معدلات الوفاة بين أشخاص وصفوا أنفسهم بالمتفائلين وآخرين متشائمين، أن خطر الوفاة من جميع الأسباب كان أقل بنسبة 55 في المائة عند الذين تمتعوا بأعلى درجات التفاؤل، كما قل خطر الوفاة من أمراض القلب بينهم بأكثر من 23 في المائة، مقارنة مع الأشخاص الذين ينظرون للحياة بتشاؤم وسلبية.
ويرى العلماء، حسب صحيفة الخليج، أن التفاؤل كان عاملا مهما طويل الأمد في تحديد الوفاة من جميع الأسباب أو من أمراض القلب الوعائية عند المسنين، بصرف النظر عن الخصائص الاجتماعية أو عوامل الخطر القلبية لديهم.
وتدعم هذه الدراسة نتائج دراسة كانت قد نشرت عام 1988 في دورية (الشخصية وعلم النفس الاجتماعي) حيث قام الباحثون في السابق بدراسة حالات 99 رجلا يبلغون 25 عاما وصنفوا درجة التفاؤل لديهم بشكل عام .
وعندما بلغ هؤلاء 65 عاما قام الأطباء بفحصهم وتبين أن المتفائلين منهم والذين بقوا على قيد الحياة نعموا بصحة أفضل من الذين كانت درجة التفاؤل أقل لديهم.
يميل المتشائمون للاعتقاد بأن الأيام الصعبة ستبقى إلى الأبد وان خطأ بمفرده سيؤثر على كافة جوانب حياتهم. ونتيجة لذلك يصابون بالإحباط ويستسلمون بسهولة.
ومع ذلك يمكن للتفاؤل أن يجلب المتاعب أحيانا، حسبما يقول الدكتور أندرو شاتي من (أنظمة التعليم التكيفي) في شبكة KING OF PRUSSIA. ويضيف أن المتفائلين يميلون لإلقاء اللوم على غيرهم عندما لا تسير الأمور على خير ما يرام .
ويمكن للمتفائلين أن يتخذوا مواقف عدائية ومندفعة وركوب الأخطار. يقول شاتي "المغالاة في كلتا الحالتين غير صحية. إن أكثر الناس فعالية أولئك الذين يجمعون بين المقدرة التي يتحلى بها المتفائلون ونظام الإنذار المبكر لدى المتشائمين. وتكمن الحيلة في توقيت وكيفية التكيف وتعديل وجهة النظر".
نصيحة للمتفائل الدائم
أنت جيد في تحفيز الناس والحصول على الدعم منهم لأفكار جديدة ولكن عليك أن تتذكر أن رئيس المشجعين يواجه مخاطر عديدة منها:
-التقليل من أهمية التحديات ولذا عليك الإصغاء إلى منتقديك.
-عندما تقترف خطأ لا تقم بتبريره، قف وفكر كيف أن هذا السلوك يؤثر على حياتك.
-عندما لا تسير الأمور كما يجب، ربما تضع اللائمة على غيرك وتبدأ بالتفتيش عن أخطاء الآخرين. تحمل جزءا من المسؤولية عن المشكلة وفوق ذلك كله، عليك بالتوقف عن الإشارة إلى الناس بإصبعك.
نصيحة إلى المتشائم الدائم
-أنت جيد في تحليل المشاكل واكتشاف الأعمال التي سوف تفشل ولكنك سوف تكون مسؤولا إذا قطعت شوطا طويلا على هذه الطريق.
-عندما يحصل مكروه، لا تفترض أتوماتيكيا بأن ذلك نتيجة لخطأ منك. قم بإعداد قائمة بالعوامل الأخرى التي أدت إلى هذه النتيجة.
-لا تفترض أن خطأ واحدا سيكلفك كل شيء أو أنك لا تستطيع النهوض ثانية.
-ركز على الأشياء التي يمكن لك تغييرها وحاول إيجاد بدائل جديدة._(البوابة)