المواليد منخفضو الوزن.. معرضون للكثير!

تاريخ النشر: 18 أكتوبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

كشفت دراسة طبية حديثة النقاب عن أن الاطفال الذين يولدون منخفضى الوزن يعانون مشكلات فى مستوى تحصيلهم الدراسى ليتموا مشوارهم الاكاديمي وذلك على الرغم من نشأتهم فى مستوى ثقافى مرتفع. 

 

وقد أظهرت نتائج الدراسة التى أجريت على مجموعة من الاطفال تراوحت أعمارهم مابين الحادية عشرة والسابعة عشرة وزنهم عند الولادة كان أقل من اثنين ونصف الكيلوغرام، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، حصولهم على مابين ثلاث إلى خمس نقاط أقل فى اختبارات قياس قدراتهم على التحصيل الدراسى الاكاديمى بالمقارنة بأقرانهم من الأطفال. 

 

هذا ومن جانب آخر، أظهرت دراسة كندية أن المراهقين الذين ولدوا صغارا في الحجم ومنخفضي الوزن أي أقل من كيلوغرام واحد، أكثر عرضة للإصابة بالكآبة أو فرط النشاط وغيرها من المشكلات السلوكية والنفسية مقارنة بالمراهقين الذين ولدوا بأوزان طبيعية.  

 

وقال الأطباء أن المراهقين أنفسهم لا يشعرون بمثل هذه المشكلات ولا يحسون بوجود أي اختلاف بينهم وبين أقرانهم ممن ولدوا بأوزان طبيعية، ولكن بالرغم من هذه الصورة الإيجابية عن الذات المطبوعة في عقول هؤلاء الشباب الصغار الذين ولدوا بأوزان قليلة، إلا أنهم، أكثر تعرضا للإصابة بمشكلات والاضطرابات السلوكية.  

 

وهذه ليست الدراسة الأولى التي أشارت إلى موضوع وزن المواليد حيث قال باحثون بريطانيون أن وزن الطفل عند ميلاده عامل مهم في تحديد تطوره البدني والذهني وقد يؤثر كذلك على درجاته في الامتحانات فيما بعد. 

 

وأضافوا أن الأطفال الذين يولدون صغار الحجم يبدؤون حياتهم بميزات اقل إذ أن الدراسات الطبية أظهرت انهم يكونون اكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل السكري والربو وأمراض القلب مع تقدمهم في السن. ‏  

 

وأشار الباحثون في جامعة ليفربول البريطانية إلى أن المراهقين الذين ولدوا صغار الحجم لا يحققون درجات عالية في الامتحانات بالمقارنة بالذين ولدوا بأحجام اكبر. ‏  

 

واستبعد الباحثون العوامل التعليمية والاجتماعية لان التلاميذ كانوا في مدرسة واحدة وجاءوا من بيئة مماثلة وبدا أن ضعف الوزن عند الميلاد الذي ينتج عن الولادة المبكرة أو بطء النمو داخل الرحم هو السبب الرئيسي.  

 

هذا وتدعم هذه الدراسة دراسة سابقة مشابهة حيث كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون بوزن أكبر يتمتعون بقدر أكبر من الذكاء في المراحل اللاحقة من طفولتهم مقارنة مع أولئك الذين يولدون بوزن أقل. وقد يكون سبب ذلك هو أن الأطفال الأثقل وزنا قد حصلوا على غذاء أفضل في رحم الأم أثناء المراحل المهمة لنمو الدماغ.  

 

وذكرت هذه الدراسة أن دراسات أخرى برهنت على أن نقص وزن الطفل عند الولادة يؤثر سلبا على نموه العقلي اللاحق. ومن المعروف أن الأطفال الخدج، الذين يولدون مبكرا، يقل وزنهم عادة عن الوزن الطبيعي لباقي الأطفال، غير أن الدراسة الأخيرة تشير إلى أن علاقة الذكاء بالوزن عند الولادة تمتد حتى إلى الأطفال الذين يولدون بوزن وحجم طبيعيين.  

 

وكان فريق من الباحثين من المركز المدني لدراسات الأوبئة في نيويورك قد درس ثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعة وثمانين طفلا ولدوا في الفترة بين عام تسعة وخمسين وستة وستين، وقد أخضع بعض الأخوة والأخوات للاختبار أيضا للتأكد من التأثيرات التي يتركها وزن الطفل على ذكائه وفصلها عن التأثيرات الناتجة عن التغذية أو العوامل الأخرى.  

 

وقد اختلفت أوزان الأطفال الذين تناولتهم الدراسة من كيلو غرام ونصف إلى أربعة كيلو غرامات تقريبا، ثم اختبرت نسبة الذكاء بعد سبع سنوات. وبشكل عام، فقد وجدت الدراسة أنه كلما ارتفع وزن الطفل عند الولادة ازدادت نسبة الذكاء قليلا، وكان الفرق في الذكاء بين الأطفال من وزن 2.5 كيلو غرام وأربعة كيلو غرامات هو عشر نقاط.  

 

ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن الفرق في الذكاء بين الأطفال المولودين بوزن طبيعي يبدو معتدلا قليلا وليس له أهمية علمية بالنسبة للأطفال المعنيين، فإن الفرق قد يكون مهما بالنسبة للمجتمع ككل، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه التأثيرات يمكن أن تلقي بعض الضوء على العلاقة بين نمو الجنين ونمو الدماغ.  

 

وقد كشفت دراسات أخرى عن نتائج مماثلة، بل إن دراسة أجريت في الدانمارك برهنت على أن زيادة وزن الطفل تنعكس إيجابيا على ذكائه حتى يصل وزن الطفل إلى أربعة كيلو غرامات ومائتي غرام .  

 

ويعتقد أن السبب في هذا التناسب الطردي بين وزن الطفل ونسبة الذكاء إنما يعود إلى الغذاء المتوفر للجنين أثناء فترة الحمل، وهي فترة مهمة جدا لتطور العقل._(البوابة)