لسنوات، شدد وسائل الإعلام على الدور الحيويِ الذي يلعبه الكالسيوم في منع نخر العظام - مرض يسبب تراجع الكثافة العظمية، ويعاني منه حوالي 10 مليون أمريكي. ويتوقع أن يتم تشخيص حوالي 34 مليون آخرين على مدى السنوات القادمة. وساهمت السمعة التي يتمتع بها الكالسيوم أحياناً كثيرا بالتغطية على الضرورة الغذائية لفيتامين دي، الذي بدونه لا يستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم وإيداعه في العظام.
ويصنع الجسم الإنساني فيتامين دي الخاص به، عندما تتفاعل الأشعة فوق البنفسجية "بي يو في بي" الصادرة من أشعة الشمسِ مع مادة كيماوية في الجلد. وتكفي حوالي 5 إلى 15 دقيقة من التعرضِ للشمسِ غير المرشح كل يوم للحصول على الكمية الكافية من فيتامين دي.
ولكن لا يمكن اعتبار طريقة التشميس هذه موثوقة 100 بالمائة لكل شخصِ، خصوصاً للناسِ الأكبر سناً الذين هم في خطر أعلى للإصابة بضعف وكسر العظام. وتتضمن الأسباب:
• قدرة الجلد على صنع فيتامين دي من أشعة "يو في بي" تصبح أقل كفاءة كلما تقدمنا في السن.
• تحجب البشرة السمراء الداكنة بحدود 95 بالمائة من أشعة "يو في بي".
• يمتص كريم الوقاية من الشمس أشعة "يو في- بي"، قبل أن يتمكن الجلد من صنع فيتامين دي.
• تحجب طبقة الأوزون أشعة "يو في- بي" في المناطق الشمالية خلال فترة الشتاء.
• لا يمكن الخروج للتنزه دائما في الأيام الصيفية المشمسة.
ونتيجة لذلك، لا يحصل العديد من المسنين على فيتامين دي الكافي، خصوصاً في الشتاءِ.
ووفقا للباحث مايكل أم هوليك، دكتوراه، من مركز الطبي بجامعة بوسطن لا يحصل 40 بالمائة من المرضى الذين يعانون من كسور الورك في الولايات المتحدة الشمالية الشرقية، وأوروبا على كفايتهم من فيتامين دي. وأظهرت أحدى دراسات هوليك، بأن بعض كبار السن في ماين يفقدون 3 بالمائة إلى 4 بالمائة من الكتلة العظمية في أوراكهم، وأعمدتهم الفقرية في فصلي الخريف والشتاء ويستعيدون بعض منها في فصلي الربيع والصيف.
وفحص هوليك 290 شخص في مستشفى بوسطن، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 95 عاماً، فوجدوا بأن 57 بالمائة لم يكونوا يملكون فيتامين دي في دمهم بكمية كافية. وفي مثل هذه الحالات، يهاجم الدم الهيكل العظمي للحصول على الكالسيومِ، مما يزيد من خطر الإصابة بنخر العظام.
وتشير هذه النتائج وغيرها من النتائج إلى أن المصادر الغذائية من فيتامين دي تصبح مهمة جداً كلما نكبر في السن. وتعتبر الكمية الموصّى بها من فيتامين دي للبالغين 400 (وحدة دولية). وفقاً للمعهد الوطني للشيخوخَة، يوصي المعهد بزيادة الكمية للأشخاص الأكبر من 70 سنة بنسبة 600 وحدة.
يتوفر فيتامين دي من ثلاثة مصادر:
o الحليب والمنتَجات المقوى من الحليب (ولَيس اللبن) بالإضافة إلى بعض السمك.
o الملحقات الغذائية بما في ذلك ملاحقِ الكالسيوم، وفيتامين دي.
o الجلد المعرض للشمس.
وفقا للقوانين الغذائية، يجب أن يحتوي ربع الجالون من الحليب على 400 وحدة من فيتامين دي، حبوب القمح، محّ البيض، والسمك الغني بالدهون (مثل سمك التونا، والسردينِ، والاسقمري)، وتعتبر مصادر غنية من فيتامين دي. كما توفر بعض أطعمة الإفطار المغذية، والمشروبات 100 إلى 140 وحدة من فيتامين دي لكل وجبة. كما يوجد فيتامين دي في الملاحق الغذائية أيضا.
احذري إذا تناولت ملحق فيتامين دي، قومي بقراءة المعلومات الغذائية لتجنب تناول كميات مضاعفة من فيتامين دي. وفقاً لرسالة عيادة مايو الصحية، فأن تناول أكثر من 2,000 وحدة من فيتامين دي يسبب آثارا جانبية سامة. وتتضمن أعراض التسمم من فيتامين دي الغثيان، والصداع، والتبوّل المفرط، وضغط الدم المرتفع، وحصى الكلى، وتلف الكلية، ومشاكلِ أخرى.