الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة: الأسباب والأعراض

هناك شعور يغلب على البعض منا وهو عدم الاتزان أو الدوار، وأكثر الأعضاء تأثرًا به هم الأذنين والعينين، وغالبًا يكثُر ذلك الشعور على النساء مقارنة بالرجال وذلك بسبب التكوين الجسماني والفترات التي تمر بها من حمل أو دورة شهرية؛ لذلك خلال مقالنا سنتعرف على الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة الشهرية؛ وأسبابها وطرق علاجها.

ما هي الدوخة؟

في البداية يجب أن نتعرف على تلك الحالة المرضية من أجل وضع التشخيص الدقيق لها؛ فالدوخة هي الشعور بفقدان التوازن وكأن الدنيا لا تحملك؛ ونتيجة لذلك فإن بعض الحالات تتعرض إلى الإغماء المفاجئ، ترجع الدوخة إلى العديد من الأسباب والتي منها زيادة الضغط النفسي أو الجسماني كالإرهاق أو قلة النوم أو مشاكل متعلقة بالصحة مثل: (الإصابة بالتهابات ومشاكل بالأذن الوسطى أو الصداع النصفي المزمن أو مرض مينيير أو انخفاض ضغط الدم).

قد يكون السبب التعرض لضربة شمس أو الأنيميا أو قلة شرب الماء والتعرض إلى الجفاف وكذلك تناول الأدوية التي بدورها تسبب حالة من عدم الاتزان أو التمرين المبالغ فيه فكما ترى في فيديوهات التمارين الرياضية عندما يكون اللاعب بحمل وزن أكبر من قدرته على التحمل سريعًا يدخل في حالة من الدوخة يليها إغماء سريع، لكن في مقالنا سنتكلم عن أكثر سببين للدوخة شائعين لدى النساء وهم الدوخة الناجمة عن الحمل أو المرور بفترة الدورة الشهرية.

تعرف على الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة

عند البحث عن الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة الشهرية فلن تجد فرق شعوريًا؛ بمعنى أن في كلا الحالتين تشعر المرأة بدوار وعدم القدرة على الاتزان كما أن الدنيا بأكملها تدور ولا تتوقف تستمر تلك الحالة في بعض الآحيان ثواني لدقائق؛ لكن في بعض الحالات يستمر الأمر أكثر من ذلك ومن هنا يضيق النفس ومن ثَم التعرض إلى الإغماء؛ لكن الفرق الجوهري بين الحالتين تستدعي تركيز من المرأة في الأعراض التي تشعر بها والتي سنوضحها خلال مقالنا.

دوخة الحمل

من أكثر التجارب الرائعة في حياة المرأة هي فترة الحمل؛ ذلك لكون هناك كائن يخلق بداخلها وبالطبع تلك معجزة إلهية؛ من الأعراض التي قد تتعرف خلالها المرأة على كونها حامل الشعور بالدوار "الدوخة"؛ وبالطبع يكون في فترة من بعض التبويض حتى مرور موعد الدورة الشهرية المعتاد أي بعد 3:4 أسابيع من أول يوم في الدورة من الشهر الماضي.

أسباب دوخة الحمل

يرجع الدوخة خلال فترة الحمل إلى مجموعة من العوامل الجسدية الداخلية؛ والتي تستمر غالبًا خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل وهم:

1- غثيان وقيء الحمل

بالطبع تعاني بعض النساء خلال فترة الحمل من الغثيان الذي قد يصنف على أنه صباحي أو يستمر معها طوال اليوم؛ وهو من العلامات المميزة لمعرفة الفرق بين دوخة الدورة ودوخة الحمل خاصة مع انقطاع الدورة الشهرية، تحدث تلك الحالة خلال الشهور الأولى من الحمل بسبب تغير مستوى الهرمونات داخل الجسم لتهيئة جسم الحامل لظروف مثالية لكي ينمو الجنين؛ في تلك الفترة تعاني السيدات من عدم القدرة على إبقاء الطعام بداخلهم فبمجرد شم رائحة معينة أو تناول طعام تشعر بالغثيان ثم المرور بحالة القيء الحملي.

2- التغير الهرموني ونتائجه

كما وضحنا من قبل أسباب التغيرات الهرمونية خلال الحمل؛ لكن ما هي نتائجه؟ حيث أنه بسبب تلك التغيرات يزداد كمية الدم المتدفق المترتب عليه تغيرات في ضغط الدم والشائع حدوث انخفاض في ضغط دم الحامل مما يؤدي إلى الشعور بالدوخة والتي تزداد في حالة وقوفها مرة واحدة بعد الجلوس أو الاستلقاء.

3- الشعور بالجوع

في الثلثين الآخرين من الحمل يزداد متطلبات الحامل للسعرات الحرارية من أجل الحصول على التغذية السليمة لها ولجنينها؛ والذي يترتب عليه الشعور بالجوع بشكل كبير وهذا نتيجة لأن نسبة الجلوكوز في الجسم منخفضة لسرعة استهلاكها ومن هنا تشعر الحامل بالدوخة.

 4- الحمل خارج الرحم

بعض الحالات الشاذة من الحمل تقوم البويضة بالانغراس بقناة فالوب بدلًا من الرحم؛ ويكون النتيجة الشعور بألم بطني ونزيف مهبلي علاوة على الدوخة؛ لذلك إذا كنتِ تشعرين بتلك الأعراض عليك التوجه إلى الطبيب سريعًا.

5- مقاومة الأنسولين

هي حالة مرضية قد تصيب النساء خلال فترة الحمل وذلك لأن الحمل قد يقلل من كافأه الجسم على إنتاج هرمون الأنسولين والذي بدوره يعمل على إدخال الجلوكوز إلى داخل الخلية للحصول على الطاقة؛ لذلك تصبح الحامل مصابة بسكري الحمل ونتيجة لذلك فهي تشعر بالدوخة عندما يزداد نسبة السكر في الجسم أو عند شعورها بالجوع أو عند تلقي الدواء اللازم لخفض نسبة السكر في الدم.

أعراض الحمل

هي أحد الجوانب الهامة لمعرفة الفرق بين الدوخة للحمل والدوخة للدورة؛ حيث من خلالها يمكنك تحديد المسبب الرئيسي للدوخة ثم العمل على علاجه ومن تلك الأعراض التالي:

• نزول دم أخف من دم الدورة: حيث أنه عبارة عن شعيرات دموية مع إفرازات أو بقع من الدم الفاتح؛ في بعض الحالات قد يكون عبارة عن بقعة دم وقد يستمر الأمر لبضع ساعات ويتوقف، وهو ناتج عن انغراس البويضة المخصبة بالرحم حتى يثبت الحمل.
• انتفاخ الثدي: في الأسابيع الأولى من الحمل ومع التغيرات الهرمونية يبدأ الثدي في الانتفاخ والشعور بألم عند لمسه؛ ولكن سرعان مع انتهاء الشهر الأول يتوقف الشعور بذلك الألم.
• ارتفاع درجة الحرارة: يؤدي زيادة نسبة هرمون البروجيستيرون في الجسم إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بمعدل نص درجة مئوية عن المعدل الطبيعي؛ لذلك إذا كنتِ تعتقدين أنكِ حامل عليك بمتابعة درجة حرارة جسمك لمدة أسبوعين إذا لاحظت تلك الزيادة، فذلك يكون دليل قوي على كونك حامل ومن هنا يمكنك ملاحظة الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة.
• الإفرازات المهلبية البيضاء: خلال فترة الحمل يزداد نمو خلايا بطانة الرحم؛ والتي يترتب عليها خروج تلك الإفرازات طوال فترة الحمل مع العلم أنها بدون رائحة علاوة على كونها لا تسبب حكة.
• الشهية: شهية الحامل تتميز بالتقلب المستمر فقد تجدها محبة لنوع معين من الطعام وتأنف من نوع أخر؛ قد تجدها في بعض الأوقات تتناول كمية كبيرة من الطعام وفي وقت لاحق لا تحب حتى رؤية الطعام أمامها كل ذلك بسبب التغيرات الهرمونية للحامل.
• الخمول والضعف العام: زيادة هرمون البروجيستيرون للحامل يؤدي إلى الشعور بالخمول والرغبة المستمرة في النمو بالتالي صعوبة في تأدية الأنشطة اليومية العادية.

دوخة الدورة الشهرية

يحدث تغيرات كثيرة خلال فترة الدورة الشهرية في جسم المرأة لأنها تشبه فترة الحمل؛ على خلاف أن الحمل حدث تخصيب للبويضة وانغراس أما هنا لا؛ بالتالي لمعرفة الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة يجب التعرف على أعراض الدورة الشهرية لتفريقها عن الحمل؛ وكذلك أسباب دوخة الدورة الشهرية.

أسباب دوخة الدورة الشهرية

حتى نميز الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة سنتعرف على أسباب دوخة الدورة الشهرية والتي منها التالي:

1- الصداع النصفي

الصداع النصفي من المسببات الأساسية للدوخة بشكل عام؛ لذلك عندما تعاني بعض السيدات منه تشعر بفقدان التوازن حيث يكون ناجم عن التعرض لنزف أو تغيرات هرمونية وكذلك الدورة الشهرية تسبب في بعض الأحيان إضرابات في النوم وإجهاد مما يؤدي إلى الصداع بالتالي الدوخة؛ تستمر الدوخة من عدة دقائق إلى عدة أيام.

2- نزول الطمث بغزارة

تعاني حوالي من 10:20% من النساء من الطمث الغزير علاوة على 20% من السيدات يعانين من الأنيميا؛ بالتالي مشاكل في نسبة الهيموجلوبين بالجسم وعدم وصل الأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم بشكل طبيعي مما يترتب عليه الشعور بالدوخة والتعب.

3- الإصابة بالأورام الليفية

الورم الليفي في الرحم من الأمراض الشائعة في الفترة الحالية، وهي عبارة عن نمو غير سرطاني في الرحم والذي يزداد مع الإنجاب؛ تصاب به السيدات في مختلف الأعمار لكن 80% من النساء يصبن به في الخمسين من العمر؛ وهو يؤدي إلى نزف غزير خلال فترة الدورة الشهرية مما يترتب عليه فقر دم ثم الدوخة.

أعراض الدورة الشهرية

هناك مجموعة من الأعراض المميزة لفترة الدورة مثل حب الشباب والتقلبات المزاجية خاصة في فترة PMS والمرور بتقلبات بالجهاز الهضمي فتارة الإصابة بالإسهال وتارة الإمساك وهكذا؛ الانتفاخات وألم في البطن والشعور بصداع غالبًا ما يصيب كامل الرأس علاوة على ألم في الثدي قبل وأثناء الدورة الشهرية مع نزول الدم عدة أيام متتالية.

علاج دوخة الحمل أو الدورة الشهرية

بعد التعرف على الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة يجب معرفة أن العلاج الملائم في حالة الدورة هو الاسترخاء وتناول المشروبات الساخنة والسوائل وعدم بذل الكثير من الجهد بينما الحامل مراعاة الوجبات التي تتناولها والحفاظ على نسبة السكريات التي يحتاجها الجسم وممارسة الرياضة وتناول الأدوية المناسبة والأمنه للحامل للتخلص من الصداع المزمن.

من أجل التخلص من الدوخة لدى السيدات؛ يجب التعرف على الفرق بين دوخة الحمل ودوخة الدورة للحصول على حياة صحية خالية من الأرق والتعب ومليئة بالإنجازات.