أكدت دراسات طبية أن الختان والاستخدام المنتظم للعوازل الجنسية الوقائية يقلل خطر التقاط الرجال للفيروس الحيلومي البشري المسبب للثآليل التناسلية والأورام السرطانية.
وأوضح باحثون في مركز العناية المتجولة والشؤون الحربية، أن هذا الفيروس هو المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم عند السيدات.
ولاحظ هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة "الأمراض المنقولة جنسيا"، أن عملية الختان والاستخدام المنتظم للعوازل الجنسية ساعدت في الوقاية من الفيروس الحيلومي، الذي يصيب العضو الذكري، حيث تعرض الرجال المختونين للإصابة بأقل من الثلث، مقارنة بغير المختونين، وقللت العوازل من هذا الخطر أيضا بحوالي النصف، مقارنة بالذين لم يستخدموها.
هذا ومن المعروف أن معظم الرجال الأوروبيين لا يفكرون في الختان، وهذا ناجم عن شعورهم بأن إزالة هذه القطعة الأمامية ستقلل إحساسهم أثناء ممارسة العملية الجنسية. إلا أن من الثابت أن الختان لا علاقة له بتقليل الفحولة أو إشاعة الاضطراب الجنسي، بل بالعكس فإن إزالة الجلدة الزائدة لها منافع صحية كثيرة.
وتثبت دراسة أسترالية أن العيش بدون الجلدة الزائدة أكثر صحية لأن المختونين أقل عرضة للإصابة بمرض الإيدز من غير المختونين أيضا. وصارت سلطات الولايات المتحدة توصي بالختان منذ نهاية السبعينات، حيث انتشر الختان ليشمل اليوم 90% من الولايات الجديدة.
ويثبت العلم أن الختان لا يؤثر على قوة الرجل الجنسية سلبيا ولا إيجابيا، كما أن إزالة الجلدة الزائدة لا تقلل من إحساس الإنسان، وذلك لأن الجزء الحساس في العضو التناسلي يقع تحت منطقة الجلدة الزائدة ولا يتأثر بختانها. ويبدو أن الأميركيات اكثر ارتياحا للرجال المختونين لأن إحصائية نشرت في عام 1998 تقول إن 90% من النساء الأميركيات يفضلن الرجال المختونين.
والجدير ذكره أن أطباء من مسؤولي الصحة قد طلبوا الترويج لختان الرجال بوصفه وسيلة للحد من انتشار مرض الإيدز.
وقال متحدثون في المؤتمر الدولي الثالث عشر للإيدز الذي انعقد في جنوب أفريقيا إن أكثر من نصف حالات الإصابة بالإيدز في بعض المجموعات يمكن تحاشيها بواسطة الختان، فقد دلّت دراسات أجريت مؤخرا إلى أن الختان يحمي الرجال من خطر الإصابة بمرض الإيدز ومن احتمال نقل العدوى للنساء.
وقد دلت الدراسات أيضا إلى أن الختان يرفع من المستوى الصحي لدى الأفراد وذلك بمنع نمو البكتيريا خلف القلفة.
وقال الدكتور روبرت بيلي من جامعة إيلينوي في شيكاغو إن الختان يمكن استخدامه كسلاح ضد الإيدز والإصابة بفايروس أتش آي في المسبب له. وعبر الدكتور بيلي عن اعتقاده بوجود كم كاف من الأدلة للتفكير جديا في إضافة الختان إلى الأسلحة القليلة المتوفرة لمحاربة الإيدز.
وأجرى الدكتور بيلي دراسته على شعب اللو في كينيا البالغ تعداده زهاء 3 ملايين شخصا والذي لا يمارس رجاله الختان. وقد وجد بيلي أن نسبة الإصابة بالإيدز مرتفعة جدا بين أفراد اللو.
من ناحية أخرى، قدمت الدكتورة آن بوفي من معهد الطب الاستوائي في أنتورب ببلجيكا دراسة حول انتشار الإيدز في 4 مدن أفريقية. اختارت بوفي مدينتي كيسومو الكينية وإندولا الزامبية حيث ينتشر مرض الإيدز بنسب عالية، ومدينتي ياووندي في الكاميرون وكوتونو في بينين حيث ينتشر المرض بنسبة أقل، وجدت الباحثة البلجيكية أن نسب الإصابة بالإيدز تتبع نسب الختان، مما حدا بها إلى تأييد الدعوة إلى ختان الرجال.
ويبدو أن فوائد ختان الذكور لا تقتصر على الرجال وحسب، بل تتعدها إلى صحة نسائهم أيضاً، فقد أظهرت دراسة إسبانية جديدة نشرتها مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، أن المتزوجات من رجال خضعوا لعملية الختان، أقل عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم،
ووجد الباحثون في مستشفى للوبريجات ببرشلونة، أن عملية الختان تحمي الرجال من التقاط فيروس الحليلوم البشري HPV، المسؤول عن 99% من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء.
وقال هؤلاء إن الختان يفيد الرجال، إذ يقلل خطر إصابتهم بالثآليل التناسلية والأمراض الجنسية مثل الإيدز والزهري، وسرطان القضيب والبروستات.
وأشار الخبراء إلى أن عملية ختان الذكور تقلل معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء بنسبة 23-43%. مؤكدين أن الاستخدام المنتظم للعازل والنظافة المناسبة، تمثل أهم الطرق لتقليل مخاطر الإصابات.
وكانت البحوث السابقة أظهرت أن الرجال غير المختونين يتعرضون لخطر أعلى للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز، من نظرائهم الذين خضعوا للختان.
وتبين للعلماء بعد متابعة سبع دراسات أجريت في خمسة بلدان مختلفة، أن فيروس الجيلوم البشري HPV، موجود عن 20% من الرجال غير المختونين، وأقل من 6% عن المختونين، ووجد هؤلاء أن احتمالات إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم انخفضت بنسبة 58% على الأقل، إذا كان زوجها مختونا، حتى وإن مر بعلاقات غير مشروعة._(البوابة)
