الكثيرات من الأمهات المقبلات يفاجأن بقلق ومخاوف لم يكنّ يتوقعنها إطمئني ، فحدوث هذه التغيرات المزاجية شـئ طبيعيّ
حالما تعرفين أنك حامل ، يتغيّر كل شئ . يتغير جسمك ، وتتغير أولوياتك ، وتتغير كذلك عواطفك . قد تكونين تشاهدين الأخبار على التلفزيون وفجأة تنفجرين باكية . قد تستتيقظين في الصباح مسرورة ونشيطة ، ثم تنقلب عواطفك إلى البكاء بدون أي سبب تعرفينه . إلا أن السبب في الواقع موجود ، ألا وهو أنك حامل ومن الطبيعي أن تصبحي أكثر حساسية . التغيرات المزاجية جزء من التطورات التي تطرأ على الحامل ، تماماً مثل زيادة الوزن . اطمئني ، فإن جميع النساء الحوامل تمر بهن تغيّرات مزاجية تسمى اكتئاب الحمل ، لها نواحٍ بيولوجية وسيكولوجية واجتماعية . أفضل طريقة لمواجهة هذه التغيرات هي أن تفهمي أسبابها .
الــهـورمـونـات
تلعب الهورمونات دوراً هاماً في التغيرات العاطفية التي تطرأ على المرأة الحامل . عندما تكونين حاملاً ، تسبب لك التغيرات في مستويات الاستروجين والبروجستيرون ارتفاعاً وانخفاضاً في الانفعالات العاطفية . مجرد ادراكك أنت وزوجك أن هذه التقلبات المزاجية لها أسباب جسدية يساعدكما على مواجهة ذلك الشعور وقبوله .
الـمـخــاوف
الخوف أثناء الحمل يدعو إلى القلق أيضاً . الكثير من الحوامل يشعرن بالقلق وأحياناً يخفن على صحة الطفل ، وبعضهن يصبن بصدمة جرّاء التفكير فيما إذا كن سيقدرن على تحمل آلام المخاض والوضع . حالما تدركين أنك خائفة ، يصبح من السهل اتخاذ بعض الخطوات للتغلب على خوفك . إبحثي مخاوفك مع أخصائي الولادة ، فإنه يقدّر ما تمرين به من تقلبات في المزاج . القراءة عن المخاض والوضع وأخذ دروس عن الولادة ، بالإضافة إلى بحث الموضوع مع الطبيب ، يساعد على بعث الثقة في نفس الحامل تجاه الولادة .
الخوف من التغيير يقلق الحوامل أيضاً . أنت تعرفين أن حياتك لن تكون كما كانت قبلاً ، لا سيما خلال الشهور الأولى من الحمل . قد يرعبك حجم التغيير الذي يحدث لك. لا تضطربي ، فقلقك هذا ما هو إلا دليل على اهتمامك . قلقك بشأن أن تكوني أماً جيدة يدل على أنك تريدين فعلاَ أن تكوني أماً جيدة .
زواجــك
كثير من النساء يقلقهن بشأن ما إذا كان الطفل سيؤثر على زواجهن . قد تخشين أن لا يكون بإمكانك توفير وقت تقضينه مع زوجك بعد مجئ الطفل . كما أنك سوف تتساءلين بينك وبين نفسك ما إذا كان زوجك سيكيّف أسلوب حياته ليستطيع ان يفي بحاجتك المتزايدة إلى مساعدته وتعاونه معك . أفضل شئ تعملينه بهذا الخصوص هو مناقشة الأمر مع زوجك . ربما أنه هو الآخر يتساءل ما الدور الذي يجب عليه القيام به بعد أن يلد الطفل .
صـحـتك الـجسـديـة
إضافة إلى كل هذه الانفعالات العاطفية ، غالباً ما تشعر المرأة الحديثة العهد بالحمل بالتعب والغثيان . مع مرور الوقت على الحمل ، وزوال هذه الأعراض ، تبدأين عادة بالشعور بالتحسن عاطفياً .
كيف يمكنك الشعور بالارتياح
إذا لم تزل مخاوفك ، عليك اتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب عليها . وجود شبكة متماسكة من أفراد العائلة والأصدقاء يساندك عاطفياً ويساعدك على التغلب بسهولة أكبر على ارتفاع وانخفاض التفاعلات التي يسببها الحمل . يستحسن أيضاً أن يلتف حولك بعض النساء الحوامل الأخريات ، فقد يكن أفضل عون لك لأنك ستشعرين أن ما تمرين به من تغييرات في حياتك ربطك معهن . عندما تشعر المرأة الحامل بالعزلة العاطفية ، يصيبها على الأرجح اكتآب الحمل . وإذا لم يتم التغلب على هذا الاكتآب ، يتفاقم ويستدعي مراجعة أخصائي الطب السيكولوجي . ركّزي على الجانب الحسن من الشعور والاغتباط بكونك ستصبحين أماً . عندما تتخلصين من مخاوفك تبدئين بالتطلع إلى مجئ الطفل لتحملينه بين ذراعيك وتتعرفين عليه .