الإرهاق يزيد من مخاطر السلوك السلبي!

تاريخ النشر: 20 سبتمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أظهرت دراسة اجرتها اكاديمية العلوم الروسية مؤخرا ان اكثر من 70 بالمئة من الروس يشعرون بالارهاق العام مما يزيد من مخاطر سلوك الشر لديهم.  

 

واكد مركز الديمغرافيا والبيئة البشرية لاكاديمية العلوم الروسية ان هذه الحالة المتواصلة من الارهاق النفسي والعاطفي والاجتماعي لدى غالبية الروس تزيد الى حد كبير من مخاطر ردود الفعل غير الطبيعية المدمرة . 

 

هذا وكانت دراسة سابقة نشرت وكالة أنباء إنترفاكس مقتطفات منها قد كشفت ‏‏عن وجود 14 مليون مواطن روسي يعانون أمراض نفسية مختلفة وان هذه الأمراض ‏ ‏تفاقمت خلال السنوات العشر الماضية.‏ ‏  

 

وأشارت الدراسة التي أعدتها مجموعة من الهيئات غير الحكومية التي تعنى بشؤون ‏الحريات والديموقراطية أن 8 3 مليون مواطن روسي يعانون من أمراض نفسانية مزمنة ‏ ‏وان 14 مليون بحاجة إلى تلقي علاج طبي من الأمراض النفسية.‏ ‏  

 

ولاحظت الدراسة، أن أحوال الكثير من المرضى تسير من سيئ إلى أسوء وان عدد‏ ‏المصابين بعاهات نفسية مستديمة زاد بنسبة 50 بالمائة.‏ ‏  

 

وعزت الدراسة هذه الأوضاع إلى سوء تمويل المستشفيات العيادات النفسانية وعدم‏ ‏تمكن المرضى من مراجعة المستشفيات المختصة بسبب رداءة طرق المواصلات بين الأقاليم‏ ‏الروسية.‏ ‏  

 

وأعادت الدراسة إلى الأذهان أن الدولة الروسية وضعت برنامجا يقضي بفتح أقسام ‏ ‏للطب النفسي في جميع المؤسسات الصحية العاملة في البلاد.  

 

هذا وعلى صعيد آخر، تعتبر العصبية، الخجل والخوف جزءا من المجموعة الأكثر تشخيصا من الأمراض العقلية، وتوفر شركات الأدوية سلسلة من المنتجات الخاصة بمعالجة هذه الأمراض.  

 

قبل نحو عشرين عاما، كان القلق الاجتماعي مرضا عقليا جديدا ونادر الحدوث ويتميز بالخجل المتعب والخوف من الإهانة أمام الناس. وفي أيامنا هذه يعتبر ثالث اكبر مشكلة صحية عقلية في العالم وواحدا من ستة اضطرابات القلق التي يحتمل أن تكون اكثر الأمراض العقلية تشخيصا على وجه الكرة الأرضية.  

 

وتشمل اضطرابات القلق اضطراب الخوف الذي يتميز بالنوبات المتكررة من الهلع والتي تترك الناس وهم يشعرون بأنهم سيموتون بسبب نوبة قلبية أو الاختناق حتى الموت.  

 

وهناك أيضا اضطراب القلق العام الذي يتميز بالانزعاج الذي يشل الحركة.  

 

وإذا كان الاكتئاب مرض اللحظة في التسعينات، فإن اضطراب القلق هو الاكتئاب الجديد. ووفقا لبعض التقديرات، فإن اضطراب القلق الاجتماعي يؤثر على 8 بالمائة من سكان العديد من البلدان بما فيها كندا.  

 

فقد كشفت دراسة إحصائية جديدة في كندا أن 750000 كنديا أفادوا بإصابتهم بأعراض تتفق وتشخيص الحالة.  

 

ويصف العديد من المختصين بالصحة العقلية اضطرابات القلق بأنها وباء مخفي قصر حياة ألوف من الناس لم يدركوا أن هناك شيئا يمكن فعله لمساعدتهم ويجادل هؤلاء بأن المرض لا يزال بعيدا عن التشخيص الدقيق . ويصف آخرون القلق بشأن الدور الذي يلعبه التسويق في زيادة القلق الاجتماعي واضطرابات القلق الأخرى.  

 

فقد ركزت الحملات الإعلانية على الأعراض مثل العزل، شائعة نسبيا ، الشعور بالخجل، متوتر، قلق؟؟ هل أنت خائف من التحدث أمام الآخرين؟؟ الحل الذي يقترحونه هو قرص الدواء .. والأرجح قرص المعطل الانتقائي للسيروتونين أو SSRI .  

 

إن مضادات الاكتئاب العظيمة هذه بما فيها Paxil , Prozac و Zoloft وغيرها تكسب أهمية إضافية كأدوية مضادة للقلق. وقد شكلت الأدوية من نوع SSRI في العام 2001 ثاني أكبر مجموعة من الأدوية يصفها الأطباء في الولايات المتحدة بعد الكودايين الذي يستخدم كمسكن للآلام.  

 

وتشكل المجموعة الأولى من حيث الوصفات الطبية في كندا، بحسب شركة IMF الكندية للمعلومات الصحية.  

 

تقول باربارة منتس، باحثة في السياسة الصحية في جامعة بريتش كولومبيا، "لا يقصد بهذه الأدوية أن تعالج الاستجابة العاطفية الطبيعية لأشياء تحدث خطأ في حياة الفرد".  

 

في إحدى الحالات تقلق طالبة خريجة من جامعة بريتيش كولومبيا بشأن اطروحات الماجستير ولذا تقوم بزيارة لعيادة الجامعة حيث يصف الطبيب لها عقار Prozac وبعد أخذ العلاج تفقد الطالبة بعضا من وزنها وكذلك الدافع الجنسي لديها ولكنها لا تزال قلقة ولذا تتوقف عن أخذ الدواء.  

 

وبعد بضع سنوات تتعرض لنفس الحالة حين تكون منشغلة في إعدادها لشهادة الدكتوراه وتعاني من أعراض كالغثيان، العرق الشديد وصعوبة في النوم. وتقوم الطالبة مجددا بزيارة العيادة وبدلا من طمأنتها يعطيها الطبيب مثلا عينة من عقار Paxil .  

 

وتقول الطالبة، لم يتبق لدي سوى شهر واحد وتقوم بإلقاء الدواء في سلة المهملات. وهناك العديد من القصص الأخرى التي تدل على أن شركات الأدوية تبالغ في الدعاية لأدويتها.  

 

أما الأطباء فيقومون بوصف الدواء المخصص لمرض معين لأشخاص يعانون من أمراض أخرى .  

 

ومن جانبه يعتقد الدكتور ديفيد هيلي، باحث بارز وعالم نفس في جامعة ويلز أن هناك إفراطا في وصف الأدوية من مجموعة SSRI وأن هذه الأدوية تستخدم لعلاج مجموعة من الناس ولكن الحصول عليها سهل.  

 

وينتقد الدكتور هيلي بصراحة العلاقة الوثيقة بين شركات الأدوية والباحثين. وكمؤلف للعديد من الكتب حول تاريخ الصيدلية النفسية، أصبح الدكتور هيلي على معرفة بالكيفية التي تروج شركات الأدوية منتجاتها الدوائية وذلك عن طريق الترويج للأمراض كالقلق.  

 

وبصورة تقليدية تقوم الشركات بتمويل مجموعات المرضى لزيارة الوعي بالحالة وتحصل على أسماء كبيرة في علم النفس لحضور ندوات تتحمل هي تكاليفها بالكامل.  

 

ومن جانبهم لا يدرك علماء النفس تأثير شركات الأدوية على الأبحاث المنشورة في المجلات والدوريات العلمية._(البوابة)