وجد الباحثون في جامعة تكساس الأميركية، أن الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية الدسمة يزيد خطر الإصابة بتلف طبقة الماكيولا العينية، وهي الطبقة البنية اللون الموجودة في مركز الشبكية والمسؤولة عن حدة البصر، والتي يصاب نسيجها بالترقق مع التقدم في السن.
وكشف الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "أرشيف طب العيون"، أن نوعية الغذاء تؤثر في احتمالات الإصابة بهذه المشكلة البصرية، خصوصا بعد اكتشاف أنواع معينة من الدهون، وخاصة تلك المستخدمة في الأطعمة السريعة، تزيد خطر إصابة طبقة الماكيولا العينية بالتلف، إضافة إلى الأطعمة المصنعة كالزبدة والشوكولاته والبسكويت وزبدة الفول السوداني والتشيبس والبطاطا المقلية.
ولم تكن هذه الدراسة الأولى التي تؤكد هذه الحقيقة حيث أظهرت دراسة أميركية سابقة، أن كبار السن الذين يعانون من مراحل مبكرة من فقدان البصر قد تسوء حالتهم ويفقدون البصر نهائيا في حالة تناول أطعمة غنية بالدهون .
وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة "إي سانتيه" الفرنسية أن الأغذية الدهنية بالإضافة إلى أنها تسبب انسداد الشرايين وتزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية فهي تعمل أيضا على تضييق الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين مما يؤدي إلى تدهور الشبكية وبالتالي فقدان البصر المرتبط بالسن.
وأجرى الدراسة باحثون من مركز "ماساشوستس" للعيون في بوسطن على 261 شخصا يعانون من فقدان بصر جزئي تمت متابعة أنظمتهم الغذائية خلال خمسة أعوام فتبين أن الأشخاص الذين تناولوا الكثير من الأغذية الغنية بالدهون تطور لديهم المرض وارتفع لديهم خطر فقدان البصر الكلي بضعفين.
وأشارت الدراسة إلى أن التدخين يعتبر من العوامل التي تساعد على الإصابة بفقدان البصر الجزئي الذي يصيب ثمانية ملايين أميركي ويتوقع أن يتطور المرض لدى 3ر1 مليون منهم خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
هذا ومن جانب آخر، أكدت دراسة نشرتها مجلة (ساينس) العلمية أن تخفيض كمية الأطعمة يسمح بتأخير الشيخوخة عبر التأثير على بعض الجينات المرتبطة بهذه الظاهرة، وهذا اكتشاف قد يساعد على إعداد أدوية تمدد العمر.
وقد سبق وأظهرت دراسات عديدة أن تناول القليل من الطعام يمدد معدل الحياة، لكنها المرة الأولى التي استطاع فيها علماء من جامعة ويسكونسن في مدينة ماديسون بالولايات المتحدة شرح الأسباب بتتبع تغيرات بعض الجينات أثناء صيرورة الشيخوخة وكذلك تأثير النظام الغذائي على تطورها.
ودعمت هذه الدراسة دراسات سابقة كانت قد أجريت مؤخرا على الديدان، الفئران والقردة وأشارت إلى أن قلة الطعام تزيد من أعمارها حيث تبين أن تخفيض معدل تناول الطعام بنسبة 30% أدى إلى زيادة عمرها بنفس النسبة. ويود العلماء الآن معرفة ما إذا كان تحديد كمية الطعام الذي أثبت فعالية كبيرة في الحيوانات له نفس التأثير على الإنسان.
قام المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة بتجارب علمية شملت حوالي 200 شخص في ثلاثة أماكن في ولايات لويزيانا، مساشوستس وميزوري الأميركية. ويتناول المتطوعون أطعمة منخفضة السعرات الحرارية لرؤية ما إذا كان التخفيض الكبير في استهلاك هذه السعرات سيعمل على تحسين حالتهم الصحية وتعزيز إمكانية الإطالة في أعمارهم.
وتعتبر التجارب التي يجريها المعهد جديرة بالملاحظة خاصة بعد أن نشرت الحكومة الأميركية إحصائيات تظهر أن 61% من الأميركيين يعانون من البدانة مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري والتهاب المفاصل.
ويهدف مشروع الدراسة بالدرجة الأولى إلى التوصل إلى طريقة لتقديم طعام مغذ ولكن بسعرات حرارية مخفضة بدرجة كبيرة.
وفوق ذلك، فإن شهية الناس للأدوية الخاصة بإبطاء عملية الشيخوخة كبيرة حيث تزدهر تجارة الأدوية المضادة للشيخوخة بما في ذلك الأقراص المقوية للذاكرة، حقن الهرمونات والكريمات الخاصة بالتجاعيد. ولكن هذه المنتجات في كثير من الأحيان لا تجلب النتائج التي يؤيدها العلم. فليست هناك أية أقراص أو جرعة من الدواء أثبتت أنها تطيل العمر.
إن الشيء الوحيد الذي أثبت أنه يطيل العمر هو تناول طعام ذي سعرات حرارية مخفضة ولكن ذلك لا يزال بحاجة إلى الإثبات في حالة البشر.
قال الدكتور شارلز هولينغوورث، رئيس الاختبارات السريرية في المعهد، "لا نستطيع ضمان ينبوع من الشباب". ولكن العائد يتمثل في صحة أفضل، كما أن الحياة الأطوال تكون مصحوبة بجهاز مناعة أقوى._(البوابة)