نيمار إلى أضواء الليغا الإسبانية

تاريخ النشر: 27 مايو 2013 - 12:06 GMT
البوابة
البوابة

كثر الحديث في العامين الأخيرين عن الموهبة التي يتمتع بها النجم البرازيلي الصاعد نيمار دا سيلفا وعن المستقبل الذي ينتظره في عالم الكرة المستديرة وعن أنه الخليفة "المنتظرط للأسطورة بيليه أو اللاعب الذي سيسد الفراغ الذي خلفه اعتزال نجوم كبار مثل رونالدو وفشل آخرين مثل أليكساندر باتو وروبينيو في الارتقاء لمستوى التوقعات.

والآن، حان الوقت لكي يظهر ابن الحادية والعشرين ما يملكه من موهبة بعدما قرر امتحان نفسه في القارة الأوروبية مع أحد اهم الفرق على الإطلاق، أي برشلونة الذي أكد أمس الأحد تعاقده مع مهاجم سانتوس لمدة خمسة مواسم.

من المؤكد أن ما ينتظر نيمار في ملاعب القارة العجوز مختلف تماماً عما اختبره حتى الآن في البرازيل، وهذا الأمر لا يعني أن البطولات المحلية في بلاد السامبا لا تتمتع بالمستوى، لكن الجمهور العالمي لم ير الكثير من هذا اللاعب بسبب الشعبية الدولية المتواضعة لدوريات البرازيل وولاياتها.

الوضع سيكون مختلفاً اعتباراً من الصيف المقبل مع انضمامه إلى النادي الكتالوني حيث سيلعب إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.

يعرف نيمار تماماً الفارق بين اللعب في البرازيل وفي أوروبا، وقد اختبر عن قرب هذا الأمر في ديسمبر 2011 عندما تلقى درساً لا يُنسى من ميسي ورفاقه في البارسا بالخسارة أمامهم برباعية نظيفة في نهائي كأس العالم للأندية.

ويأتي انضمام نيمار الذي يتمتع بشعبية هائلة في بلاده والذي أصبح شخصية إعلانية ترويجية ضخمة رغم صغر سنه، إلى النادي الكتالوني العملاق في فترة هامة للغاية لبلاده كونها تستضيف مونديال 2014 وتستعد لاختبار جهوزيتها اللوجستية والكروية على حد سواء اعتباراً من 15 الشهر المقبل عندما تستضيف كأس القارات.

من المؤكد أن البرازيليين يعولون كثيراً على نيمار لأنهم يرون فيه اللاعب الذي بإمكانه سد الفراغ الذي يعيشه السيليساو بعد اعتزال الجيل الذهبي الذي قاده إلى اللقب العالمي الخامس والأخير عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

ويتمتع نيمار بأسلوب وموهبة مميزين دون أدنى شك وقد نال المديح من الأسطورة بيليه الذي توقع بأن يلمع نجم هذا اللاعب الذي بإمكانه اللعب كمهاجم ولاعب وسط خلف المهاجم أو حتى على الجناح، كما بمقدوره التسديد والمراوغة بالقدمين اليسرى واليمنى.

ويرى البعض أن مقارنة نيمار ببيليه ليس مبالغاً بها، إذ أنه رُشح رغم صغر سنه لجائزة أفضل لاعب في العالم عامي 2011 و2012، كما رُشح لجائزة صاحب أفضل هدف أعوام 2010 و2011 و2012، وأصبح في 2011 اصغر لاعب ينال جائزة أفضل لاعب في أميركا الجنوبية.

ويأمل نيمار بأن تشكل كأس القارات الشهر المقبل محطة انطلاق جيدة نحو التأكيد بأنه أمل البرازيليين بالعودة إلى ساحة التتويج العالمي، وهو علق على هذه المسألة في حديث أجراه مؤخراً مع موقع الاتحاد الدولي، قائلاً: "إنها بطولة في غاية الأهمية، سنواجه فيها منتخبات قوية جداً، هذا الأمر سيساعدنا على الاستعداد جيداً لنهائيات كأس العالم. يجب أن نستغل هذه البطولة لخلق الانسجام اللازم بين الفريق والمدرب الجديد (لويز فيليبي سكولاري الذي قاد البرازيل إلى لقب مونديال 2002) والتأقلم على أساليب تدريب مختلفة تماماً. هدفنا هو تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن من أجل مصلحة المنتخب".

ومن المؤكد أن الضغط سيكون هائلاً على نيمار "اليافع" في ظل انتقاله لبرشلونة إذ أنه سيقارن بميسي ونجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، وفي وقت تحتضن بلاده فيه حدثين عالميين بغاية الأهمية للجماهير البرازيلية التي دائماً ما يكون سقف توقعاتها مرتفعاً جداً.

"الضغط كبير جداً"، هذا ما قاله نيمار، مضيفاً: "بغض النظر عن المكان، الضغط دائماً حاضر لكنه سيكون أشد في بلادنا. نعي هذا الأمر جيداً ولكننا نحب ذلك. إنه ضغط إيجابي. إني محظوظ لأني لعبت العديد من المباريات النهائية في مختلف البطولات. الشعور بالضغط للفوز أمر رائع حقاً. نحن مستعدون لهذا كله، فاللاعب البرازيلي يتقبل هذا الأمر بشكل طبيعي. نحن نستعد لهذه اللحظة".

كما يواجه نيمار تحدي فرض نفسه في فريق يضم ميسي الذي قد يستفيد من انضمام البرازيلي لأنه سيتحرر بشكلٍ أفضل من الرقابة مع وجود لاعب مهاري آخر في الفريق، لكن يبقى السؤال هل سيتأقلم اللاعب البرازيلي الشاب مع أسلوب التيكي-تاكا الذي اشتهر به البارسا، أي تمرير الكرة حتى ينعدم تركيز الخصم!

وهل سيقبل بألا يكون النجم الأبرز في الفريق أو اللاعب المنقذ أو اللاعب الذي يتولى مهمة إيجاد الحلول عندما يفشل الفريق في فك شفرة دفاع الفريق الخصم؟