قحط قاري طويل اجتازه الألمان بنجاح

تاريخ النشر: 23 مايو 2013 - 01:29 GMT
البوابة
البوابة

بات تأهل بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند التاريخي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا من الأمور التي منحت الكرة الألمانية فرصة كبيرة من أجل الصعود الصاروخي لمنصات التتويج.

أصبح بايرن بعد تأهله إلى النهائي ثلاث مرات في أربعة أعوام، قوة ضاربة في قارة أوروبا خلال العقد الثاني من الألفية الثالثة، ولو أنه خسر في آخر مباراتين حاسمتين أمام إنتر الإيطالي عام 2010 وتشلسي الإنجليزي عام 2012. لكن على الملعب المهيب في عاصمة الضباب، ستجلب الكرة الألمانية لقبها السابع في المسابقة الأولى والأول منذ 12 عاماً، إذ يلتقي فريقان من ألمانيا لأول مرة في النهائي.

قحط قاري طويل اجتازته الأندية ترافق مع غياب الألقاب عن المنتخب الصاعد بقوة أيضاً في مسابقتي كأس أوروبا وكأس العالم، حيث واظب "ناسيونال مانشافت" على بلوغ نصف النهائي.

عملت كرة القدم الألمانية بتناغم بين الاتحاد والأندية، من خلال تكوين الناشئين على التقنية والنفس الهجومي، أكثر من التركيز البدني، مما كان واضحاً في طريقة لعب الأندية في الدوري.

وأصبحت البوندسليغا مع معدل 3 أهداف في المباراة، من أكثر البطولات الاستعراضية في أوروبا، واللعب الحديث والتقني والهجومي المطبق من خلال الأندية، أعطى ثماره على أعلى المستويات.

وجاء مهرجان البافاري في نصف نهائي دوري الأبطال أمام البارسا، الذي اعتبر في الأعوام الأخيرة أفضل فريق في العالم، مكتسحاً (7-0 في مجموع المباراتين) ومعبراً عن هذه الفورة الكبيرة.

وتستفيد ألمانيا أيضاً من قوة مالية مهمة تسمح لها بالحفاظ على أبرز لاعبيها. فباستثناء مسعود أوزيل وسامي خضيرة اللذان أغرتهما ملايين ريال مدريد، يتابع نجوم المنتخب الألماني مسيرتهم في الدوري المحلي على غرار القائد فيليب لام، باستيان شفاينشتايغر وتوماس مولر وماريو غوميز وماركو رويس وماريو غوتزه الموهبة الجديدة المنتقلة من بوروسيا دورتموند بطل الدوري عامي 2011 و2012 إلى بايرن ميونخ بطل 2012 بصفقة خيالية.

وأصبح الدوري الألماني تدريجياً بمثابة المغناطيس لأبرز اللاعبين في العالم على غرار الفرنسي فرانك ريبيري والهولنديين آريين روبن ورافاييل فان در فارت والإسباني خافي مارتينيز وحتى المدربين، فما قدوم غوسيب غوارديولا مدرب برشلونة السابق إلى بايرن إلا خير دليل على ذلك.

ويعتبر حجم ديون الأندية الألمانية ضعيف، وبفضل كأس العالم 2006 التي نظمتها البلاد، تستفيد من منشآت كروية ضخمة وحديثة.

يبلغ معدل حضور الجماهير 42 ألف متفرجاً في المباراة الوحيدة، مما يدر أموالاً طائلة على الأندية ويضعها في ارتياح مالي.

ويتمتع الدوري الألماني بمزايا خاصة من حيث إعداد روزنامته، فيخوض 18 نادياً منافسات الدرجة الأولى في 34 مرحلة، فيما تعتمد باقي البطولات الكبرى في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا 20 نادياً ليمتد الدوري إلى 38 مرحلة.

وفي ألمانيا لا يوجد مسابقة محلية أخرى سوى مسابقة الكأس، تخوضها أندية النخبة ابتداء من الدور الثاني بمباراة واحدة فقط مع ركلات ترجيحية تحسم التعادل، إذ لا يوجد مباريات ذهاب وإياب أو مباريات معادة، وتغيب باقي المسابقات الرديفة مثل كأس الرابطة، إذ يخوض اللاعب الألماني 50 مباراة كحد أقصى إذا استمر فريقه في كل المسابقات، أي بفارق كبير مثلاً عن تشلسي الذي لعب حارسه التشيكي بيتر تشيك 68 مباراة هذا الموسم عشية نهائي الدوري الأوروبي الأسبوع الماضي أمام بنفيكا البرتغالي.

ويعرف الدوري أيضاً بدقة التوقف الشتوي لأربعة أسابيع، مانحاً فرصة التجدد للمشاركين ومقلصاً خطر الإصابات على ملاعب يجعل منها الطقس المثلج أرضاً خصبة للوقوع في الأفخاخ وتبدو الكرة الألمانية مجهزة للمنافسة على أعلى مستوى أوروبي.