بوروسيا دروتموند... الخطوة الأخيرة نحو التتويج الأوروبي

تاريخ النشر: 23 مايو 2013 - 02:20 GMT
البوابة
البوابة

عند بداية مرحلة مجموعات دوري أبطال أوروبا، لم يكن أحد يفكر مجرد تفكير بترشيح بوروسيا دورتموند لبلوغ دور الـ 16 أو نصف النهائي، بل كانت معظم الترشيحات منصبة على تأهل مانشستر سيتي وريال مدريد عن المجموعة التي تضم أيضاً دورتموند وأياكس أمستردام.

لكن المجريات على أرض الواقع جعلت المهتمين يترقبون وينظرون إلى المدرب الشاب يورغن كلوب بالاحترام والتقدير والاستغراب أيضاً، لأن معظم النقاد بنوا التوقعات على الأسماء والنجوم ومدى المبالغ التي صرفت من إدارات الأندية على شراء النجوم الكبار، فجمع دورتموند 14 نقطة من 6 مباربات فاز في 4 منها وتعادل في 2، وجاء الريال خلفه بـ 11 نقطة، ثم أياكس بـ 4 نقاط، ومانشستر سيتي بـ 3 نقاط.

ويملك دورتموند بطل ألمانيا مرتين متتاليتين مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يقدمون أداءً جماعياً يعكس مدى التفاهم والانسجام داخل الملعب.

ويعد الفريق الأصفر والأسود أحد أفضل فرق كرة القدم في العالم إذ يعرف تماماً كيفية اللعب على الهجمات المرتدة بسرعة ودقة وتمركز، تمكنه من اختراق دفاعات الخصم مهما كانت قوته، ولعل رباعية البولندي روبرت ليفاندوفسكي في ريال مدريد خير مثال. 

تعثر الفريق محلياً بداية الموسم نتيجة تعرض بعض لاعبيه البارزين للإصابات، مما أدى لفقدانه العديد من النقاط ليتنازل عن بطولة الدوري لبايرن، لكن فقدانه لأمل المنافسة على لقب الدوري المحلي منحه حافزاً إيجابياً للتركيز على اللقب الأغلى والأهم وقد فعل ذلك بكل ثقة واقتدار.

ومنذ مباراته المهمة أمام ريال مدريد في ميدانه، أكد علو كعبه وقدرته على مجاراة أقوى الأندية، وتمكن من تحقيق الفوز 2-1 ليشكل نقطة تحول مهمة جداً على الصعيد النفسي إذ ارتفعت المعنويات وعادت روح الثقة بالنفس، لأن الكثيرين كانوا يرشح الريال للفوز باللقب وليس المباراة فقط.

ووصل دورتموند النهائي بعد عبور جسر الفريق الملكي بنتيجة 4-1 ذهاباً بواسطة نجم واحد هو ليفاندوفسكي الذي أضاع فرصاً عديدة في مباراة الإياب التي انتهت لصالح الريال 2-0.

ويتمنى عشاق أسود فيستفاليا تكرار أفراح عام 1997 عندما فازوا باللقب الأول على حساب يوفنتوس الإيطالي بنتيجة 3-1، واليوم تبقى خطوة واحدة للوقوف على منصة ويمبلي.

ويستعد دروتموند لنهائي ويمبلي هذه المرة رغم إصابة لاعبيه قلب الدفاع ماتس هوميلس، وغياب صانع ألعابه المبدع ماريو غوتزه الذي سينتقل إلى بايرن ميونيخ الموسم المقبل.

لن يكون نهائي ويمبلي مجرد 90 دقيقة، بل سيبقى راسخاً في تاريخ كرة القدم الأوروبية والألمانية، لأن بايرن يسير بسرعة تفوق سرعة الصوت من أجل تحقيق لقبه الخامس في تاريخه، وقد اكتسب الخبرة الكبيرة في التعامل مع النهائيات لأنه يخوض النهائي الثالث خلال السنوات الخمس الأخيرة، والخسارة للمرة الرابعة ستكون مرفوضة من الجميع، لأن المدرب القدير يوب هاينكيس يريد أن ينهي مشواره وهو في القمة ليترك لخليفته بيب غوارديولا إرثاً ثقيلاً سيجعله تحت الضغط من اليوم الأول.

تغيرت الصورة اليوم ولم تعد كما كانت لأن الفريق الذي تمكن من تقطيع برشلونة ذهاباً وإياباً لن يكون مجرد منافس قوي بل هو البطل في قرارة نفسه وعليه أن يعكس ذلك على أرضية ملعب ويمبلي.

تستعد الجماهير للسفر إلى لندن لتحتفل من أجل المانيا أولاً، رغم أن الغالبية العظمى تعشق دورتموند الذي يحظى بمتابعة أسبوعية على ملعبه سيغنال إيدونا بارك لا تقل عن سبعين ألف متفرج، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل والعديد من القيادات السياسية، البايرن هو الأكثر شهرة وليس شعبية.

قمة السبت ستنقل مباشرة إلى 209 دول حيث سيتمكن حوالي 200 مليون شخص من متابعة النهائي حسب تقديرات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ستؤدي القمة الألمانية حسب رأي الخبراء الاقتصاديين لزيادة شعبية الأندية الألمانية ومبيعاتها والترويج لشعاراتها وبضائعها التي ستدر أرباحاً خيالية على كرة القدم الألمانية.

نهائي السبت وبغض النظر عن نهايته رفع قيمة المسابقة المحلية وحقوق البث من 71 مليون يورو سنويا إلى 150 مليون يورو سنويا بداية من العام 2015، وبالتأكيد هناك الكثير من الصفقات ليس في سوق شراء وبيع اللاعبين فقط بل ربما يصل إلى التفكير بشراء الأندية الألمانية.

رائد عابد